تقارير | 22 05 2022

"جعلوني أتناول التراب وهم يبتسمون وقد سرقوا أموالي" هذا ما نقلته مجموعة إغاثية وثقت أحداثاً وصفتها بـ "المرعبة" تعرض لها مهاجرون سوريون في اليونان، قادمون من تركيا خلال الأيام الماضية.
هي "أكبر عملية عنف ضد مهاجرين سوريين كانوا في طريقهم لليونان" وفق ما وصفته مجموعة الإنقاذ الموحد للإغاثة الإنسانية التي أسست في السويد سنة 2015.
"تقول المجموعة في منصاتها عبر مواقع التواصل إن عملها تطوعي ويقوم بالدرجة الأولى على استلام نداءات الاستغاثة في البر والبحر، دون التعامل بتجارة البشر أو الترويج لذلك"
عبر الطريق البري حاولت مجموعة سوريين قادمين من محافظة درعا الدخول إلى اليونان، لتتعرض لعنف مفرط حسب ما نقلته المجموعة قبل أيام عن أحد أفرادها الذين عادوا إلى إسطنبول التركية.
اقرأ أيضاً: بريطانيا.. دعوى قضائية ترجئ ترحيل طالبي لجوء إلى رواندا
"ربما يعجز الوصف عما نقل لنا" تضيف المجموعة، مشيرةً إلى عمليات تعذيب وعنف تعرض لها المهاجرون من قَبيل إجبار أحدهم على أكل التراب وسرقة أمواله، ومحاولة خنق آخر بسلك هاتفي مع ضربه.
وعبر حسابها على تلغرام، شاركت المجموعة لقطات تظهر آثار التعذيب على أجساد المهاجرين (تعتذر روزنة عن نشرها لما تحتويه من آثار عنف)، واتهمت اليونان بارتكاب العنف المفرط بحق المهاجرين السوريين.
4 ساعات وسط البحر
في بيان آخر منتصف الشهر الجاري، وثقت المجموعة معاناة 9 مهاجرين وطفلين لساعات على قارب وسط البحر، وهم يستغيثون لإنقاذهم بسبب نفاد البنزين بين جزيرة رودس وسيمي اليونانية، وقدم إليهم قارب خفر يوناني وحاول فك المحرك وخلعه دون جدوى.
وقام خفر السواحل اليوناني بعد ذلك بمصادرة هواتف المهاجرين ومغادرة الموقع، تاركاً إياهم وسط البحر والأمواج المرتفعة، رغم إبلاغهم لأكثر من 3 مرات دون استجابة حسبما ذكرت مجموعة الإنقاذ الموحد.
"أبلغَنا خفر السواحل اليوناني بأنه يبحث عن القارب ونفى علمه بالعثور عليه.. نحن على علم أنه وصل قارب المهاجرين وغادر ولم ينقذهم" أضاف بيان المجموعة.
وبعد أكثر من 3 ساعات ونداءات استغاثة متكررة، استجاب أخيراً خفر السواحل التركي وأعاد المهاجرين إلى تركيا دون أن يتأذى أحد منهم.
صيف صعب وساخن
وجاء ذلك في وقت تتواصل فيه عمليات الهجرة غير الشرعية براً وبحراً، وأكد ذلك بيان آخر تحدث عن وصول قارب يحمل 19 مهاجراً من بينهم ستة قاصرين إلى قبرص، ورجحت المجموعة أن يكون هؤلاء قدموا من لبنان أو سوريا.
قد يهمك: طرابلس: مركب الموت ينهي حياة عائلة سورية والأب الناجي الوحيد
ولم ينجح قارب آخر يقل 23 مهاجراً غالبيتهم فلسطينيين في الوصول إلى اليونان، بعدما توجه إلى جزيرة رودس وتوقف جراء عطل في المحرك، ليطلب الاستغاثة من المجموعة وتبلغ الأخيرة خفر السواحل التركي لإنقاذهم.
وتوقع خفر السواحل اليوناني زيادة محاولات العبور لأراضيه، لاسيما من الساحل التركي، قائلاً إن صيف 2022 قد يكون صعباً وساخناً، بسبب تجمع آلاف اللاجئين بالفعل قبالة السواحل التركية.
وتتهم تركيا اليونان بانتهاك حقوق الإنسان عبر انتهاج سياسة الإعادة والاعتداء على المهاجرين بما يهدد حياتهم وسرقة ممتلكاتهم الأمر الذي ترفضه أثينا وتقول إنها تطبق سياسات الاتحاد الأوروبي حيال تدفق اللاجئين.
الاتحاد الأوروبي يقول بدوره إنه يسعى لإيجاد أرضية مشتركة بشأن مسائل الهجرة ويعبر عن قلقه الشديد إزاء ما يجري على الحدود بين اليونان وتركيا، وإلى جانب الأمم المتحدة دعا ببيانات متكررة لفتح تحقيقات بشأن الانتهاكات المرتكبة.
وأعلنت السلطات التركية قبل أيام ضبط 17 ألفاً و116 شخصاً خلال الأيام الماضية بأنحاء متفرقة من ولاية إسطنبول في إطار مكافحة الهجرة غير النظامية، مضيفة أنه جرى تسليمهم إلى دائرة الهجرة تمهيداً لترحيلهم.