تقارير | 3 05 2022

500 ليرة سورية تقريباً كان مجموع عيدية أبو أيهم في سوريا قبل 20 عاماَ، حينها كان يحمل كل ما جمعه من العيديات نحو مركز تجمّع الألعاب في إحدى ساحات المدينة ليلهو ويمرح طوال اليوم، دون أن يُحرم مما يشتهي.
يتحسّر كثيراً الآن وقد تبدّلت أحوال سوريا، حيث أصبحت عيديات الأطفال، لمن اقتدر على منحها، بالآلاف دون أي قيمة تذكر.
اختلفت العيديات تماماً
يقول أبو أيهم، 35 عاماً، موظف قطاع خاص بدمشق لـ"روزنة": "كنا نجمع العيديات خلال أيام العيد لتصل في نهايته إلى 500 ليرة سورية أو أكثر، حينما كانت البركة تغمر أيامنا، وكانت تساوي آنذاك نحو 10 دولارات".
"أما الآن يحصل الطفل على ألفين أو ثلاثة آلاف ليرة، وبالكاد يستطيع شراء سندويش شاورما مع عصير إن أراد، أو بسكويتة لذيذة يحلم بشرائها، دون أن يحقق حلمه بالذهاب إلى مدينة الألعاب" يضيف أبو أيهم.
قبل عام 2011 كان أفضل أنواع من سندويش الشاورما "التوب" بقيمة 50 ليرة سورية، فيما الآن يصل سعرها اليوم إلى نحو 5 آلاف ليرة سورية.
تقول ربا، 31 عاماً، مقيمة بحماة لـ"روزنة": "البسكويت أيضاً غالٍ جداً، تحتاج لثلاثة آلاف ليرة حتى تشتري بسكويتة جيدة، أما أنواع البسكويت الذي بقيمة ألف ليرة أوأقل، يبدو كالحجر لا يمكن للطفل أكله، وليس له طعمة أصلاً".
"حزينة جداً على هذا الجيل الذي كبر على الغلاء والحرمان مما لذّ وطاب، فيما كنا سابقاً قادرين على شراء أشياء كثيرة نشتهيها". تتنهّد ربا.

أطفال سوريون في القامشلي خلال عيد الفطر
تفاهم ضمني للهروب من العيدية
يبدو أنّ ارتفاع الأسعار الحاصل في مشتريات الأطفال وألعابهم، منطقي نظراً لانهيار الليرة السورية بصورة كبيرة، بعدما وصلت إلى حاجز الـ 4 آلاف ليرة مقابل الدولار الواحد، لكن ما لم يتغيّر بصورة متناسبة هو الرواتب التي يتقاضاها الموظفون.
يقول أبو عبد الرحمن، وهو موظف متقاعد لـ"روزنة": "كل راتبي لا يتجاوز الـ 100 ألف ليرة سورية، لا يكفي مصاريف أسبوع واحد فقط، فيما أعيش باقي الأيام على مساعدات أقاربي خارج البلاد".
"العيد بالنسبة لي أن تزيد قيمة الحوالات المالية لأتمكّن من شراء الثياب لأبنائي على الأقل، وليس أن أعطي أحداً ما عيدية"، هكذا يبدو العيد بنظر أبو عبد الرحمن.
وفي ظل الظروف السيئة التي يمر بها السوريون، يبدو أن هنالك اتفاق ضمني بين سوريين كثر على إلغاء العيدية، على حد قول أبو عبد الرحمن، فراتب الموظف لا يتناسب مع الواقع المعيشي ولا يتجاوز الـ 160 ألف ليرة في الوقت الذي تحتاج فيه العائلة من خمسة أفراد إلى مليون ليرة شهرياً كحد أدنى لتلبية متطلبات الواقع المعيشي.
بينما هدى 43 عاماً، مقيمة بريف دمشق، تفضّل ألا تحمّل غيرها أعباءً مادية هم بغنى عنها، مثلما تريد لنفسها.
تقول لـ"روزنة": "لا أريد أن أشكّل ضغطاً مادياً على أحد مقابل إعطاء ابني عيدية، كما لا أريد أن يشكل أحد ضغطاً علي، أنا مستاءة طبعاً، لكن هذا الواقع، وهو منسحب حتى على الزيارات، إذ ليس بمقدور الكثيرين استقبال الناس وتقديم الضيافة لهم".

يبدو أنّ ارتفاع الأسعار الحاصل في مشتريات الأطفال وألعابهم، منطقي نظراً لانهيار الليرة السورية بصورة كبيرة، بعدما وصلت إلى حاجز الـ 4 آلاف ليرة مقابل الدولار الواحد، لكن ما لم يتغيّر بصورة متناسبة هو الرواتب التي يتقاضاها الموظفون.
يقول أبو عبد الرحمن، وهو موظف متقاعد لـ"روزنة": "كل راتبي لا يتجاوز الـ 100 ألف ليرة سورية، لا يكفي مصاريف أسبوع واحد فقط، فيما أعيش باقي الأيام على مساعدات أقاربي خارج البلاد".
"العيد بالنسبة لي أن تزيد قيمة الحوالات المالية لأتمكّن من شراء الثياب لأبنائي على الأقل، وليس أن أعطي أحداً ما عيدية"، هكذا يبدو العيد بنظر أبو عبد الرحمن.
وفي ظل الظروف السيئة التي يمر بها السوريون، يبدو أن هنالك اتفاق ضمني بين سوريين كثر على إلغاء العيدية، على حد قول أبو عبد الرحمن، فراتب الموظف لا يتناسب مع الواقع المعيشي ولا يتجاوز الـ 160 ألف ليرة في الوقت الذي تحتاج فيه العائلة من خمسة أفراد إلى مليون ليرة شهرياً كحد أدنى لتلبية متطلبات الواقع المعيشي.
بينما هدى 43 عاماً، مقيمة بريف دمشق، تفضّل ألا تحمّل غيرها أعباءً مادية هم بغنى عنها، مثلما تريد لنفسها.
تقول لـ"روزنة": "لا أريد أن أشكّل ضغطاً مادياً على أحد مقابل إعطاء ابني عيدية، كما لا أريد أن يشكل أحد ضغطاً علي، أنا مستاءة طبعاً، لكن هذا الواقع، وهو منسحب حتى على الزيارات، إذ ليس بمقدور الكثيرين استقبال الناس وتقديم الضيافة لهم".

أطفال سوريون في القامشلي خلال عيد الفطر
عيدية اللاجئين
لم ينسَ الأبناء المغتربون عائلاتهم داخل سوريا، حيث أرسل كثيرون قبل عيد الفطر مبالغاً مالية تعينهم على مصاريف العيد الثقيلة.
عمّار، 29 عاماً، مقيم بتركيا، يقول لـ"روزنة": "عادة العيدية من أجمل العادات، ولا أريدها أن تندثر، لذلك أرسلت لأمي مبلغاً مالياً لها، تعايد منه أطفال عائلتنا أيضاً".
"صحيح المبلغ ليس كبيراً، لكنه أشعرني بفرحة العيد حتى وأنا في غربتي" يضيف عمّار.
يشاركه أبو رائد، 39 عاماً، مقيم بألمانيا، في التمسّك بعادة العيدية، حيث يحافظ منذ أربع سنوات، كما يقول لـ"روزنة"، على إرسال مبلغ مالي لشقيقته داخل سوريا، مخصّص لعيديات الأطفال، بعد أن تقلّصت عيدياتهم كثيراً خلال السنوات الماضية.
ويعيش غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر، وفق "الأمم المتحدة"، بينما تضاعفت أسعار السلع في أنحاء البلاد خلال العام الأخير. ويعاني 12,4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، وفق "برنامج الأغذية العالمي".