تقارير | 8 03 2023

"من طبعي الخوف في الحياة العادية، لكن في يوم 6 شباط، شعرت أن عليّ أن أكون قوية من أجل أولادي وزوجي، بعدما انتهى الزلزال، عدنا بعد انقضاء نصف اليوم إلى المنزل وطبخت لهم شيئاً شهياً لأشعرهم بأن الحياة مستمرة ولا داعي للخوف"، تصف هدى، إحدى الناجيات من الزلزال في تركيا اليوم الأول من الكارثة.
جميعنا بخير
هدى (45 عاماً) أم لثلاثة شباب وشابة، مقيمة في غازي عنتاب، شهدت كارثة الزلزال كملايين البشر في جنوبي تركيا، وعاشت الخوف، لكن حاولت التغلّب عليه وتخطيه.
تقول: "إن لم أدعم أسرتي من يدعمها؟ لو أني فزعت كثيراً لرأيت عائلتي تنهار نفسياً أمامي، وهذا ما حاولت منعه، اليوم جميع أبنائي وزوجي في المنزل بخير رغم ما عشناه".
وتضيف هدى: "عشنا القصف والحرب في سوريا، خرجنا عام 2012 من بين الركام، تاركين كل شيء وراءنا، لم تكن كارثة الزلزال الأولى في حياتنا، ما عشناه سابقاً جعل مناعتنا النفسية أقوى".
الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 شباط، أدى إلى وفاة أكثر من 46 ألف شخص في تركيا، وفي كلا البلدين ارتفع عدد الضحايا إلى أكثر من 52 ألف شخص.
روتين مستمر
أمينة، 32 عاماً، أم لطفلين (6 - 8 سنوات) حاولت خلال الشهر الفائت أن تكون طبيعية أمامهما، أخفت خوفها وقلقها لتحافظ على صحتهما.
تقول أمينة، "حاولت كل الوقت إشغالهما باللعب إما في الحديقة مع الأطفال، لتفريغ طاقتيهما ولئلا يتغيّر روتين حياتهما، أو عبر الألوان والرسم على الورق، أوعبر الاستماع للموسيقا والأغاني والرقص، لا أستطيع أن أرى الخوف في عيونهما في هذا العمر".
تعيش أمينة مع زوجها في تركيا منذ 10 سنوات، بعدما خرجوا من سوريا بعد تهدّم منزلهم في حمص إثر القصف.
كذلك غصون، حاولت وزوجها الحفاظ على قوتهما أمام طفليهما بعد الكارثة، تشرح: "ما حصل خارج عن السيطرة، لكن حاولت الحفاظ على روتين يومنا بشكل طبيعي أبتسم وأضحك حتى لو لم يكن من القلب، لحين أن نتجاوز تلك المرحلة".
اقرأ أيضاَ: كيف يتأثر الطفل بعد تعرضه لصدمة الزلزال؟
سياحة
عشرات العائلات السورية سافرت إلى ولايات تركية أخرى بعد الزلزال المدمّر، شهر شباط الفائت، ريثما تهدأ الهزات الارتدادية، وتهدأ معها أنفسهم.
"أخبرتُ أطفالي الثلاثة بأننا ذاهبون في سياحة إلى إسطنبول، بدلاً من أشهر الصيف الحارّة"، تقول منى 38 عاماً، خرجت وعائلتها من ولاية أورفا إلى أحد أقاربها في إسطنبول.
لمنى ثلاثة أطفال (9 - 11 - 14 عاماً)، استيقظوا فزعين يوم الزلزال، "حاولنا بعد ذلك أن ننسيهم ما جرى، عبر تغيير الخطة الصيفية، علّ ذلك ينفعهم".
التعارف
فتحت السلطات التركية مئات الملاجئ في الجنوب التركي ضمن الولايات المنكوبة أمام المتضررين من الزلزال.
من إحدى الإيجابيات في تلك الأوقات من الكارثة، كان تعارف العائلات إلى بعضها البعض في الملاجئ، سوريون وأتراك.
سمر، 29 عاماً، تعرّفت إلى بعض العائلات في الملجأ، ودفعت أطفالها وزوجها أيضاً للتعرف إلى تلك العائلات، كنوع من الدعم النفسي.
تقول: "تغيرت نفسيتي كثيراً، نسيتُ الخوف قليلاً أنا وأطفالي، تعرفتُ إلى عائلة تركية وأخرى سورية، عادات وتقاليد جديدة، وجوه جديدة، أطفال وكبار وصغار، كسرنا بعض الخوف بتلك الخطوة".
وضرب الزلزال في السادس من شباط الفائت تركيا وسوريا، وبلغت قوته 7.7 و 7.6، تلاه أكثر من 11 ألف و400 هزة ارتدادية.