أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أن الجيش الأميركي نفّذ ضربات ضد منشأتين يستخدمهما "الحرس الثوري" الإيراني وفصائل يدعمها ، شرقي سوريا، رداً على مجموعة من الهجمات التي استهدفت القوات الأميركية في العراق وسوريا مؤخراً.

وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أمس الخميس، في بيان، إنّ "الضربات الدقيقة للدفاع عن النفس هي رد على سلسلة هجمات مستمرة، وغير ناجحة في معظمها، ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا من جانب ميليشيات مدعومة من إيران بدأت في الـ 17 من تشرين الأول"، وفق وكالة "فرانس برس".

وأشار أوستن، إلى أن بايدن أمر بهذه الضربات، "من أجل أن يكون واضحاً أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع هجمات كهذه وستدافع عن نفسها وأفرادها ومصالحها".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين كبار، أن الضربة أصابت ليلاً مستودع أسلحة ومخزن ذخيرة يستخدمهما "الحرس الثوري" الإيراني، وجماعات مسلحة تدعمها.

ولم يتضح إذا أدى القصف إلى مقتل إيرانيين أم لا، وفق المسؤولين.

واستهدفت طائرتان حوالي الساعة 4.30 بتوقيت غرينتش، مواقع في بلدة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، باستخدام ذخائر دقيقة، وفق أحد المسؤولين، حسب "رويترز".

وشدّد مسؤول ثانٍ أنّ الهجمات المدعومة من إيران ضد القوات الأميركية غير مقبولة، ويجب أن تتوقف "نحن على استعداد لاتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية شعبنا إذا لزم الأمر".

وذكر البنتاغون في وقت سابق أن مواطنا أميركيا توفي جراء نوبة قلبية أثناء اختبائه خلال إحدى هذه الهجمات، وأصيب 21 آخرون.

اقرأ أيضاً: في سوريا ودول عربية.. صحيفة: واشنطن تسارع لنشر أنظمة دفاع جوية

استنفار عسكري وجرحى!

وذكرت شبكة "صدى الشرقية" المحلية، أنّ هناك استنفاراً أمنياً وعسكرياً للفصائل الإيرانية في البوكمال بعد القصف الأميركي على مواقعهم.

وقالت الشبكة إن أصوات سيارات الإسعاف تسمع في أرجاء البوكمال جراء الضربات الأميركية، حيث يتم نقل جرحى الفصائل الإيرانية باتجاه العراق.

وزير الدفاع الأميركي لفت إلى أنّ "ضربات الدفاع عن النفس الموجهة جيداً، منفصلة عن الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس، ولا تشكل تغييراً في مقاربتهم" لهذه الحرب.

وأضافت "صدى الشرقية" أن عدة قذائف استهدفت ليلة الخميس - الجمعة، حقل كونيكو للغاز الواقع تحت سيطرة التحالف الدولي بريف دير الزور، قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري والفصائل الإيرانية في مراط وحطلة.

وكان البنتاغون أعلن، أمس الخميس، أنّ القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي تعرّضت منذ مطلع تشرين الأول الجاي لما لا يقل عن 16 هجوماً في سوريا والعراق، واتّهم "ميليشيات مدعومة من إيران" بالوقوف خلفها بطائرات مسيرة وصواريخ.

وكان علي خامنئي مرشد إيران الأعلى، اتهم الأربعاء، الولايات المتحدة بأنها "هي من تدير الجريمة في غزة"، حيث بدأ الاحتلال الإسرائيلي قصفاَ مكثّفاً على قطاع غزة بعد عملية حركة حماس "طوفان الأقصى" ضدها في السابع من تشرين الأول الجاري.

من جانبه، حذر الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، خامنئي، بشكل مباشر من استمرار الهجمات على القوات الأميركية بالمنطقة، والتي ارتفعت وتيرتها بعد حرب غزة، وفق موقع "الحرة".

وتعرضت كل من القاعدة الأمريكية في حقل كونيكو للغاز بريف دير الزور وقاعدة التنف التابعة للتحالف الدولي، في الـ 19 من الشهر الجاري، لاستهداف بطائرات مسيرة، وتبنت "المقاومة الإسلامية في العراق"، استهداف قاعدة التنف بثلاث طائرات مسيّرة.

وكانت إيران هددت مرات عديدة بتوسيع الجبهات ضد إسرائيل في الشرق الأوسط، ما لم تتوقف عن استهداف قطاع غزة.

وارتفعت وتيرة استهداف القوات الأميركية في سوريا والعراق بعد حرب غزة، التي دخلت اليوم الـ 21 على التوالي وأسفرت عن مقتل أكثر من 7 آلاف فلسطيني، وإصابة أكثر من 18 ألف آخرين منذ تشرين الأول الجاري.

وتدعم الولايات المتحدة إسرائيل في حربها المعلنة ضد حركة "حماس"،  حيث طالبتها بتأجيل اقتحامها لقطاع غزة، لحين نشر دفاعات جوية لحماية القواعد الأميركية في عدد من الدول العربية، بينها سوريا.