تقارير | 14 08 2020
مالك الحافظأعلنت وزارة الخارجية الروسية، يوم أمس الخميس، أن موسكو أوقفت الدوريات المشتركة قواتها العسكرية مع تركيا، على الطريق الدولي حلب-اللاذقية "M4" في محافظة إدلب، بسبب "استفزازات" أرجعت مسؤوليتها للمسلحين الجهاديين الذين يسيطرون على بعض المناطق المحيطة بالطريق.
وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، إن "المسلحين" زادوا من هجماتهم على مواقع قوات النظام السوري، و"يواصلون استفزازاتهم في الممر الأمني على طول الطريق السريع M4"، مشيرة إلى أن بلادها أوقفت الدوريات المشتركة مع تركيا نتيجة ذلك على الطريق الدولي.
وكان الجانبين أجريا دورية عسكرية مشتركة قبل يومين على طريق حلب – اللاذقية M4 بعد غياب دام أسبوعين متتاليين.
و ذكرت مصادر لـ "روزنة" في إدلب، إن تلك الدورية هي الـ 24 منذ شهر آذار الماضي، وانطلقت من بلدة الترنبة غربي سراقب إلى أريحا مروراً بجسر الشغور.
و سيّرت القوات التركية و الروسية سيرت في الـ 22 من تموز الفائت دورية مشتركة على الطريق الدولي "M4".
الدوريات الروسية-التركية المشتركة على طريق حلب-اللاذقية الدولي "M4" كانت أمّنت بشكل كبير المحافظة على سيادة الهدوء ضمن أجواء التفاهمات بين موسكو وأنقرة، وباتت خروقات النظام أمراً متداركاً فيما بين الشريكين على ما يبدو؛ بحسب وجهة النظر الروسية، التي كانت تشير في الفترة الماضية إلى ضرورة مواجهة "القوى الإرهابية" الخارجة عن طاعة/توجيهات تركيا.
وبدت التوقعات حول انهيار سريع للاتفاق الروسي-التركي المتعلق بإدلب "مراهنةً خاسرة" -حتى الآن-، في ظل تثبيت التفاهمات بين الجانبين والاتفاق على ترسيخ آليات التعاون الميداني بينهما المبنية على اتفاق موسكو في 5 آذار الجاري، وذلك في مؤشر يدل بشكل أو بآخر أن روسيا قد أحرزت مكاسباً "أولية" لها في الطرق الدولية على حساب نفوذ أوسع للجانب التركي قد يكون في شمال إدلب، أو حتى في المناطق الحدودية والغربية من شرق الفرات.
اقرأ أيضاً: لهذه الأسباب تزيد تركيا من تعزيزاتها العسكرية في إدلب
الكاتب والمحلل السياسي، سامر إلياس، كان قد رأى خلال حديث لـ "روزنة" أن الاتفاق الروسي-التركي الذي تم توقيعه في العاصمة الروسية في الخامس من آذار، وفي حال أراد كل من الجانبين تنفيذه فإنه يمكن احترامه لمدة زمنية معينة، إلا أنه وفي الوقت ذاته، أشار إلى أنه يفتح إمكانية استمرار عملية القضم التدريجي التي يقوم بها الروس والنظام لمنطقة خفض التصعيد الأخيرة بحجة وجود "هيئة تحرير الشام" في إدلب، وفق إلياس.
ورأى أنه وتحت هذه الذريعة يمكن للنظام أو الروس القول إن "تحرير الشام" خرقت هذا الاتفاق فيمكن استئناف القضم التدريجي لهذه المناطق، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق أنتج مكسباً أساسياً للنظام والروس فقط.
من جانبه كان الباحث في العلاقات الدولية، طارق وهبي، اعتبر خلال حديث لـ "روزنة" أن أنقرة تريد كسب الوقت لإعادة موضعة قواتها وقوات حلفائها، فوقف إطلاق النار المطلوب وفق رأي وهبي هو أولى الخطوات التركية، إما لإعادة تكوين تجمع عسكري سوري جديد يقوم بمهام قتالية أمامية على أن تدعم القوات التركية خلفية هذه القوات.
واعتقد وهبي أن الجانب التركي يبحث عن تأمين المناطق التي لم يصلها النظام السوري من أجل أن تكون مأوى للاجئين؛ وبذلك تصبح تركيا "شرطي إدلب" والمقرر الأول في مستقبل هذه المنطقة، وفق تعبيره.
وتوصل الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في مطلع آذار الماضي، إلى اتفاق في العاصمة الروسية موسكو، ينص على وقف إطلاق النار وكافة العمليات القتالية بدءاً من 6 آذار، وإنشاء ممرات آمنة بعمق 6 كيلو متر على شمال الطريق الدولي "M4" وجنوبه.
كما تضمن الاتفاق الإشارة إلى بدء تسيير دوريات روسية-تركية مشتركة، تنطلق من بلدة الترنبة (غربي سراقب)، وبدأ تسيير هذه الدوريات في (15 آذار).