اعتقلت قوات الأمن التابعة للنظام السوري الناشط أيمن فارس الذي ينحدر من محافظة طرطوس، واشتهر على وسائل التواصل الاجتماعي، بانتقاده بشار الأسد وزوجته. 

ونشرت "شبكة الراصد" نبأ اعتقاله صباح اليوم، على الصفحة الرسمية للشبكة في "فيسبوك"، وهو في طريقه للهرب من الملاحقات الأمنية إلى السويداء، والاحتماء فيها.

وأكد لـ"روزنة" صحفي من شبكة "الراصد" نبأ الاعتقال الذي قال إنه وقع بين الرابعة والرابعة والنصف فجر اليوم، عند حاجز العادلية على طريق دمشق – السويداء، وذلك "بعد محاصرة سيارة الفان التي يستقلها، مع مجموعة من الشبان من أهالي السويداء".

اقرأ أيضاً: اعتقال الناشط أحمد الإسماعيل في اللاذقية.. وعائلته تناشد لإطلاق سراحه

ورجح الصحفي أن يكون الفارس مراقباً من خلال هاتفه الجوال "بدقة"، وهو ما تسبب بتحديد موقعه وتتبع تحركاته.

ونفى الصحفي معرفته بالجهة المنفذة للاعتقال، مؤكداً أن قوات الأمن أطلقت سراح الشيخ باسل الحسين الذي كان برفقته، وأنه "وصل إلى منزله في مدينة جرمانا"، بريف دمشق، دون معرفة مصير الفارس.

وشهدت مظاهرات السويداء اليوم مطالبات بإطلاق سراح الفارس، إضافة إلى تضامن واسع معه، عبّر عنه رواد مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تعليقاتهم على خبر الاعتقال.

تحدى الأسد

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لأيمن فارس قبل أيام، تحدى من خلاله بشار الأسد، موجهاً الانتقاد للأخير وزوجته أسماء الأسد.

وقال الفارس للأسد في مقطع الفيديو الذي حقق انتشاراً واسعاً، "إن كنت زلمي تعال اعتقلني (..) بعدين بدل ما تتمرجل على واحد بيكتب كلام عادي روح تمرجل على إسرائيل الي بتدقك (تقصفك) كل يوم".

واتهم الفارس في الفيديو أسماء الأسد "بإبادة الساحل وتجويعه، وإفقار الأهالي قصداً"، مشيراً إلى معرفته بأموال الأسد وزوجته في الخارج، "مئات المليارات" التي كشفت عنها وثائق ويكيليكس، على حد تعبيره.

ووجه اتهامات مباشرة لأسماء الأسد "بسرقة المساعدات المقدمة للزلزال من دول الخليج، وباعتها للتجار في الخارج"، وأن عائلات القتلى من قوات النظام السوري باتت "بلا خبز".

تجديد التحدي

بعد أيام من انتشار مقطع الفيديو الذي نشره الفارس على وسائل التواصل الاجتماعي، جدد هجومه على بشار الأسد وزوجته، عبر مقطع فيديو جديد.

قد يهمّك: في ظل ارتفاع الأصوات المنتقدة.. بشار برهوم: الرئيس خط أحمر

واعتبر، في الفيديو الجديد، أن الأسد حوله من "إنسان كنت صالح، أما الآن لا"، مشيراً إلى أنه عندما تحدى رئيس النظام السوري، فهو يتحدى "النظام كاملاً"، مجدداً اتهامه لأسماء الأسد بأنها "تدير الدفة والأجهزة الأمنية كلها".

وأبدى تعجبه من حصول سوريا على مقعد في مجلس حقوق الإنسان، مضيفاً: "يجوا يشوفوا حقوق الإنسان بالسجون، بالأفرع الأمنية، بالأقبية تحت الأرض، يشوفوا سجن صيدنايا".

واعتقلت قوات الأمن السوري، الأسبوع الماضي، ناشطاً في اللاذقية، اشتهر بانتقاده النظام السوري ومؤسساته على وسائل التواصل الاجتماعي.

وظهرت ابنة الناشط أحمد إسماعيل في بث مباشر من حساب والدها الشخصي على فيسبوك، أكدت فيه اعتقاله، مطالبة بالوقوف إلى جانب العائلة ومساندة والدها، حتى إطلاق سراحه.

وانتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة الأصوات المنتقدة لحكومة دمشق من داخل سوريا، والتي تنتقد الفساد وتهاجم مسؤولين كبار، بعضهم وزراء أو محافظون أو ضباط، إلا أن غالبيتها كانت تستثني رئيس النظام السوري.

ويعيش الأهالي في سوريا واقعاً اقتصادياً متأزماً، زاد من حدته رفع أسعار المحروقات التي أثرت على أسعار غالبية المواد الأساسية، إثر زيادة أقرها بشار الأسد، قبل أسبوعين، بنسبة 100 في المئة.