التصريحات بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية تتصدر المشهد، على الرغم من الغارات الجوية التي تشنها تركيا على مواقع تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، شمالي شرقي سوريا، إلا أن المعركة البرية التي تهدد بها تركيا لم تبدأ بعد.

العمليات التركية العسكرية مستمرة، هذا ما قاله الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين في تصريح، صباح اليوم، مضيفاً "أولوياتنا هي التي ستحدد زمان ومكان العمليات"، ومطالباً بأن "تكون وحدات حماية الشعب الكردية في مناطق تبعد عن الحدود التركية بمسافة 30 كيلو متراً".

ودعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من وصفهم بـ"الحلفاء"، "أن يكونوا إلى جانب تركيا في مكافحة الإرهاب".

اقرأ أيضاً: أردوغان عن مباحثاته مع بوتين حول سوريا: "ستجلب الارتياح للمنطقة"

ونقلت رويترز عن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، قوله: "قلقون من بدء العملية العسكرية التركية رغم التطمينات الأميركية". مضيفاً: "هناك تهديدات تركية بشن عملية برية، والتعزيزات العسكرية التركية على الحدود غير مسبوقة".

وذكرت وكالة نوفوستي الروسية أن قوات سوريا الديمقراطية طلبت من موسكو المساعدة في التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري، وأنها "تريد اتفاقاً مع النظام، لحماية المناطق التي تسيطر عليها من أي عملية تركية".

بينما يؤكد مظلوم عبدي عدم ثقته بقوة النظام السوري لرد الهجوم التركي، قائلاً إن "الدفاعات الجوية السورية ضعيفة لصد الضربات الجوية التركية على شمالي سوريا". بحسب ما ذكرت وكالة رويترز.

وكان البيت الأبيض قد صرح، مساء أمس، أن "تركيا تتعرض لهجمات إرهابية على حدودها وداخل أراضيها وندعم حقها في الدفاع عن نفسها". مضيفاً أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد "رؤية تحركات داخل سوريا تؤدي لتقويض جهود مكافحة تنظيم الدولة".

بدورها، لم تكن الأمم المتحدة غائبة عن المشهد، وكعادتها وصفت الوضع في سوريا بأنه "يثير قلقاً بالغاً"، مشددةً على ضرورة "أن تمارس كافة الأطراف أقصى درجات ضبط النفس وأن تتجنب أي تصعيد إقليمي إضافي".

حيث قال المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "من المهم أن تحافظ الأطراف جميعها على وقف إطلاق النار القائم بينها فيما يتعلق بسوريا".

وأضاف، في ردٍ على أحد الصحفيين خلال مؤتمر صحفي، "من الواضح أنه يجب احترام وحدة أراضي جميع هذه الدول سواءً كانت سوريا أو العراق أو أي دولة أخرى، وهذا حجر أساس في القانون الدولي".

قد يهمّك: أردوغان: سنواصل عملياتنا لتأمين حدودنا الجنوبية في أي لحظة

تخوف وانتظار

بينما تتبادل الأطراف المتصارعة التصريحات والتهديدات، يتخوف سكان شمالي شرقي سوريا من بدء العمليات العسكرية، وما ينتج عنها من حركات نزوح جديدة، يقابله انتظار من قبل أهالي بلدات "تل رفعت ومنبج" النازحين خارجهما على أمل العودة إلى بلداتهم.

أما في إدلب، يعيش الأهالي حالة من التخوف من حدوث اتفاقات بين تركيا وروسيا على حساب مناطقهم، ما يؤدي إلى خسارتها عبر مقايضات كالتي حدثت في اتفاقات سابقة، وأفضت إلى تقدم قوات النظام السوري مدعوماً من روسيا وإيران إلى ريفي إدلب الجنوبي والشرقي.

وبين حرب التصريحات المستعرة تلك، وما ستأتي به الأيام القادمة، يبقى الترقب هو سيد الموقف، بينما يأمل الأهالي بأن يتم حلها بالمفاوضات بعيداً عن لغة السلاح، التي أرهقت وأزهقت أرواح السوريين.