بينهم مهرب كبتاغون.. ثمانية قتلى بغارات طيران جنوبي سوريا

لقي ثمانية أشخاص حتفهم، بينهم أحد أهم تجار المخدرات بالمنطقة في غارة شنها طيران مجهول الهوية، فجر اليوم، على موقع في بلدة الشعاب، بريف السويداء الشرقي.

وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن طيراناً حربياً، يرجح أنه أردني، شن غارة جوية على منزل بقرية الشعاب الحدودية مع الأردن، ويعود لأحد المسؤولين عن تجارة المخدرات.

وقال المرصد إن الغارة أسفرت عن مقتل 8 أشخاص، من عائلة واحدة، بينهم ستة أطفال، ووالدهم المدعو مرعي الرمثان وزوجته.

اقرأ أيضاً: قبيل وصول المقداد.. الأردن يحبط عملية تهريب مخدرات من سوريا


واستهداف محطة التنقية القريبة الواقعة بين بلدة خراب الشحم وحي الضاحية في مدخل مدينة درعا الغربي.

وفي حال كان الطيران الحربي الأردني قد نفذ الغارة، ستكون ولأول مرة قد دخلت التهديدات العلنية الأردنية حيز التنفيذ ضد عصابات المخدرات في سوريا، وبعد عودة النظام السوري لشغل مقعده في الجامعة العربية يوم أمس.

من هو مرعي الرمثان؟

"المطلوب الأول للأردن"، هكذا تصفه وسائل إعلام أردنية، في عدة تقارير تحدثت عن دوره في تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن، عبر تجنيد الشبان العاطلين عن العمل.

مرعي الرمثان، 46 عاماً، من قرية الشعاب بريف السويداء، مسؤول عن تجارة وتهريب المخدرات إلى الأردن، بحسب ما ذكر موقع "السويداء 24".

ويضيف الموقع بأن الرمثان يتزعم مجموعة مسلحة تضم العشرات من أبناء عشيرته، بعتاد فردي ومتوسط، "نفذ مهاماً أمنية في البادية لصالح المخابرات العسكرية، وتتولى عملية تهريب المخدرات ضمن منطقة نفوذها".

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان اعتقال مرعي الرمثان  لمدة 5 أيام من قبل الأمن العسكري السوري قبل أن يقوم بالإفراج عنه مقابل فدية مالية كبيرة، في 20 كانون الأول 2022، ويقول المرصد إن هناك علاقة تربط ما بين الرمثان و "حزب الله" اللبناني.

وقتل أربعة من أفراد عشيرته، في نيسان الماضي، "برصاص حرس الحدود الأردني، أثناء محاولتهم تهريب المخدرات، وكان من بين القتلى طفل دون سن الرابعة عشرة " حسب "السويداء 24".

الموقف الأردني

ولم يصدر عن الأردن أي تصريح رسمي حول الغارات، كما لم تتبنَّ أية جهة مسؤوليتها عن القصف.

ونقلت وكالة "بترا" الأردنية للأنباء عن الجيش الأردني بياناً أكدت فيه إحباط محاولة تسلل وتهريب مخدرات وسلاح وذخيرة قادمة من سوريا، على واجهتها الشمالية الشرقية.

وأوضح البيان أن دورية تابعة للجيش الأردني عثرت على 1.2 مليون حبة كبتاغون، و500 كف حشيش، و400 شريط جاليكا، و5 أسلحة نارية نوع كلاشنكوف وكميات من الذخائر.

قد يهمّك: بسبب "الكبتاغون".. عقوبات بريطانية أمريكية على مقربين من النظام السوري

 وبحسب البيان، فقد عثرت دورية في المنطقة العسكرية الشمالية على 300 ألف حبة كبتاغون، ونصف كيلو غرام من مادة الكريستال، و3 أسلحة نارية نوع كلاشنكوف وكميات من الذخائر.

وهدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال مقابلة مع قناة CNN الأمريكية، الأسبوع الفائت بأن بلاده ستشن عملاً عسكرياً داخل سوريا، في حال استمرت عمليات تهريب المخدرات.

وقال الصفدي "نحن لا نتعامل مع تهديد تهريب المخدرات باستخفاف، إذا لم نشهد إجراءات فعالة للحد من هذا التهديد، فسنقوم بما يلزم لمواجهته، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سوريا للقضاء على هذا التهديد الخطير للغاية".

ولم تشن الطائرات الأردنية من قبل أية غارات داخل الأراضي السورية ضد مهربي المخدرات، إلا أنها شاركت ضمن عمليات التحالف الدولي ضد "تنظيم الدولة" (داعش)، عام 2014.

يذكر أن الأردن تقدم بمبادرة للحل في سوريا وفق مبدأ "خطوة مقابل خطوة"، تتضمن في بنودها مطالبة النظام السوري بوقف عمليات تصنيع وتهريب المخدرات، وبموجبها استعاد النظام السوري مقعد سوريا في الجامعة العربية، يوم أمس.

وتتهم الدول الغربية النظام السوري بمسؤوليته عن  تصنيع وتجارة الكبتاغون، ففرضت عقوبات اقتصادية ضد عدد ممن وصفتهم بالمسؤولين والمرتبطين بتصنيعها وتجارتها، ومن بينهم بعض أقارب رئيس النظام السوري بشار الأسد في شهر آذار الماضي.