انفجار مرفأ بيروت يلم شمل شقيقين سوريين للأبد!

انفجار مرفأ بيروت يلم شمل شقيقين سوريين للأبد!

تقارير | 22 08 2020

فاخر عروف

لم يعرف عبد السلام الذي ودع شقيقه وائل مغادراً باتجاه تركيا، أن الموت سيجمعها مجدداً وإن اختلفت أراضي إقامتهم. الأول غرق في بحر إيجة، و الثاني قُتل في انفجار مرفأ بيروت.


بينما لم يستطع أصدقاء أيمن الذي خرج ليجلب زوادة الغذاء ساعة انفجار مرفأ بيروت، إخبار خطيبته أن عريسها لن يعود.

التفجير الذي ضرب المرفأ مساء الثلاثاء 4 آب الجاري، وصل صداه إلى درعا و دير الزور و الرقة و إدلب، وهي المحافظات التي ينتمي إليها غالبية السوريين من عمال المرفأ. 

بيروت القاسية على السوريين

يقول أبو سليم  لـ "روزنة"، وهو لبناني يقطن بالقرب من ميناء بيروت ويؤجر غرفة صغيرة لستة شبان سوريين يعملون في المرفأ "أنا بزعل علين كتير لأنو فعلا حياتون كانت كلها معاناة بمعاناة ،أعمارن بين 14 و 26 سنة، يستحيل أي إنسان بعمرهن يقدر يتحمل طبيعة شغلن اللي هو عبارة عن تعتيل بضايع من السفن يوميا من الساعة 7 صباحا إلى 9 مساءا، و لما بيرجعو عالبيت بنامو بغرفتهن الصغيرة مكدسين فوق بعض كأنهن في زنزانة سجن، غير أنو حياة بيروت كانت كتير قاسية علين بسبب التضييق اللي كان الدرك اللبناني عم يمارسو ضدهن بحجة الأوراق، غير المعاملة البشعة والعنصرية من قبل بعض أهل بيروت". 
تعرض منزل أبو سليم والغرفة التي يؤجرها للعمال السوريين الذين لم يستطيعوا التواصل معه إلا بعد ثلاثة أيام من الكارثة، إلى أضرار كبيرة نتيجة التفجير المروع الذي انتشرت شظاياه في كل أحياء و أزقة بيروت. 

"العريس أكل نصيبو"

يضيف أبو سليم "التقيت ببعض الشباب، كانو مصابين و جروحن ظاهرة عبطوني و صارو يبكو، خبروني انو زميلهن أيمن راح بالانفجار، كونو الوحيد اللي طلع من السفينة لاحضار الغدا لرفقاتو من كشك ضمن المرفأ، لهيك أكل نصيبو وجثتو تعرفو عليها بصعوبة بالغة... أيمن كان عريس وخاطب من جديد، و خطيبتو عم تدق طول الوقت والشباب ما عندهن جلادة يخبروها بالحقيقة، يا ضيعان شبابو راح هيك بلا أي سبب".
 ويشير أبو سليم إلى أن العمال السوريين المصابين و رغم كل ما هم فيه من وجع و جراح  أصروا على مساعدته  في نقل عفش منزله الذي تهدم ولم يعد صالحا للسكن، ويضيف "الشي اللي عملو معي هول العمال السوريين بالرغم من كل ظروفن ومصايبن وجروحن ما عملو معي جاري ولا حتى خيي اللبناني، ما رح انسالن هالمعروف أبدا لحتى موت".

السوريين وحصتهم من الموت

عبد السلام ووائل خريجان جامعيان يعملان بتوصيل الطلبات في مطعم للوجبات السريعة كانا يسكنان في منطقة الدورة ضمن غرفة صغيرة مع شاب سوري آخر يدعى أحمد الذي يروي لـ "روزنة" بألم ما حدث لصديقه، حيث يقول "السوري وين ما راح ألو حصة محفوظة من القهر و الموت، فعبد السلام من فترة جمع مبلغ وقرر يغادر لبنان باتجاه اليونان، و فعلا قدر يوصل على تركيا و بعدها استقل مركب مع شباب تانيين ومشو بالبحر مسافة وبعدها غرق فيهن في مياه فتحية التركية، وتم انتشال 14 جثة إلا عبد السلام ما بينلو  أي أثر، و اعتبر في عداد المفقودين، أما وائل كمل شغلو هون بلبنان بتوصيل الطلبات، وكان نصيبو انو يوصل لمنطقة المرفأ على توقيت الانفجار و لحد الآن مو معروف عايش أو ميت، ولهيك أنا عم عيش حاليا حالة من العذاب و القهر لأني رفقاتي التنين مفقودين وما بعرف لحد هلئ شو مصيرهن".

يومية تعتيل بـ7 دولارات

الناشط اللبناني  في المجال الإنساني أحمد سلامة يؤكد لـ "روزنة" أن هناك عدد كبير من العمال السوريين يعملون في مرفأ بيروت بصفة عمال عاديين في مجال أعمال التحميل و التنزيل من السفن، ناهيك عن عدد كبير من السائقين و عمال النظافة، وغالبية هؤلاء العمال يعملون بدون ضمان ولا تأمين صحي، و بأجور يومية زهيدة للغاية تتراوح بين 20-30 ألف ليرة لبنانية، أي 7 دولارات وفق سعر التصريف الليرة الحالي.  

ويضيف سلامة بأن هناك تخوفا كبيرا من أن تقوم الحكومة اللبنانية بهضم حقوق ذوي الضحايا و المصابين وأصحاب الأملاك المتضررين جراء هذا الانفجار، ويدل على ذلك تجاهل السلطات المتعمد للضحايا السوريين، وعدم تقديم أية أرقام أو إحصاءات أولية أو نهائية تبين أعدادهم، ما يعني أن هناك تمهيداً لسرقة التعويضات و المعونات الدولية التي ستخصص لهذا الجانب وفق قوله. 
ويتابع بالقول "لم تقصر الحكومات اللبنانية المتعاقبة و الفاسدة في مجال الإستيلاء على المعونات و المساعدات الدولية و الأممية المخصصة للسوريين طوال التسع السنوات الماضية".

تحملت العائلات السورية اللاجئة في لبنان جزءا كبيرا من الحزن و الألم نتيجة كارثة المرفأ، فثلث ضحايا الانفجار المروع كان من نصيب سوريين يعملون داخل الميناء أو في محيطه، حيث تشير الأرقام الرسمية اللبنانية إلى 171 قتيلا و 60 مفقودا ونحو 6 آلاف جريح، عدد كبير منهم جراحه خطرة ويحتاج إلى عمليات دقيقة، و قد وصل عدد الضحايا السوريين منهم إلى نحو 43 قتيلا كحصيلة غير نهائية وفق سفارة النظام السوري في بيروت.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض