تقارير | 4 01 2021
مالك الحافظقال القيادي في "الجيش الوطني" المعارض، مصطفى سيجري، لـ "روزنة" أن روسيا تعتبر مدينة الباب (شمال شرقي حلب) خارج أي تفاهمات مع الجانب التركي. مشيرا إلى أنها تأتي ضمن قائمة عملياتها العسكرية في المنطقة.
تصريحات سيجري (مدير المكتب السياسي في لواء المعتصم العامل تحت لواء الجيش الوطني) تأتي تأكيداً لما نشره على صفحته في موقع "تويتر" يوم السبت الفائت، و رداً على نفي وزير الدفاع في "الحكومة المؤقتة" المعارضة، سليم إدريس الذي أفاد بعدم وجود أية تحركات غير عادية للنظام السوري باتجاه مدينة الباب.
واستغرب سيجري محاولات "الحكومة المؤقتة" و وزارة الدفاع فيها نفي معلوماته التي نشرها، مؤكداً لـ "روزنة" أن تصريحه ينطلق من معلومات دقيقة ورسمية.
وتابع في سياق متصل "دعونا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، ودعم الموقف التركي المدافع عن المدينة إلى جانب القوى الثورية".
وكان اللواء سليم إدريس، قال في تصريحات صحفية يوم أمس أن "كلّ ما يشاع عن الوضع في جبهة الباب لا أساس له من الصحّة، و تشكيلاتنا في المنطقة تراقب على مدار الأربع والعشرين ساعة دون انقطاع، وجيشنا الوطني في حالة جاهزية تامّة".
قد يهمك: مفاوضات حول عين عيسى و قسد ترفض المقترحات الروسيّة
في جانب مواز؛ اعتبر سيجري أن روسيا تريد إعادة انتاج الأسد، ووفق هذه الاستراتيجية لن تقف عند حدود معينة.
إلى ذلك أكدت مصادر محلية غربي مدينة حلب لـ "روزنة" وجود تحركات عسكرية تخرج من المدينة يوم السبت الفائت. وهو يتقاطع مع ما أوردته صحيفة "عنب بلدي" يوم أمس عن رقيب أول مجند ضمن "ثكنة هنانو" في المدينة قوله إن التجهيز لخروج العناصر من الثكنة والأكاديمية العسكرية بدأ للتوجه نحو جبهات على أطراف مدينة الباب بريف حلب الشمالي.
وأضافت الصحيفة أن التجهيزات شملت تحميل قذائف هاون ورشاشات ومضادات للدبابات، فيما حمل العناصر من الأكاديمية العسكرية مدافع ثقيلة، عيار "130" و"157"، وقد أرسلت التعزيزات العسكرية إلى قرية بيرة الباب وأبو طلطل، وتفقدوا النقاط العسكرية فيها، مع انتظار أوامر روسية لبدء الهجوم.
محددات التحرك الروسي نحو الباب
الباحث في الشأن السوري، طالب الدغيم، لفت خلال حديث لـ "روزنة" إلى أن كل من روسيا والنظام السوري يحاولون انتزاع التنازلات التركية عن الملف السوري في كل مناسبة، و أن كل عمليات التهدئة وخفض التصعيد التي اتُفق عليها بين الروس والأتراك لم تمنع حدوث انتهاكات متواصلة من النظام السوري وحليفه الإيراني.
الدغيم اعتبر أن ما يحكم الواقع الحالي في الشمال السوري، مقاربات روسيّة-تركيّة للوضع السوري والليبي والاذري معاً.
كما ربط الباحث في الشأن السوري بين واقع الشمال ونتائج الانتخابات الأميركية، ووصول جو بايدن لسدة البيت الأبيض، وما سيتبع ذلك من تطور في المشهد الميداني السوري.
قد يهمك: شكل جديد لإدارة إدلب خلال الفترة المقبلة؟
وأضاف متابعاً "بناء على ذلك؛ هناك سيناريوهان يلوحان في الأفق، اتفاق نووي جديد مع إيران سيؤثر بكل تأكيد على وجود الأخيرة في سوريا وعلى المناطق الخاضعة للنفوذ التركي والأميركي شرق الفرات، أو تصعيد أميركي وتمسك بالحل السياسي وفق رؤية جنيف والقرار 2254، وإجبار الفاعلين الميدانيين على الحضور لجنيف واستكمال عمل اللجان التفاوضية برعاية غربية وروسية وتركية".