تقارير | 24 08 2020
باسكال صوماتركت بيسان (7 سنوات) لعبها في بيتها الصغير قرب مرفأ بيروت، وسافرت في رحلة إلى السماء. هناك أصبحت نجمة، لم تعد الإصابة البالغة في صدرها تؤلمها، نشفت دموعها تماماً، وأصبح وجهها الجميل نوراً.
بيسان واحدة من ضحايا التفجير، الذي دوّى في مرفأ بيروت مساء 4 آب 2020، ذنبها أنّ بيتها كان على مقربة من تلك القنبلة النووية القاتلة، التي جرفت معها قصصاً ووجوهاً وأسماء.
سامر طيباتي (35 سنة) هو والد بيسان المفجوع، يشرد صوته وتتوه كلماته وهو يروي حكاية ألمه وعائلته، يكاد صوته يبكي، "جئت من اللاذقية عام 2000 بحثاً عن حياة أفضل، الآن سُرقت بيسان منّا، ماذا نفعل أنا وزوجتي وابني؟".
اقرأ أيضاً: انفجار مرفأ بيروت يلم شمل شقيقين سوريين للأبد!
سامر يعمل في محل لبيع الدواليب بمحاذاة مرفأ بيروت. "عالساعة 6 كنت عم ركب دولاب لزبونة، طلع الانفجار، كنت عم حاول أحمي الزبونة، بيتي أنا فوق المحل دغري، مرتي فوق صارت تصرخ، قالتلي سامر بنتك انصابت".
حمل سامر ابنته وطفق يركض بين المستشفيات المكتظة بالجرحى والدماء في تلك الليلة المشؤومة، بحثاً عن سرير لابنته المصابة، بقيت بيسان في مستشفى كليمنصو 7 أيام، على إثر إصابة بالغة في صدرها، لكنها قررت أخيراً أن تغفو في نوم طويل وترحل إلى الأبد.
يقول سامر لـ"روزنة": "خسرنا بيسان وخسرنا بيتنا وأيضاً عملي. كل يوم ننام في مكان، ولا أحد ساعدنا. لا أعرف ماذا سنفعل. زوجتي أيضاً تعاني من بعض الآلام بسبب إصابتها في التفجير. أحاول تصليح البيت لنكمل حياتنا أنا وعائلتي. ربما يمكن تعويض البيت، لكن كيف نعوّض غياب بيسان؟".
قد يهمك: "خسرنا كل شيء"... قصص سوريين في نكبة بيروت
قصص كثيرة ملقاة الآن على طرق بيروت، بين لبنانيين وسوريين وغيرهم من الذين فقدوا أحباءً أو بيتاً أو سيارةً أو متجراً أو مستقبلاً، تعجّ شوارع بيروت بالقصص الحزينة المؤلمة.
الـ 2750 طن من نترات الأمونيوم، التي كانت في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت، انفجرت في وسط المدينة، بين الناس، بين أماكن عملهم وسكنهم ومدارسهم وجامعاتهم. ويمكن تخيّل حجم المأساة واتّساعه وتلك القصص ستمتدّ مأساتهم إلى سنوات طويلة وربما أجيال، فما قبل 4 آب 2020 ليس كما بعده.
ووفق سفارة النظام السوري في بيروت، سقط 43 سورياً في التفجير الذي أدى إلى مقتل أكثر من 150 شخص، وإصابة حوالى 5000 آخرين بجروح، إضافة إلى عشرات المفقودين.