تقارير | 12 12 2020

في اعتراف جديد من نوعه، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أبطئ التموضع الإيراني في سوريا خلال العام الحالي 2020، بعدما نفّذ مئات العمليات السرية ضمن "المعركة ما بين الحروب".
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، يوم الخميس الفائت، إن التموضع الإيراني في سوريا في "حالة تباطؤ واضح نتيجة استمرارِ نشاطات الجيش الإسرائيلي، ومحاور نقل الأسلحة من إيران لسوريا تضاءلت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، إلا أن الطريق لا زالت قائمة لاستكمال الأهداف في هذه الجبهة".
وأشار إلى أن إرتفاع وتيرة العمليات ونوعيتها، و"توسع نطاق الأنشطة السرية أدى لانخفاض عدد النشطاء الإيرانيين في سوريا والميليشيات التابعة لها، كما تم إخلاء قواعد ومعسكرات ومقرات إيرانية من منطقة دمشق كجزء من حملة لإبعادها إلى شمال شرقي سوريا"، مؤكدا مهاجمة نحو 500 هدف على كافة الجبهات.
وأضاف أن العام الحالي "شهد تطورا كبيرا في قدرة الاعتراض الصاروخي وتوسيع دائرة نظام القبة الحديدية، ليسجل مجال السايبر ارتفاعًا ملحوظا في عدد الأنشطة العسكرية على الصعيدين الهجومي والدفاعي".
وأكد أن العام الحالي "شهد تعاونا وثيقا مع الجيوش الأجنبية، شملت تدريبات وتبادل الخبرات العسكرية، مع التركيز على الشريك الأميركي، حيث جرى تعزيز نشاطات متعددة طالت مجالات عدة، عملياتية و تكنولوجية".
توسيع مناطق الاستهداف
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، د.طارق فهمي، اعتبر خلال حديث سابق لـ "روزنة" أن سيناريو بقاء الأوضاع على ما هي عليه حتى المدى الطويل هو ما يخدم السياسة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن ما يهم الإسرائيليين هو "بقاء الجولان تحت سيادتهم ومع وجود قرار الضم فلا توجد مشكلة لديهم… الحل السياسي في سوريا تراه إسرائيل بقاء الأوضاع على ما هي عليه، والحديث لدى مراكز الأبحاث الإسرائيلية والعسكريين والجنرالات القدامى بأن التعامل مع بشار أو غيره لا يهم، والوضع الراهن في سوريا يخدم إسرائيل".
قد يهمك: تصريحات إسرائيلية تؤشر على تطور جديد ضد النفوذ الإيراني
فهمي لفت إلى أن الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا تغيرت و تطورت في مراحل متعددة وصولا إلى المشهد الراهن، منوهاً بأن الخطر المتمثل لدى إسرائيل كان يبرز من خلال ملاحقة عناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني في أي مناطق من سوريا، وبالتالي كنا نرى العديد من الضربات المركزة صوب تلك الأهداف.
فيما كان اعتبر الكاتب والباحث عصام زيتون، أن المواجهة الإسرائيلية مع إيران واقعة لا محالة، مدللاً بتصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي منذ عدة شهور، حين قال بأن الحرب على إيران قد بدأت.
وبيّن خلال حديث سابق لـ "روزنة" بأن أي رد فعل على إسرائيل من قبل النظام أو إيران ممكن أن يشعل الحرب، مضيفاً: "للأسف هذه الأرض ستقع على أرضنا و بشبابنا، وهذا ما كنا نحاول تفاديه ونخفف من أضراره".
ووسّعت إسرائيل مؤخراً ضرباتها لعناصر النفوذ الإيراني في سوريا، حيث شملت هذه الضربات مناطق تمتد من جنوب سوريا إلى شرقها، ويشي هذا الاعتراف عَزم إسرائيل على التعامل بشكل مختلف ومؤثر مع التطورات في سوريا وما يتصل بتحجيم تغلغل النفوذ الإيراني هناك.
وقد حذر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، في وقت سابق، قوات النظام من التموضع الإيراني الذي وصفه بـ"الخطير" في سوريا، وحمَّل النظام السوري المسؤولية عن كل ما يجري في أراضيه، ومن أراضيه. بينما أعلنت إسرائيل في شباط من العام الحالي، أن هدفها هو إبعاد إيران من سوريا خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.