تقارير | 28 09 2020

انتحر أب في أحد أحياء مدينة طرطوس الساحلية، بعد قتله لبناته الثلاث رمياً بالرصاص، فيما نجت الأم بعد إسعافها مباشرة، في حادثة ليست الأولى من نوعها في سوريا، إلا أنها هزّت أرجاء المحافظة.
وذكرت صحيفة "الوطن" المحلية، أن الحادثة وقعت مساء أمس الأحد، حيث أقدم الأب، غدير سلام، على إطلاق النار على عائلته المؤلفة من الأم و3 فتيات، وقبل انتحاره، ترك منشوراً على صفحته في "فيسبوك" أوضح فيه أسباب إقدامه على الجريمة.
وزارة الداخلية لدى حكومة النظام السوري قالت في بيان على صفحتها في "فيسبوك"، اليوم الإثنين، إنه ورد إلى فرع الأمن الجنائي بطرطوس أخبار حول وقوع إطلاق نار في حي الجمعية بالمشروع السادس، وتوجهت الدوريات على الفور للمكان، وشوهدت سيدة على باب المنزل مصابة بطلق ناري في ساقها اليسرى.
وقالت السيدة، إن زوجها قام بإطلاق النار من بندقية حربية عليها وعلى بناتها الثلاث ( 22 - 20 - 17 عاماً )، ومن ثم أطلق النار على نفسه، وحين الدخول إلى المنزل كان الأب والبنات قد فارقوا الحياة.
بنات غدير سلام ( #شيماء / #خزامى / #شادن ) ثلاث فتيات بعمر الورود ..راحوا ضحية جريمة القتل المروعة التي وقعت أمس في حي المشروع السادس بطرطوس الرحمه لأرواحكم الطاهرة ??❤ ..
Publiée par هـوون جـرمـانـا sur Lundi 28 septembre 2020
وأشار التحقيق الأولي، إلى أنّ خلافات مادية مع المدعو أحمد، وشخص آخر يدعى بنيامين اللذين قاما بتهديده، هو ما دفعه إلى ارتكاب الجريمة، في حين لا تزال التحقيقات جارية، وفق "وزارة الداخلية".
المدعو، غدير سلام، كتب في رسالته التي حذفت لاحقاً مع كامل الحساب: "عندما تقرأون هذا البوست أكون قد انتحرت و قتلت بناتي"، موضحاَ أنّ شخصاً يقطن في طرطوس، هدّده بقتله وقتل بناته وحرقهم، بسبب عمل لم يستطع إنجازه في الوقت المحدد في الـ 27 من أيلول، لم يذكره.

وأشار سلام، إلى أن التهديد الذي تلقاه موجود في تسجيل صوتي على جهاز "تاب" عائد له، فضلاً عن معلومات أخرى توضح الأسباب الكاملة للجريمة.
ووفق منشور الأب فإن الشخص الذي هدده بقتله وعائلته، لم يقتنع بمبررات تأخره عن تسليم العمل قائلاً: "لم يتقبل بسبب جماعته، التي تضغط عليه حسب قوله، تهديدات أحمد بخصوص قتلي وقتل بناتي وحرقنا موضحة في تسجيل صوتي".
كما وذكر سلام في المنشور، أن أحد الأسباب التي دفعته للانتحار هو خيانة أخيه وصديقه له، حينما كانا متطوعين في "الفيلق الخامس" منذ 3 سنوات، حيث سرقوا أسلحة وذخيرة من الفيلق وباعوها لجهات لا يعرفها، بينها صواريخ مضادة للدروع، كما أقرّ بذلك أخيه بعد الكثير من الإنكار على حد قوله
مدير مستشفى الباسل في طرطوس، إسكندر عمار، ذكر أن الأم أصيبت بطلق ناري في ساقها، وهي تخضع لعمل جراحي، ولا خطر على حياتها، فيما تتابع الجهات المختصة التحقيقات، وفق صحيفة "الوطن".
وبعد زمن قليل على وفاة الوالد وبناته تم حذف صفحته من على "فيسبوك"، وهو المعروف بين الأوساط الثقافية في طرطوس كأحد الشعراء، وله العديد من القصائد الشعرية على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى عدة مقابلات تلفزيونية، وفق موقع "سناك سوري".
اقرأ أيضاً: حمص: أب يقتل طفلته بعد تعذيبها.. هكذا برّر جريمته!
وفي ذات يوم اتخاذ قرار الانتحار وقتل عائلته، شارك غدير في قصته على "فيسبوك" أغنية لكاظم الساهر تحت اسم "كلك على بعضك حلو"، وسبق ذلك منشورات تحت سلسلة بعنوان "منوعات وحصيلة حياة" كتب منها 6 أجزاء يتحدث فيها عن الحرب السورية في إطار تحليلي.

واللافت للنظر أنه ختم الجزء السادس من السلسلة بعبارة "ربما يتبع"، فيما ختم الجزء الخامس من السلسلة بعبارة "قد يتبع" بخلاف الأجزاء السابقة التي كان يختمها بعبارة "يتبع" فقط، بحسب "سناك سوري".
ولا تزال القضية، التي يلفها الغموض بحاجة إلى الكثير من الإيضاحات، حيث أحدثت ضجة كبيرة بين الأوساط السورية، إلا أنها ليست الجريمة الوحيدة التي هزّت سوريا، وإنما سبقها جرائم كثيرة، ولا سيما في الآونة الأخيرة في ظل الانفلات الأمني الذي تعاني منه البلاد نتيجة ويلات حرب امتدت لأكثر من 9 سنوات.
وسبق أن قتل رجل أطفاله الثلاثة، في شهر أيار الماضي، بمساعدة زوجته الثانية، بعد أن رفضت أمهم احتضان الأطفال إثر خلاف عائلي، حيث اعتقل فرع الأمن الجنائي في ريف دمشق الرجل وزوجته بعد بلاغ من مستشفى المواساة الذي وصلت إليه جثامين الأطفال ( 4 - 2 - 1 سنوات)، بحسب وزارة الداخلية لدى حكومة النظام السوري.
قد يهمك: ألمانيا: مجرم سوري يقتل زوجته بعد طلبها الطلاق
وذكر موقع "نمبيو" منتصف العام الحالي، والمتخصص في الإحصائيات حول العالم وجمع البيانات أن سوريا تحتل المركز العاشر عالمياً، من حيث ارتكاب الجريمة، وفق موقع "الجزيرة".
كما صنف الموقع، سوريا عام 2019 كأكثر دولة خطرة بين الدول العربية، حيث جاءت في المرتبة الـ 16 عالمياً، في قائمة سنوية صنفت 118 دولة من حيث معدل الجريمة في العالم.
وزاد معدل ارتكاب الجرائم في الآونة الأخيرة تزامناً مع تراجع الوضع الاقتصادي وانهيار قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، حيث تجاوزت الليرة في شهر حزيران الـ 3 آلاف مقابل الدولار الأميركي، ما أدى إلى تدهور الوضع المعيشي للمواطن، وازدادت السرقات والتسول، إضافة إلى الجرائم، في ظل فرض عقوبات أميركية على النظام السوري منذ منتصف شهر حزيران.