توتر روسي-تركي حول إدلب… عودة التصعيد من جديد؟

توتر روسي-تركي حول إدلب… عودة التصعيد من جديد؟

تقارير | 17 09 2020

مالك الحافظ

بالتوافق الضمني فيما ذهبت إليه التقارير الروسية حول فحوى الاجتماعات الأخيرة للوفدين الروسي والتركي حول الوضع في إدلب، والضغوط الممارسة من قبل الروس، اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن الوضع في إدلب يمثل هدوءًا نسبيًا وليس وقفاً ﻹطلاق النار، محذرًا من تداعيات استمرار الوضع الحالي في ظل عدم نجاح الاجتماع اﻷخير مع الروس.


وتشير تصريحات جاويش أوغلو إلى أن المحادثات الثنائية لم تؤتي بنتيجة إيجابية تعمق من التفاهمات بين أنقرة وموسكو، حيث تزامنت المحادثات مع معاودة القصف الجوي الروسي و المدفعي لقوات النظام السوري يوم أمس على مناطق عدة من محافظة إدلب، فاستهدفت قوات النظام بأكثر من 50 قذيفة مدفعية بلدات وقرى جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي منذ أولى ساعات يوم أمس، ما ينذر ببدء معركة قريبة لقوات النظام السوري بدعم روسي على المحافظة. 

جاويش أوغلو و خلال مقابلة مع قناة "سي إن إن تورك" مساء أمس الأربعاء، قال إن الاجتماعات التي جرت مؤخرًا بين خبراء عسكريين روس وأتراك في أنقرة "ليست مثمرة للغاية".

وأوضح أن أولوية بلاده هي "الحفاظ على وقف إطلاق النار في منطقة إدلب" مشيراً إلى أن هذا الخيار يأتي "أولاً" لأن "استمرار القصف قد يؤدي ﻹنهاء العملية السياسية".


قد يهمك: روسيا تسعى لتوحيد الجهود مع تركيا لمواجهة الجماعات الجهادية!


فيما كانت وكالة "نوفوستي" الروسية، قالت أن المحادثات بين الوفدين الروسي و التركي تناولت خفض مستوى التواجد العسكري التركي في إدلب، سواء نقاط المراقبة التركية أو عدد القوات العسكرية هناك، حيث قوبل الطلب الروسي بالرفض من جانب الأتراك وهو ما يعني باحتمالية تعقد المحادثات عند هذه النقطة.

وقالت الوكالة أن المحادثات لم تكتمل؛ وعجز الجانبين عن التوصل إلى أي اتفاق، وسط إصرار الجانب التركي على تواجده، وتابع تقرير الوكالة أنه وبعد رفض الجانب التركي سحب نقاط مراقبته، تقرر خفض تعداد القوات التركية وسحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة.

"شيطنة الوضع" في إدلب؟

الخبير العسكري، العميد الركن عبدالله الأسعد، قال خلال حديث لـ "روزنة" تعليقًا على جولة المحادثات الأخيرة بأن موسكو تريد الضغط على أنقرة، بخاصة بعد أن تشعبت الملفات المشتركة التي تجاوزت سوريا ووصلت إلى ليبيا وشرق المتوسط. 

وتابع بأن "روسيا ومن مبدأ التوسع الجيوسياسي في المنطقة لديها نوايا بأن تقوم في المستقبل على منح النظام السوري نفوذا جديدا في منطقة إدلب لخفض التصعيد؛ لأن لدى الروس نوايا متعلقة بحصد مكاسب كبيرة من دعمه للنظام سواء في الفترة الماضية أو خلال المرحلة المقبلة، لذا فإن الروسي لا يريد أن يكون له شريك في المكاسب".


قد يهمك: ما أسباب العمليات المشتركة بين روسيا وتركيا في إدلب؟


وزاد بالقول "روسيا ستنتقم من إدلب ومن سكانها، فمن خلال الضغط على المدنيين سيؤدي ذلك إلى موجات نزوح كبيرة باتجاه الحدود مع تركيا… الروس يريدون شيطنة الوضع في إدلب والضغط على المدنيين للقبول بالأسد". 

وفي أيار 2018، أنهت الدول الضامنة لاتفاق أستانا (روسيا، تركيا، إيران) تثبيت كامل نقاط المراقبة المتفق عليها في منطقة خفض التصعيد الرابعة في شمال غرب سوريا، والتي تشمل محافظة إدلب وماحولها من أرياف اللاذقية وحماة وحلب.

وتتضمن النقاط التي تم تثبيتها 29 نقطة مراقبة تتوزع إلى 12 نقطة تركية ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، و 10 نقاط روسية و7 نقاط إيرانية ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، إلا أن الحملة العسكرية الأخيرة على المنطقة مطلع العام الجاري غيرت خارطة السيطرة ومناطق تثبيت النفوذ العسكري. 

ليونة تركية محدودة

الباحث في الشأن التركي والعلاقات الدولية، طه عودة أوغلو، أوضح خلال حديثه لـ "روزنة" بأن المباحثات الأخيرة كانت شاقة للغاية، معتبرًا بأن ذلك ظهر ذلك بوضوح عقب تصريحات وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو الذي ألمح إلى وجود خلافات عميقة بين البلدين، وفق وصفه.

ولفت عودة أوغلو إلى أن موسكو حاولت  خلال الإجتماعات على مدار يومين إقناع أنقرة بتقليص الوجود العسكري التركي في منطقة إدلب، وإزالة عدد من نقاط المراقبة المنتشرة حول المنطقة، غير أنه أكد رفض أنقرة الحديث عن النقاط، إلا أن الأخيرة أبدت استعدادا لمناقشة آليات لسحب جزء من الأسلحة الثقيلة من إدلب ومحيطها.

كما أشار الباحث في الشأن التركي إلى أن الحديث عن تقليص الوجود التركي جاء وسط تصعيد كبير من قبل النظام والروس في إدلب ومحاورها. و أكمل في السياق ذاته "الواضح للعيان أن الخلافات ما زالت تراوح مكانها في إدلب، وفيما يتعلق بالطرق الدولية وعملية الإشراف عليها، وموضوع شرق الفرات ومنبج وتل رفعت… يبدو أن قطار التفاوض سيستمر بين البلدين خلال الفترة القادمة؛ هذا إذا تحدثتا عن تعاظم الخلافات بين البلدين على الساحة الليبية".


اقرأ أيضاً: توتر مستمر في إدلب… من الجهة المستهدِفة لنقطة المراقبة التركية؟


وفي وقت سابق اعتبر مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، أنه من غير الممكن الحديث عن وقف كامل لإطلاق النار في سوريا بسبب ما أسماه "تصرفات الجماعات الإرهابية" هناك.

هذا وتتداخل المسارات العسكرية و السياسية بين الأتراك و الروس  والعسكرية في مسائل عدة أهمها سوريا وليبيا، حيث يشترك الجانبان في عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار بإدلب وشؤون أخرى سياسية وعسكرية في سوريا.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض