تقارير | 25 05 2020
حملت سوريا الرقم "177" في آخر تقرير عن حرية الصحافة في العالم. ما يجعلها تقف على عتبة "الثلاثي الجهنمي" الذي يضم، تركمانستان وكوريا الشمالية وإريتريا.
وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من شهر أيار، لا يزال العشرات من الناشطين الإعلاميين والمدافعين عن الكلمة الحرة، معتقلين في سجون النظام السوري، كالمحامي مازن درويش، والصحفيين حسين غرير وهاني الزيتاني، من المركز السوري للإعلام وحريات التعبير. وما زال مصير رسام الكاريكاتير المعتقل أكرم رسلان، مجهولاً حتى الآن، فيما يؤكد ناشطون أنه قتل تحت التعذيب.
ولم يعد النظام الحاكم هو الجهة الوحيدة التي تقوم بقمع الصحفيين واعتقالهم، بل أصبح يتقاسم ذلك مع فصائل المعارضة المسلحة في البلاد، وخاصة الإسلامية المتطرفة منها. وقتل في سوريا نحو 130 إعلامياً أثناء تأدية مهامهم الإخبارية بين آذار 2011 وكانون الأول 2013، فيما لا يزال العشرات من الإعلاميين والناشطين المدافعين عن حقوق الإنسان في سجون النظام، وسجون تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وفي العام 2013، قام مسلحون مجهولون باختطاف الناشطة الحقوقية رزان زيتونة، مع زوجها وائل حمادة وزميلين آخريْن، هما ناظم حمادي وسميرة الخليل، من مكتب مشترك تابع لمركز توثيق الانتهاكات ومكتب التنمية المحلية ودعم المشاريع الصغيرة في دوما بريف دمشق، وهي منطقة واقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة، وخاصة الجبهة الإسلامية.
ولم يكن وضع الإعلاميين بأفضل حال في منطقة الجزيرة السورية التي تسيطر عليها حكومة الإدارة الذاتية الكردية بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي. وقالت منظمة مراسلون بلا حدود، إن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يتوانى عن اعتقال، وفي بعض الحالات اختطاف، الإعلاميين بهدف إسكات الأصوات الحرة الأخرى، وتخويف بقية الفاعلين في قطاع الأخبار. ففي 23 نيسان 2014، مثلاً ألقى عناصر الأسايش في الدرباسية القبض على محمد محمود بشار مراسل تلفزيون روداو ، قبل أن يُطلَق سراحه بتاريخ 28 من الشهر ذاته. كما أحصت المنظمة عدداً من الحالات التي تم فيها ترحيل بعض الأصوات المعارضة من المجتمع المدني إلى كردستان العراق.
وفي الرقة شمال سوريا، نفذ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام خلال الأيام القليلة الماضية، حملة دهم واعتقالات لإعلاميين محليين ونشطاء من مدينتي الرقة وتل أبيض وبلدة سلوك، وذلك عقب إطلاق ناشطين لحملة "الرقة تُذبح بصمت". ولا يزال أغلب الناشطين الإعلاميين السوريين، يستعملون أسماءً مستعارة في عملهم، حتى في المناطق الخارجية عن سيطرة النظام، ومنهم من يستمر في ذلك بعد مغادرته سوريا، خوفا على عائلاتهم وأقاربهم في الأراضي السورية.
الحالة السيئة التي تعيشها الصحافة السورية لم تخلُ من بعض الوقفات المضيفة، فقد حصل العديد من الكتاب والصحفيين السوريين، خلال العامين الحالي والفائت، على جوائز عالمية على علاقة بالعمل الصحفي، كالروائي مصطفى خليفة صاحب رواية القوقعة، الذي حاز على جائزة حرية الصحافة الإيطالية. فيما حصلت الصحفية السورية الفرنسية هالة قضماني، على جائزة الصحافة الدبلوماسية الفرنسية، بسبب تغطيتها للأوضاع في سوريا.