تقارير | 2 07 2021

جريمة علنية موثقة بمدينة الحسكة ارتكبها أفراد احدى عشائر المدينة بحق فتاة قاصر، ساقوها إلى مكان مهجور و افرغوا رصاص بندقيتهم في جسدها الصغير على مشاهدة من والدها.
" هربت مع عشيقها" هكذا برر المجرمون من عشيرة" الشرابين" بحق الفتاة قاصر (ع،ا) فعلتهم، يوم الأربعاء.
وانتشرت عدة مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، توثق تفاصيل الجريمة، وتظهر مجموعة كبيرة من الرجال و الشباب وقد ساقوا فتاة تقاطعت المصادر على أنها قاصر عبر سياراتهم إلى مكان ناء في ريف مدينة المالكية وأطلقوا عليها الرصاص عدة طلقات حتى تأكدوا أنهم أجهزوا عليها.
حسب الأنباء المتناقلة، رفضت الفتاة الزواج من ابن عمها رغم كونها قاصر، وهربت مع شاب آخر. لكن أفراد العائلة لحقوا بهما واستطاعوا من الامساك بها لكن الشاب هرب إلى تركيا.
حاول الشبان التأكد أنها فقدت حياتها، فبعد الرصاصتين اللتين اخرقا جسدها، عادوا إلى جسدها الممدد المثخن بالدماء من جديد ونصحوا بعضهم بإطلاق الرصاص على رأسها.
وفي تحرك مدني من قبل المنظمات النسائية في المدينة، نصب “مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة في سوريا” مدعيا شخصيا بحق كل من له علاقة بهذه الجريمة مهما كان دوره. ونشر على صفحته على وسائل التواصل الاجتماعي: “نحن مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة في سوريا ندين ونستنكر جريمة القتل التي ارتكبت بحق الفتاة القاصر (ع،ا ) من حي الزهور بغويران الواقعة في الحسكة".
وطالبت المنظمة الجهات الأمنية المختصة بالقبض على الفاعلين وإدانتهم وفقا للقانون وإنزال أشد العقوبات بحقهم، وتابعت:" ننصب أنفسنا مدعيين شخصيين بحق كل من له علاقة بارتكاب هذه الجريمة البشعة". ونعتذر عن نشر الفيديو لبشاعته.
ولا تزال الجرائم بحق النساء ترتكب في عموم البلاد تحت مسمى "جرائم الشرف" رغم التشديد القوانين و ازالة العذر المخفف لها في القانون السوري.
اقرأ أيضا: الحسكة: جريمة قتل بحق فتاة في المالكية بعد اغتصابها
واستطاعت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” رصد ما لا يقل عن 24 حادثة، قتلت فيها 16 امرأة على يد أقرباء لهم بحجة “الشرف”، بينما قُتلت 6 نساء أخريات لأسباب لم يكشف سببها، ويُعتقد أنّ الدوافع الأساسية لها متعلقة بذات الذريعة. ويضاف إلى هذه القائمة توثيق عدد من حالات العنف المنزلي المسجل ضد نساء أخريات في منطقة الحسكة.
سجّلت المنظمة في محافظة إدلب الخاضعة بمعظمها لسيطرة تنظيم “هيئة تحرير الشام” وقوع 5 جرائم قتل بداعي الشرف، في الفترة الزمنية المشمولة بالتقرير، توزّعت في مدن وبلدات “سلقين وأطمة وكللي” وغيرها.
وفي ريف حلب الشمالي الخاضعة لسيطرة “الجيش الوطني السوري”، سجّلت المنظمة ما لا يقلّ عن 7 جرائم أخرى ارتكبت بدافع الشرف، في مناطق “إعزاز وعفرين وجرابلس والباب” وغيرها.
أمّا في محافظة درعا الواقعة تحت سيطرة حكومة النظام السوري سجلت المنظمة ما لا يقلّ عن جريمتي قتل بدافع الشرف. وليس ببعيد عن محافظة درعا، فقد تمّ رصد جريمة قتل أخرى تحت ذريعة الشرف في محافظة السويداء.
وهذه الأرقام هي التي استطاعت المنظمة توثيقها في الفترة الممتدة ما بين شهر كانون الثاني/يناير 2020 حتى شهر شباط/فبراير 2021، وتشمل فقط الحوادث التي استطاعت المنظمة الوصول إليها، حيث يُعتقد أن الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير.
وتم تعديل القانون رقم 548 والذي يعفي القاتل من جريمته في حال أثبت أنها بدواعي الاقتصاص من أجل الشرف أو فورة الدم عام 2011.
وأصدر المرسوم رقم /1/ لعام 2011 قضى بتعديل قانون العقوبات السوري وأصبح في التعديل الجديد أنه تصل العقوبة من 5 إلى 7 سنوات.
إضافة إلى ذلك تم إلغاء المادة 508 من قانون العقوبات والتي كانت تنص على إيقاف ملاحقة المعتدي في حال زواجه من المعتدى عليها، وأصبح المعتدي يقضي عقوبة لا تقل عن الحبس سنتين حتى لو تزوج زواجاً صحيحاً.
وفي حالة قتل الجنين والحمل سفاحا أصبحت العقوبة على الوالدة بالاعتقال المؤقت لمدة لمدة لا تقل عن 5 سنوات. واحتلت سوريا المرتبة الثالثة عربياً في جرائم الشرف بعد اليمن وفلسطين، وفق وزارة الداخلية لدى حكومة النظام السوري.