تقارير | 25 02 2022

آلاف الأوكرانيين غادروا البلاد، ونزح ما يصل إلى 100 ألف شخص داخلياً بعد هروبهم من منازلهم أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ أمس الخميس، وفق مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وسط دعوات حكومية للمواطنين للنزول إلى الملاجئ في كييف.
في مدينة أوديسا على ساحل البحر الأسود جنوبي أوكرانيا التي تعرّضت لقصف صاروخي روسي، أمس الخميس، نزح الكثيرون إلى مناطق أكثر آمناً.
من بين النازحين السوري ياسر، 37 عاماً، الذي وصف لـ"روزنة" ليلة الرعب التي قضاها وعائلته في أوديسا أثناء القصف.
"فجر الأمس سمعنا أصوات القصف وكانت قريبة جداً، صعدت إلى غرفة ابني ذي العامين واحتضنته" يقول ياسر لـ"روزنة".
لم يستوعب ياسر ما جرى بعد سنوات من الاستقرار في أوديسا التي تضم مواقع عسكرية، حالة الرعب تلك عاشها سابقاً بينما كان خائفاً على عائلته في سوريا أثناء تعرضهم للقصف، واليوم يعيشها مع زوجته وابنه جراء القصف الروسي.
وقُتل 18 شخصاً في هجوم صاروخي، أمس الخميس، بحسب ما أعلنت السلطات في منطقة أوديسا، وفق وكالة "رويترز"
قرّر ياسر عدم البقاء في المنطقة وخرج من منزله لشراء ما يلزم من مواد غذائية وبنزين للسيارة: "تفاجأت بكم الناس الذين يتحضّرون للنزوح، الرعب والخوف بادٍ على وجوههم، المحال التجارية بدأت تفرغ من محتوياتها، لدرجة لم أجد سلة لوضع مشترياتي فيها".
جمع ياسر كل ما يلزمه، بما فيها الأوراق الثبوتية والمهمة، لرحلة النزوح إلى منزل أحد أصدقائه قرب "مولدوفا" التي تبعد 232 كيلو متراً عن أوديسا، وترك عمله في تجارة الأقمشة، والمدينة التي استقر فيها لمدة 15 عاماً.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل، تسجيلاً مصوّراً يظهر لحظة استهداف صاروخ لمستودعات تجارية في أوديسا.
Попадание ракеты в обычные коммерческие склады на ул. Промышленной. Россия воюет с одесскими предпринимателями! Охрененная, конечно, армия! #Одесса pic.twitter.com/B1A6Owa5Ha
— Одесская исти́рия (@OdessaHistory) February 24, 2022
لياسر أيضاً أصدقاء سوريين في كييف العاصمة، نزحوا من المنطقة بعد بدء العملية العسكرية الروسية مباشرة، يقول نقلاً عنهم: "إن الأبنية تهدمت وأصبحت مستوية مع الأرض".
مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي، قال: "لقد رأينا بالفعل تقارير عن وقوع ضحايا وبدأ الناس في الفرار من منازلهم بحثًا عن الأمان".
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إنّ البلاد تتعرّض لهجوم روسي من ثلاثة محاور في الشمال والجنوب والشرق، واخترقت القوات الروسية حدود الدولة من كييف العاصمة الأوكرانية، وفق حرس الحدود الأوكراني.
وطالب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، كل أوكراني يستطيع حمل السلاح أن يتوجه فوراً إلى مراكز التدريب، مؤكداً وقوع إصابات كثيرة نتيجة القصف الروسي.
ونقلت "الغارديان" عن مفوضية الأمم المتحدة، أمس الخميس، أنّ الوضع تدهور بسرعة بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، وتقدّر فرار عدة آلاف ومن المتوقع أن يتبعهم المزيد، وناشدت دول الجوار لإبقاء حدودها مفتوحة لمن يبحثون عن ملاذ آمن.
وتظهر مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي خطوطاً للسيارات تتحرك خارج المدن، إضافة إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يسيرون على الأقدام قرب الحدود الجنوبية والغربية.

وزير الصحة البولندي، آدم نيدزيلسكي، قال إنّ بولندا تستعد لنقل المدنيين الجرحى من الحدود الأوكرانية إلى المستشفيات البولندية
ووفق وكالة "بلومبرغ" إن الهجوم الروسي على أوكرانيا تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الأمنية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، موضحة أنّ بولندا ستكون على وجه الخصوص النقطة الأولى للكثيرين الهاربين من العنف.
وقالت الحكومة الأوكرانية إنّ القوات الروسية دخلت المنطقة المحيطة بمدينة كييف التي يبلغ عدد سكانها نحو 3 مليون نسمة، وسط زيادة في حركة الركاب عبر الحدود، بحسب السلطات البولندية.
وذكرت وكالة "رويترز" أنّ الصواريخ الروسية قصفت العاصمة الأوكرانية كييف اليوم الجمعة، في الوقت الذي ناشد فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي لبذل المزيد معتبراً أنّ العقوبات الأوروبية على روسيا التي تم الإعلان عنها حتى الآن ليست كافية.
ونقلت "رويترز" عن مسؤول أوكراني كبير قوله إنّ القوات الأوكرانية تدافع عن مواقعها من 4 جهات، فيما استولت القوات الروسية على محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية السابقة شمال كييف أثناء تقدمهم في المدينة من بيلاروسيا.
اقرأ أيضاً: أبرز التطورات عقب إعلان الحرب شرقي أوكرانيا (فيديو)
ووفق مسؤولين أميركيين وأوكرانيين، إن روسيا تهدف إلى الاستيلاء على العاصمة كييف والإطاحة بالحكومة التي تعتبرها روسيا دمية في يد الولايات المتحدة الأميركية.
وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الخميس، بدء "عملية عسكرية خاصة لحماية دونباس" شرقي أوكرانيا، وما إن تم الإعلان حتى بدأت سلسلة تطورات متسارعة، أبرزها حديث عن تقدم ميداني وخسائر عسكرية منها إسقاط طائرات وتدمير أنظمة دفاع جوي.
وفرض الرئيس الأميركي، جو بايدن، حزمة أولى من العقوبات على روسيا رداً على اعترافها باستقلال منطقتين انفصاليتين شرقي أوكرانيا، حيث أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين أوامره إلى القوات بدخول منطقتي دونيتسك ولوهانسك، إثر الاعتراف باستقلالهما.
وقال بايدن إن ما أقدمت عليه روسيا يعد "انتهاكاً خطيراً" للقانون الدولي ويستلزم رداً قوياً من جانب المجتمع الدولي.