تقارير | 19 08 2020

تختلف ظروف افتتاح المدارس هذا العام عن الأعوام السابقة، نظراً لاستمرار جائحة فيروس "كورونا المستجد" وتوسع انتشاره في عدد من الدول، ورغم ذلك فإن واجب تحضير الأبناء للعام الدراسي الجديد وتوفير ظروف مناسبة نوعاً ما ليكملوا تحصيلهم العملي، لا يزال أمراً اعتيادياً عند مطلع كل عام دراسي، فما الذي يجب فعله في ظل ظروف "كورونا".
شراء المستلزمات الدراسية
رغم صعوبة الظروف الاقتصادية على الكثير من الناس وتحديداً في سوريا، مازالت مهمة شراء المستلزمات الدراسية قائمة وأساسية، ومن بين هذه المستلزمات (أشكال مختلفة من القرطاسية إضافة للكتب المدرسية) يضاف لها الشيء الأكثر تكلفة وهو الملابس المدرسية والحقائب.
يمكن الاعتماد في هذه المهمة على الكتب المستعملة القريبة في حالتها من الجيّدة كبديل، وحتى الملابس والحقائب المستعملة النظيفة، وفي هذه الحالة يمكن سؤال الأقارب أو المحيطين بكم عن كتب أطفالهم المستعملة أو ملابسهم وحقائبهم المدرسية أو الاعتماد على مجموعات "فيسبوك" ومقايضة الكتب والملابس وغيرها من مستلزمات المدارس، كما هو الحال في مجموعات "فيسبوك" أخرى تم تخصيصها للسؤال عن الأدوية وتأمين الطعام والمواد الأساسية التي احتاجها السوريين خلال الفترة الماضية في ظل الضائقة الاقتصادية الشديدة التي ما زالت تلقي بآثارها المتعددة عليهم.
وتبدو المهمّة أسهل فيما لو صدر قرار بجعل التعليم عن بعد، بحيث لن يضطر الطالب لشراء ملابس مدرسية وحقيبة جديدة، وبالتالي توفير أعباء مادية بالنسبة للأهل، رغم أن وزارة التربية والتعليم في حكومة النظام السوري لم تطبق أي قرار بهذا الخصوص مخالفة بذلك دول الجوار التي لجأت لتطبيق نظام التعلم عن بعد.
تحضير الأطفال نفسياً
بالنسبة للأطفال المستجدين (طلاب الصف الأول)، فسيكون أمام الأهل مهمة جديدة وهي تحضيرهم لدخول المدرسة، هذا المكان الجديد عليهم كليّاً.
ومن أبرز النصائح الواجب اتباعها للتعامل مع الطفل، هي التحدث معه حول المدرسة وعن كونها بيئة لتكوين الأصدقاء وليست فقط للواجبات، ثم محاولة خلق جو من المرح حول المدرسة لتمثيل دور الأستاذ والتلميذ وتبادل تلك الأدوار، ثم البدء بوضع روتين صباحي للطفل حتى يشعر بأهمية النظام والوقت، كما يمكن الحديث مع الطفل عن ذكرياتك الجميلة مع المدرسة، وبمجرد مرور أسبوع على بدء الدوام المدرسي سيتأقلم طفلك مع زملائه الجدد.
اقرأ أيضأ: تعرّف إلى أسباب نشاط الأطفال الزائد فترة الحجر المنزلي
وفي حال كان الطالب في مرحلة دراسية متقدمة يجب التأكيد عليه باتخاذ الإجراءات الوقائية من ارتداء للكمامة خلال تواجده في المدرسة، والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي، وعدم الاقتراب من التجمعات، وتعقيم اليدين عدة مرات خلال اليوم كلما سنحت الفرصة.
لكن إذا ما كانت المدرسة عبر الانترنت، كما هو الحال في ظل كورونا، يمكن توفير غرفة للطفل ليجلس فيها ويتابع دروسه مع أساتذته وبقية زملائه، بشرط تمهيد ذلك للطفل وشرح كيفية تحقيق أفضل تواصل في صفّه الإلكتروني، وذلك عن طريق استخدام نفس التقنية قبل أن يبدأ موعد أول يوم للمدرسة، ويمكن الاستعانة بمعلمة أو معلم صديق يجمع عدّة طلّاب ويعطيهم درساً تحضيرياً كنوع من التجربة على مدى عدّة أيام.
تنظيم الوقت
قد يبدو الوقت في عطلة الصيف أقل تنظيماً مما هو في فترة الدراسة، فربما يُسمح للطفل بالسهر ساعة إضافية أو باللعب لوقت أطول، لكن مع بداية المدارس يحين الوقت للعودة إلى تنظيم الوقت بشكل صارم أكثر.
النوم في ساعة معيّنة مساءً كالساعة الثامنة، والاستيقاظ باكراً، ثم وجبة الفطور، والذهاب إلى المدرسة أو البدء بالدراسة أونلاين.
ومع الانتهاء من المدرسة، وجبة الغداء والاستراحة ومراجعة الدروس وحل الوظائف المطلوبة مع متابعة الأهل، كلها سلسلة من الأوقات المنظمة والمرتبة من قبل الأبوين، لضمان أفضل إنتاجية للطفل في يومه، وضمان الصحة الجسدية والنفسية له.
كما يمكن ترتيب فسحة في عطلة نهاية الأسبوع أو القيام بنشاطات معينة والاهتمام بهوايات الأطفال حتى لا يشعر الطالب أو الطالبة بأن حياتهم محصورة فقط بالدراسة.
قد يهمك: تركيا: تعليمات جديدة للطلاب والمعلمين خلال العام الدراسي المقبل
مراجعة معلومات أساسية
تبدو هذه المهمة ثانوية بالنسبة لبعض الأهالي، لكنها ضرورية كما غيرها، لكونها تذكّر الطالب أو الطالبة بالمعلومات التي مر عليها أشهر منذ العام الفائت، وبالتالي محاولة تذكيرهم بها مع ربطها بالمعلومات الجديدة التي سيحصلون عليها بداية العام الجديد.
يمكن تفريغ ساعة واحدة يومياً قبل بداية المدرسة، لتذكير الأطفال بالمعلومات التي حصلوا عليها، ثم البدء بالتحضير للمعلومات الجديدة، بحيث يكون لهم فرصة جيّدة بالمشاركة في الدروس أول أيام المدرسة، وهو ما يعزز ثقتهم بنفسهم أكثر.
ولا تنحصر مهمّة الأهل في تحضير أبنائهم لبداية المدرسة، وإنما يجب متابعة أبنائهم بشكل مستمر عبر تخصيص وقت دائم لهم والإجابة على استفساراتهم وبالتالي إشعارهم بأننا مهتمون بهم وبتحصيلهم العلمي.
وكانت منظمة "اليونيسف" قال في شهر حزيران الماضي إن إعادة افتتاح المدارس يجب أن تكون متسقة مع الاستجابة العامة لـ"كوفيد 19" في البلد المعني، لحماية الطلاب والموظفين والمعلمين وعائلاتهم.
ونصحت المنظمة الأممية الأهل بتقديم دعم إضافي للطفل في المنزل، من خلال إرساء روتين يستند إلى وقت المدرسة والدراسة في المنزل، كما نصحت بضرورة تواصل الأهل مع معلم الطفل أو مع المدرسة ليبقوا مطلعين على ما يجري، وإبلاغ الإدارة إذا كان الطفل يواجه تحديات محددة، مثل الحزب بسبب فقدان أحد أفراد الأسرة، أو القلق الزائد بسبب كورونا.
وذكرت المنظمة أن الطفل يتعامل مع التوتر الناجم عن جائحة "كورونا" على نحو مختلف من تعامل الشخص البالغ مع التوتر، إذ ينبغي على الأهل أن يهيئوا بيئة داعمة وراعية للطفل، والاستجابة إلى أسئلته وتعبيراته بإيجابية، وإظهار الدعم، وضرورة أن يعلم الطفل بأنه من الطبيعي الشعور بالإحباط والقلق مثل هذه الأوقات.
ونصحت الأهل بمساعدة الطفل على الالتزام بالروتين اليومي، وجعل من التعليم مرحاً خلال إدماجه في الأنشطة اليومية مثل وقت القراءة العائلية أو الألعاب، كما يمكن للأهالي الانضمام إلى مجموعة مجتمعية من أجل التواصل مع والدين آخرين ممن يمرون بذات التجربة، لمشاطرة النصائح والحصول على الدعم، وفق الموقع الإلكتروني لـ"اليونيسيف".