تقارير | 5 05 2022
علياء أحمدعام مضى على وصول التيار الكهربائي إلى محافظة إدلب بواسطة شركة "Green Energy" الخاصة، التي عملت على استجرار الكهرباء من تركيا إلى إدلب.
جاء ذلك بعد نحو خمس سنوات من انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مناطق المحافظة اعتمد الأهالي خلالها على مصادر بديلة كالطاقة الشمسية ومولدات الديزل.
فهل لبّت الكهرباء التركية حاجة سكان المنطقة؟ وهل كانت بديلاً فعلياً عن الوسائل القديمة؟
الكهرباء في الشمال السوري - روزنة (محمود أبو راس)
انتشار الكهرباء
بدأت شركة "Green Energy" عملها بإيصال الكهرباء للمدن والبلدات القريبة من الحدود السورية التركية، التي تشهد اكتظاظاً سكانياً، واعتمدت على نظام العدادات الإلكترونية المسبقة الدفع.
ومع منتصف شهر أيار/مايو الماضي بدأت الشركة استقبال طلبات المشتركين على العدادات المنزلية أحادية الطور والعدادات التجارية الصناعية ثلاثية الطور.
وتمكنت "Green Energy" مع نهاية العام الماضي تسجيل أكثر من 40 ألف مشترك (منزلي، صناعي، تجاري).
كما استطاعت الشركة إيصال الكهرباء لـ 62 مستشفى و20 مستوصف، و85 محطة مياه و69 فرن، و86 مدرسة و138 مسجد و66 مركز للمنظمات الإنسانية.
وعدا عن ذلك قامت "Green Energy" بتغذية عشرات مراكز الدفاع المدني و400 جهة حكومية، وفق شريط فيديو نشرته الشركة على صفحتها الرسمية في فيسبوك.
إحصاء عمل شركة Green Energy خلال عام 2021إحصاءات عمل شركة Green Energy خلال عام 2021 #يوتيوب: https://youtu.be/sFgDCOAuUFA الحساب الرسمي على انستغرام: instagram.com/greenenergysy #نحو_طاقة_آمنة_ومستدامة
Posted by Green Energy on Sunday, February 20, 2022
رغم ذلك، لم تستطع الشركة خلال عام من تغطية كافة مناطق المحافظة، أو إيصالها لمخيمات النازحين على الرغم من وقوعها بالقرب من مناطق وصلتها مبكراً.
وعن سبب التأخر هذا تحدث أسامة أبو زيد، المدير التنفيذي لشركة ""Green Energy: "غياب البنية التحتية اللازمة من شبكات التوتر المتوسط الهوائي، والكابلات الأرضية، وعدم جاهزية المراكز التحويلة وشبكات المنخفض كانت السبب في عدم وصول الكهرباء لهذه المناطق".
ويضيف "أبو زيد" في حديثه لروزنة: "أنه لا يوجد خطة قريبة لإيصال الكهرباء إلى مناطق مخيمات النازحين، لعدم وجود بنية تحتية من شبكات وأعمدة أيضاً".
الكهرباء في الشمال السوري - روزنة (محمود أبو راس)
كيف كانت تجربة السكان؟
آراء السكان حول الكهرباء اختلفت بين من وجدها بديلاً جيداً عن الوسائل القديمة، وبين من رأى فيها زيادة في الأعباء والمصاريف.
عبد الله حسن، أحد سكان مدينة إدلب يرى أن الكهرباء لم تكن حلاً جيداً له، فقد دفع تكاليف كبيرة للحصول على العداد الإلكتروني تجاوزت الخمسين دولار أمريكي.
بات حسن مضطراً لاتباع أسلوب التقنين بالاستهلاك خشية من انتهاء البطاقة المسبقة الدفع سريعاً، فهو لا يستخدم الكهرباء اليوم إلا لإنارة المنزل وشحن الهواتف المحمولة والتلفاز.
لخص عبد الله حاله لروزنة بعبارة "فكرناها كهربا متل ما كنا سابقاً نقدر نستخدم سخان الحمام ونصرف قد ما فينا وبالنهار قد ما كبرت الفاتورة بتكون مقبولة، بس هلق بدك تحسب حساب كل كيلو واط رح تصرفه".
الكهرباء في الشمال السوري - روزنة (محمود أبو راس)
أما زياد فارس، أحد سكان مدينة سلقين بريف إدلب الشمالي الغربي وجد الكهرباء بديلاً جيداً عن ألواح الطاقة الشمسية وبطاريات الكهرباء المنزلية.
اعتبر زياد أن الكهرباء وفرت عليه أعباء تأمين مكان لألواح الطاقة الشمسية في مدينة معظم أبنيتها طابقية، ولا يكاد سطح البناء يكفي لوضع جميع ألواح السكان، عدا عن كونها حلاً بديلاً يغنيه عن التبديل المستمر للبطاريات المنزلية.
أما سامر إبراهيم، أحد سكان بلدة أطمة شمالي إدلب، امتنع عن الاشتراك بالكهرباء معتبراً في حديثه لروزنه أنه كمستخدم لألواح الطاقة الشمسية منذ فترة طويلة، وضع تكاليف باهظة في شراء الألواح والبطاريات والأسلاك.
وصلت تلك التكاليف وفق إبراهيم لقرابة الألف دولار أمريكي، لا يمكنه الاستغناء عنها وبيعها بأجر منخفض مقابل الاشتراك بالكهرباء.
ويعتبر "الإبراهيم" أن حاله مع الطاقة الشمية يعتبر أفضل من الكهرباء لأنه قادر على استخدام كافة أدوات الكهرباء بالمنزل دون أن يفكر بانتهاء الاشتراك أو البطاقة، وبالأخص خلال فصل الصيف تكون الكهرباء متوفرة بشكل أكبر لتوفر الطاقة الشمسية.
الكهرباء والمشاريع الاقتصادية
مع وصول الكهرباء لعدد من المناطق في المحافظة كانت فرصة لأصحاب المشاريع الزراعية والصناعية والتجارية للاعتماد عليها بدلاً من الوسائل السابقة، فقد وفرة عليهم تكاليف عدّة.
وعن ذلك تحدث مهدي عبد المنعم، خبير بالكهرباء الصناعية قائلاً لروزنة: "الكهرباء أوفر تماماً من إنتاجها بشكل خاص عن طريق مولدات الديزل، وهي بديل جيد لأكثر من سبب".
من تلك الأسباب وفق عبد المنعم "دفع الفاتورة على حسب كمية الكيلو واط المستهلك، ووجودها بشكل دائم على عكس مولدات الديزل، إضافةً إلى أن الكهرباء التركية بالنسبة للتجاري والزراعي تكلفة الكيلو واط بحدود 25 سنتاً امريكياً، أما مولد الديزل يكلف إنتاج الكيلو واط أكثر من 30 سنتاً".
ويضيف "عبد المنعم" بالنسبة لمنظومة الطاقة الشمسية فهي أوفر من الاعتماد على الكهرباء التركية ومولدات الديزل ولكن الكلفة الابتدائية لمشروع الطاقة الشمسية نوعاً ما كبيرة.
كل ذلك عدا عن كون الطاقة الشمسية تحتاج لمساحة لتركيب المنظومة تكون متوفرة في المشاريع الزراعية بينما بالمشاريع الصناعية والتجارية ممكن أن تكون عقبة.
و"مؤخراً اعتمدت المصالح الصناعية على الطاقة الشمسية ولكن هناك سلبية مع غياب الشمس في الشتاء بالإضافة لساعات الليل، بهذه الحالة يستخدم المستثمر الكهرباء التركية وهكذا تكون حل طوارئ واستخدام الحد الأدنى منها" أردف عبد المنعم.
ارتفاع الأسعار
وبدأت الشركة عملها بتعريفة مالية للاشتراكات قدرها 90 قرشاً تركياً للكيلو واط الواحد بالنسبة للاشتراكات المنزلية، وليرة تركية للاشتراكات الصناعية.
لكن بعد عام من عمل الشركة وصل سعر الكيلو واط المنزلي إلى ليرتين في حال كان الصرف الشهري للعداد ما دون الخمسين كيلو، وليرتين ونصف في حال تجاوز الخمسين كيلو، أما الاشتراكات الصناعية فقد وصل سعر الكيلو إلى ليرتين وستين قرش.
وشكل ذلك عبءً على المشتركين واعتبروه ارتفاع كبير لا يتناسب مع دخل قسم كبير من العوائل التي رأت في الكهرباء حل اقتصادي يخفف من أعباء الوسائل السابقة.
أرجع "أبو زيد" سبب الارتفاع هذا إلى ارتفاع أسعار الكهرباء من المصدر (تركيا) وذلك نتيجة ارتفاع السعر العالمي للكهرباء بحسب قوله.
وكان أبناء عدد من المناطق في ريف حلب الشمالي قد خرجوا مع بداية العام، بمظاهرات احتجاجاً على رفع سعر الكهرباء من قبل شركة الكهرباء (ak energy) التي تورد الكهرباء للمنطقة.
الكهرباء في الشمال السوري - روزنة (محمود أبو راس)