خدمي | 18 09 2023

أطفال السوريين خارج سوريا، أبدعوا في إتقان اللغات الأجنبية في بلدان اللجوء والهجرة، لكن بالمقابل هناك مخاوف من خسارة الأطفال لغتهم الأم اللغة العربية، نصائح وأدوات لتعزيز تعلم اللغة العربية لدى الأطفال خارج بلدهم.
كيف اختفت اللغة العربية من ألسن كثير من أطفالنا وأصبحوا لا يحبذون الحديث بها؟، هل أكتفي بتعليم طفلي قراءة العربية فقط؟.. الأطفال أول من يندمج مع الثقافات الجديدة ويكتسب لغتهم، وتصبح اللغة العربية هي الثانية أو الثالثة بعد لغات أجنبية.
ما قصة الكود 102 في شهادة القيادة للسوريين في تركيا؟
في بلد اللجوء أو الهجرة، سرعان ما يتقن الأطفال اللغة الأجنبية أسرع من الآباء، ربما يشعر الأهل بالفخر في البداية، غير أن أزمة جديدة تفاجئ الأسر حين تصبح اللغة حملاً ثقيلاً عليهم، ولا يحبذون التحدث بها ولا يطيقون تعلمها.
عوامل ضياع اللغة العربية لدى الأطفال والحلول
1- الدافعية لها أهمية كبرى في نجاح العملية التعليمية أو فشلها، وازدياد الدافعية تؤدي إلى سرعة التعلم.
الحل: اخلق الدافعية لتعلم اللغة العربية لدى طفلك، وأخبره أن هناك أسباباً كثيرة ليتعلم ويتقن العربية ومنها:
- سهولة التواصل مع العائلة الكبيرة، كالأجدات والجدات والأقارب، والاندماج مع الوطن الأم مستقبلاً.
- سهولة البحث عن الجذور والهوية، ولأسباب قومية.
- ممارسة شعائر دينية.
- اللغة الثانية مهمة في السفر والدراسة والتجارة، فكيف إن كانت اللغة الأم.
2- إرهاق الطفل بتعلم اللغة العربية وتحميله ما لا يطاق، فضلاً عن واجباته المدرسية اليومية، في البلد الأجنبي.
الحل: ليس منطقياً ومن غير الصحيح جعل دروس اللغة العربية يومية، أو أن تكون مقتصرة على فصل الصيف في عطلة المدارس، بل دمج تعلم اللغة العربية مع مسارات حياتية بتوازن.
يكفي قراءة قصة قصيرة قبل النوم، أو ذكر أمثلة بالفصحى حين ممارسة نشاطات مثل الرياضة أو الزراعة، أو غيرها.
3- انشغال الأبوين نتيجة تغير الأولويات والحاجة ربما إلى عمل الأب والأم، وبالتالي غياب فرص البقاء مع الأطفال والحديث معهم.
الحل: الحرص على تخصيص وقت ولو قصير للحديث مع الأطفال وغرس أهمية تعلم اللغة العربية، مع الاستعانة بمدرسين مختصين، ربما عبر الإنترنت، لتعليم الأطفال اللغة العربية.
لماذا أعلم طفلي العربية الفصحى.. ألا تكفي العامية!؟
يتساءل أهالٍ كثر.. لماذا أعلم طفلي الفصحى وقد يتعرض للسخرية إن تحدث بها؟ ويميلون لإحلال اللهجة العامية بدلاً عن الفصحى.
كل لغات العالم فيها اللهجة المحكية وكذلك الفصيحة، ولا ننسى أن العربية الفصحى هي لغة معظم الكتب العلمية والتاريخية والفلسفية والصحف والروايات، فمن المهم تعلم اللهجة العامية وكذلك العربية الفصحى.
الدراسة في تركيا .. تحصيل قبول جامعي بعيداً عن الاحتيال
برامج الأطفال في وسائل الإعلام وسيلة لتعلم اللغة العربية
مع متابعة برامج الأطفال المحكية باللغة العربية، يدمج الطفل بين التسلية والترفية والمتعة، وكذلك تعلم اكتساب قاعدة سمعية في اللغة العربية.
- احرص على تخصيص وقت لطفلك للاستماع أو مشاهدة برامج أطفال باللغة العربية التي تعرض على وسائل الإعلام أو التطبيقات المسموعة أو المرئية، ثم أدر نقاشاً عما جرى الاستماع إليه، كي يعتاد الطفل على ممارسة اللغة العربية.
هل تعلم اللغة العربية صعب؟
غياب الرغبة في التعلم، أو نقص المناهج المعتبرة في التعلم، أو غياب المدرسين المختصين بتعليم العربية، ربما يخلق فهماً خاطئاً بأن اللغة العربية مستحيلة الفهم وعصية عن التعلم.
من الطبيعي عند بداية تعلم لغة جديدة، أن تجد صعوبة في الفهم، وهذا ينطبق على كل لغات العالم، لكن باستخدام الأدوات الصحيحة، يصبح التعلم أسهل.
متى أعرف أن لغة طفلي العربية في خطر؟
- إذا كان طفلي غير قادر على تشكيل جملة كاملة باللغة العربية.
- إذا كان طفلي غير قادر على شرح قصة أو موضوع أو حدث في المدرسة أو الشارع كاملاً باللغة العربية.
- إذا كان حديث طفلي مزيجاً من المفردات العربية واللغة أو لغات ثانية.
- إذا كان الطفل يفهمني بالعربية ولكن يفضل الاستجابة والتفاعل باللغة الأجنبية.
- إذا كان الطفل لا يفهم العربية ولا يتحدث بها.
- إذا كان ميول طفلي للحديث ومشاهدة التلفاز واللعب والتفكر باللغة الأجنبية.
هل هناك عمر مناسب لبدء تعليم الطفل اللغة العربية؟
بإمكان الأهل بدء الحديث مع الطفل بمصطلحات ومرادفات عربية وهو بعمر 11 شهراً، والغناء بالعربية حتى وهو في بطن أمه أو في حجرها وهو يرضع.
تنويع وسائل التعامل باللغة العربية مع الأطفال، بين الأغاني، والتلوين، واللمس، ومن ثم تحفيظ الطفل شيئاً من القرآن الكريم، والأشعار أو الأغاني العربية.
غرس الفخر في عقل الطفل، أنه يصبح متميزاً عن أقرانه لأن لديه فرصة لتعلم لغة ثانية، هي لغة أهله الأم.
أقيم في بلد أجنبي.. هل أبدأ بتعليم طفلي العربية من أول نطقه أم لغة البلد؟
اللغة الأم بالتأكيد، تأتي في المرتبة الأولى لما لها من فوائد على شخصية الطفل وتوازنه واستقراره النفسي، ولأن تعلم اللغة الثانية، أي لغة البلد الذي يقيم فيه الطفل، متاح في المدرسة وكذلك في المحيط.
ويحتاج الأطفال إلى تعلم العربية، لأن لغة الحديث في المنزل لدى معظم الأهالي هي العربية.
تركيا .. تعرف أكثر إلى غرفة الحماية وإعادة التوطين للاجئين السوريين
أخشى من دخول طفلي المدرسة ولم يتعلم لغة البلد الأجنبي بعد.. ما النصيحة؟
تعلم اللغة العربية قبل المدرسة لا يشكل عائقاً أمام تعلم اللغة الثانية، واكتساب اللغة الثانية أبسط مما نعتقد، لأن المدرسة تتيح مناهج، إضافة إلى المحيط والبيئة العامة التي تساعد الطفل على اكتساب اللغة الجديدة بسرعة.
ومن الضروري أن يحافظ الأطفال على لغتهم الأولى عندما يبدؤون الدراسة بلغة مختلفة، لأن الأساس القوي باللغة الأم يسهل تعلم لغات أخرى.
نصائح للأهالي في تعليم اللغة العربية لأطفالهم
- اقتناع الأهل بقيمة اللغة العربية ومكانتها بين لغات العالم، وأهمية تعليمها للأطفال، والخسائر المحتملة التي تترتب على الطفل من عدم تعلم العربية.
- الاقتناع بأنه هناك فرق كبير بين الطرق التي تعلمنا بها اللغة العربية، وبين طريقة تعليمها لأطفالنا، فنحن كنا نعيش في مجتمع يتكلم كل أفراده اللغة العربية.
- تعليم وتحفيظ الطفل آيات من القرآن الكريم، وكذلك تعليمه الأشعار والأمثال العربية.
- توفير السبل والإمكانات لتعليم الأطفال اللغة العربية، والاستفادة من التقنيات الحديثة في ذلك.
- التعرف إلى المشكلات التعليمية لدى أطفالنا التي تعيق تعلمهم للعربية والعمل على حلها، باستشارة خبراء.
- إسماع الأبناء نماذج جيدة من الأداء اللغوي ومحاولة تقليدها، ومشاهدة القنوات الفضائية والأخبار والصحف والمجلات والاناشيد.
- تشجيع الأبناء على الانضمام للفعاليات الثقافية والاجتماعية العربية.
- تكوين صداقات مع زملاء يتحدثون العربية، ليكونون رديفاً وربما بدلاً عن الأقارب في بلدة اللجوء أو الهجرة.
- الحرص على مشاركة الأبناء في أنشطة اجتماعية لأهالي بلدهم الأصلي.
- لا تجعل تعلم اللغة العربية مرتبطاً بالخوف، بل على العكس اجعل التعلم مرتبطاً بالحب، الهدية، المكافأة، والتعزيز.
- تقديم الوسيلة التعليمية لتعلم العربية كالكتب والصور أو الوسائل البصرية أو السمعية أو السمع بصرية، ويعتبر المنهج المدرسي من أهم الوسائل في إنجاح العملية التعليمية.
- الاستعانة بخبراء واستشاريين متخصصين في تعليم اللغة العربية، فليس كل متحدث باللغة قادر على تعليمها.
المزيد من النصائح لتعليم الأطفال اللغة العربية، في بلدان اللجوء والهجرة، مع الخبيرة التربوية والتعليمية رنا أنيس، ضيفة أسما في "بدنا خدمة تحرز".
تابع اللقاء كاملاً..