تقارير | 10 10 2020

ما تزال عمليات إخماد الحرائق في الساحل السوري مستمرة حتى ساعة إعداد التقرير، بعد نشوبها يوم أمس في مساحات واسعة من محافظات طرطوس و اللاذقية وحمص، وذلك في الوقت الذي اتهم فيه أكاديمي موالٍ بوقوف "جهات لم يسمها" في افتعال الحرائق.
وذكرت وكالة "سانا" صباح اليوم السبت، على موقعها الالكتروني، بمواصلة فرق الإطفاء في محافظة اللاذقية جهودها لإخماد الحرائق المشتعلة في الغابات والأحراج والأراضي الزراعية بريف القرداحة التابعة للمحافظة.
في حين أشار تقرير للوكالة أن فرق الإطفاء في محافظة حمص استطاعت من جانبها السيطرة على معظم الحرائق في عدد من المواقع الحراجية بريف حمص الغربي، فيما تواصل عمليات الإخماد في أحراج قرية قرب علي على سفح جبل التواريع.

وفي طرطوس ما تزال فرق الإطفاء تواصل العمل مع الأهالي على تطويق الحرائق التي اندلعت في منطقة بانياس وغابة جبل حمد وجنينة رسلان وزغرين بالدريكيش.
والتهمت ألسنة النيران مساء أمس مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية وآلاف الأشجار من الزيتون بالإضافة للأشجار الحراجية والبيوت البلاستيكية، بالتزامن مع اقتراب موعد قِطاف الزيتون، ما يشير إلى خسائر كبيرة تعرض لها السوريين في مناطق الساحل.
ونقلت تقارير صحفية في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس؛ عن مدير الزراعة بمحافظة اللاذقية، أنه ومنذ الساعة 12 من ليلة أمس، اندلع حوالي 32 حريق في ريف اللاذقية ابتداءً من ريف جبلة وحتى ريف رأس البسيط، مشيرًا إلى حرائق "شديدة جدًا" في بعض المناطق عازيًا ذلك إلى الرياح الشديدة ووعورة المناطق الجغرافية.
اقرأ أيضاً: وصول عشرات الحرائق المتجددة إلى المنازل غربي سوريا
كما أشار إلى أنه و فور انتهاء عمليات إخماد الحرائق سيُجرى تقييم للأضرار.
و ذكرت وسائل إعلامية موالية للنظام، صباح اليوم السبت، أن مديرية صحة النظام عملت على إخلاء مستشفى القرداحة بعد وصول الحرائق إلى أسواره الخارجية.
في حين صرح وزير الصحة، حسن غباش، لصحيفة "الوطن" المحلية، أن مستشفى الحفة بريف اللاذقية أخلى ثلاث حالات حرجة من المصابين بفيروس "كورونا" في قسم العزل بالمستشفى إلى المستشفيات المخصصة لمصابي "كورونا" في مدينة اللاذقية، بعد وصول النيران إلى مدينة الحفة.

في الأثناء كشف أكاديمي في جامعة تشرين باللاذقية، أن ما حدث من حرائق منذ يوم أمس ما هو إلا عملية تخريبية كبرى تهدد الأمن البيئي والاقتصادي والسياحي والسكني لسوريا، وهو أمر وصفه بـ "الخيانة العظمى" لمن قام به.
وقال د.رياض قره فلاح، وهو أستاذ علم المناخ في جامعة تشرين عبر صفحته على "فيسبوك" أن "الطبيعة لا تدمر نفسها بنفسها" مبينًا أنه "عندما يندلع 20 حريقًا في أماكن متفرقة ومتباعدة وداخلية في الغابة، وبشكل مخيف يصعب على رجال الإطفاء السيطرة عليها، وقبل يوم واحد من تحول الرياح إلى شرقية جافة جعلت من الرطوبة في المناطق الساحلية تنخفض حتى رقم متدن جدا يصل حتى دون 25 بالمئة. فهذا يعني أن الحريق قام بها شخص أو مجموعة أشخاص".

كما رجح قره فلاح بإمكانية "وجود جهة مثقفة ومتعلمة تتابع حالات الطقس وتفهم تماما الأحوال الجوية التي تساعد فيها الرياح على حدوث أكبر امتداد للحرائق، وهي بذلك تدرك جيدا ما تفعل، علما أن هذا يحصل للمرة الثانية خلال شهر، وبنفس الظروف الطقسية والأهم من ذلك في أماكن جديدة لم تطالها الحرائق المرة السابقة".
قد يهمك: من يقف وراء حرائق حماة و اللاذقية؟
وأشار إلى أن "الحرائق اندلعت عند الفجر حيث يكون الضغط الجوي مرتفعا، وتكون الرياح في أهدأ أوقاتها وسرعاتها، والأجواء باردة نسبيا بالمقارنة مع النهار، ومن المعروف أن السرعة الأعلى للرياح تحدث نهارا وليس ليلا مع انخفاض الضغط الجوي".
وتابع قره فلاح "هذا يعني أن من افتعل الحريق كان يعلم بأن الرياح ستشتد مع شروق الشمس، وسيصبح الوضع كارثيا خلال فترات الظهيرة مع اشتداد سرعة الرياح الشرقية الجافة".
وذكر أن "الإحصاءات العالمية تشير إلى أنه من بين كل 100 حريق هناك 4 حرائق فقط قد يكون الطقس سببها وأهمها أسبابها الصواعق، ونحن لسنا في الشتاء".
هل الحرائق طبيعية..؟ عندما يندلع 20 حريقا ليل وفجر الجمعة في أماكن متفرقة ومتباعدة وداخلية في الغابة، وبشكل مخيف يصعب...
تم النشر بواسطة عن الطقس والمناخ في سورية " د.رياض قره فلاح " في الجمعة، ٩ أكتوبر ٢٠٢٠
في سياق متصل أثارت دعوة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى إقامة "صلاة استسقاء" من أجل إطفاء الحرائق، سخرية كثير من السوريين على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وجاء في نص الدعوة التي وجهتها وزارة الأوقاف إلى جميع المساجد في مناطق سيطرة حكومة النظام، يوم أمس الجمعة، أنه و "بتوجيه كريم من السيد الرئيس بشار الأسد فإن الوزارة ومجلسها العلمي الفقهي واتحاد علماء بلاد الشام، يدعـون إلى صلاة الاستسقاء يوم السبـت عقب صلاة الظهر في كافة مساجد سوريا، طلبــاً لنـزول المـطر ورفع البلاء وإخماد الحرائق ورجاءً للطف والرحمة من الله الرحمن الرحيم".
اقرأ أيضاً: حرائق سوريا ليست الوحيدة… ما علاقتها بتغيّر المناخ؟
واندلعت فجر الجمعة عشرات الحرائق في ارياف اللاذقية وطرطوس وحمص ادت الى تدمير مساحات شاسعة من الثروة الحراجية والاراضي الزراعية وسقوط ضحايا، بالإضافة إلى حركة نزوح من بعض المناطق جراء اقتراب الحرائق من المنازل.
وأعلنت وزارة الصحة يوم أمس عن تسجيل حالتي وفاة و20 حالة اختناق جراء الحرائق في محافظتي طرطوس واللاذقية.