تقارير | 25 12 2020

منذ أكثر من 50 عاماً تم إرسال رسالة إلى وحدة تحكم الكمبيوتر بمعهد ستانفورد للأبحاث في كاليفورنيا، وكانت عبارة عن كلمة Login أي تسجيل الدخول، ولكن تعطل النظام قبل إكمال المهمة.
ووصلت الرسالة منقوصة ولم يصل منها إلا حرفين فقط وهما LO لتكون أول رسالة في العالم يتم إرسالها عبر شبكة كمبيوتر مترابطة وهي ARPANET التي تعتبر بداية الإنترنت الذي نعرفه اليوم.
تطور الأمر بشكل سريع جداً حتى يومنا هذا، فمنذ ثلاثة عقود تقريباً كان من الصعب حتى تخيل المفهوم البسيط للملفات المرتبطة ببعضها البعض من خلال شبكة غير مرئية مثل الانترنت، ومع تقدم التقنيات بشكل يومي، يتخلص الانترنت من خصائصه القديمة بينما يقدم أشياء جديدة أكثر تعقيداً.
فكيف سيبدو الإنترنت بعد عقدين؟
اتصال دائم
يعتمد الاتصال الأكثر شيوعاً في الوقت الحالي على بروتوكل النطاق العريض TCP/IP إما عن طريق كابلات الألياف الضوئية أو من خلال الواي فاي.
أما إذا كنت تستخدم الهاتف الخلوي، فقد تلجأ للشبكة الخلوية للاتصال بالإنترنت عندما تكون بعيداً عن المنزل أو المكتب، وفي كلتا الحالتين تحتاج إلى إدخال كلمات السر التي تسمح لك بالحصول على الخدمة.
ولكن ماذا عن المستقبل؟ تنعقد الآمال على أن يكون الاتصال بالانترنت ثابتاً وانسيابياً دون الحاجة إلى أي اتصال يعتمد على مجهود فردي أو شبكات منعزلة.
يأمل الخبراء في تطوير تقنية تتيح التوصل إلى ما يسمى بالإنترنت العالمي في نهاية المطاف، الذي سيوفر طبقة معلوماتية تتيح تجنب مخاوف ضعف الاتصال أو تعطل الخدمة.

الذكاء الاصطناعي
توجد بالفعل آلات يمكنها القيام بمهام يدوية مختلفة، ففي واقع الأمر بدأت الآلات في إتقان إنجاز المهام المعقدة كالتي كانت تتطلب تدخلاً بشرياً كبيراً.
إن دمج هذا النوع من الذكاء الاصطناعي مع انتشار الانترنت في كل مكان من الممكن أن يساهم في تقليل كمية العمل المطلوبة من البشر وإتاحة المزيد من الموارد بشكل مباشر.
اقرأ أيضاً: فرشاة أسنان ذكية تتفاعل معك.. تعرف إلى ميزاتها؟
بينما يكافح العالم لتحقيق هذا التوازن، سيواجه بكل تأكيد نقصاً في عدد الوظائف وتفاوتاً في توزيع الموارد.
ومع ذلك، يجب أن ندرك قصر أمد هذه التحديات، فربما يأتي اليوم الذي تستغنى فيه عن الشخص الذي يخبرك بأفضل طريقة لدمج بطاقات الائتمان في حزمة واحدة، لأن الآلات ستقوم بذلك نيابة عنك.
ما نتحدث عنه هنا هو مستقبل الأعمال واستخدام الذكاء الاصطناعي ذاتي التعليم القادر على تنفيذ العمليات التجارية بما في ذلك التسويق والمحاسبة ودعم العملاء.

دعم قطاعات الصحة
سيؤدي التطور المتزايد للانترنت في غضون عقود قليلة إلى إحداث ثورة كبيرة في مجالات الطب والصحة.
على سبيل المثال، من المنتظر أن تصبح زراعة الأجهزة الدقيقة في أجسام المرضى أمر شبه يومي في ضوء التطور المصاحب على صعيد التقنية الميكروية غير المرئية.
وسيكون من السهل تجنب حدوث بعض الأمراض من خلال حصول الأطباء على إنذارات مبكرة، ستجمع هذه الأجهزة البيانات المتاحة وتنشرها على الفور عبر الإنترنت لإتاحة فهم أكبر لجسم الإنسان.

صعود الواقع المعزز والواقع الافتراضي إلى القمة
بينما يسمح لك هاتفك الخليوي الوصول إلى الانترنت، من المتوقع أن تقوم الأجهزة المستقبلية بعرض الانترنت في العالم الحقيقي عبر شكل من أشكال الواقع الافتراضي.
والواقع الافتراضي أي الواقع المُتخيّل، هو تقنية تُتيح محاكاة الواقع باستخدام برمجيات الحاسوب وغيرها من الأجهزة.
اقرأ أيضاً: دلع بطنك.. طعام ثلاثي الأبعاد وثلاجات تطلب لك الطعام!
واجه الواقع المعزز بعض التحديات في ضوء عدم استعداد العالم له بشكل كافي، ولكن على العكس من ذلك، تنمو تقنيات الواقع الافتراضي باضطراد شديد.
ويعرف "الواقع المعزز" بأنه تكرار للبيئة الحقيقية في الحاسوب وتعزيزها بمعطيات افتراضية لم تكن جزءاً منها، في عرض مركب يمزج بين المشهد الحقيقي الذي ينظر إليه المستخدم والمشهد الظاهري التي تم إنشاؤه بواسطة الحاسوب.

تسليع الخصوصية
في ظل الاتصال المستمر بالانترنت والتطبيقات التي تدير كل جانب من جوانب الحياة، قد تصبح الخصوصية مصدر كبير للقلق، بل من الممكن أن تتحول إلى سلعة بحيث لا يستطيع سوى الأغنياء فقط الحصول عليها.

-----------------------------------------------------------------
المصادر:
https://www.bosch.com/stories/future-of-the-internet/
https://www.mdpi.com/2076-3417/10/1/322/htm
https://ec.europa.eu/futurium/en/system/files/ged/future_health_fet_consultation.pdf
https://academic.oup.com/spp/article-
abstract/40/6/733/1619824?redirectedFrom=fulltext