تقارير | 12 08 2020
مالك الحافظفي الوقت الذي تزداد فيه حصيلة الإصابات اليومية بفيروس "كورونا المستجد" في مناطق سيطرة النظام السوري، ترتفع أصوات الأطباء مطالبين حكومة النظام الكشف عن الواقع الحقيقي لخطورة تفشي الفيروس على امتداد سوريا.
وزارة الصحة بدمشق وفي أحدث تصريحاتها حول تردي الواقع الصحي لدى كوادرها في العاصمة، أعلنت بعد ظهر اليوم عن استبدال المراكز التي تقوم بإجراء المسحات الخاصة بتحليل "PCR" لتشخيص فيروس "كورونا" بداعي السفر إلى الخارج، حيث أفادت بافتتاح منفذين مخبريين في كل من مدينة الجلاء الرياضية بمنطقة المزة، اعتبارا من يوم غد الخميس، وكذلك في مدينة تشرين الرياضية بمنطقة البرامكة اعتبارا من يوم الأحد المقبل. بدلا من المراكز التي أثارت غضب واستياء الناس مؤخراً بعد انتشار مقطع فيديو يبين الازدحام الشديد لمواطنين أمام أحد مراكز إجراء اختبارات "كورونا".
اقرأ أيضاً: كورونا يستفحل في عموم سوريا و الإصابات تتجاوز الألف
وأظهر الفيديو إحدى الموظفات تناشد المتجمعين غاضبة: "بينكم حالات إيجابية التزموا الدور"، ما يعني بأن ظهور أعراض الإصابة على الأصحاء مسألة وقت بسبب وجود حالات إصابة بين المجتمعين واكتظاظ المكان فيهم. وكان القرار الذي فرضته وزارة الصحة والمتعلق بتكلفة إجراء تحليل "كورونا" أثار غضب سوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ حددت الوزارة رسم الفحص الخاص بتشخيص فيروس كورونا بقيمة 100 دولار أميركي لكل شخص يرغب بالسفر خارج البلاد، وقد حددت الوزارة في الـ 22 من شهر تموز الفائت، 4 مراكز غير مؤهلة للتعامل مع الحالات؛ من أجل إجراء التحليل الخاص بالفيروس.
إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة، يوم الثلاثاء، عن تسجيل 72 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ما يرفع عدد الإصابات المسجلة في مناطق سيطرة النظام إلى 1327.
وأوردت الوزارة، في بيان، أن 21 حالة من الإصابات المسجلة بفيروس كورونا تماثلوا للشفاء، ليرتفع عدد المتعافين من مرض "كوفيد-19" (الذي يسببه فيروس كورونا) إلى 385.
كما أفاد بيان بوفاة مصاب واحد، لتبلغ حصيلة الوفيات الناجمة عن كورونا 53 حالة.
قد يهمك: كورونا مرض الأغنياء في سوريا... المعاينة والفحص بآلاف الليرات
في سياق ذي صلة، توجهت مجموعة من الأطباء المقيمين في مدينة دمشق إلى وزارة الصحة بنداء عنونته بـ "ارفعوا قبضة كورونا عن أطباء سوريا"، محذرين من نقص حاد تواجهه الكوادر في عدد الأطباء جراء "النزيف المستمر" الذي تعانيه الكوادر الطبية بسبب ارتفاع عدد الإصابات والوفيات الذي يلازم الأطباء.
كما حذروا من كارثة محتملة إذا لم يتم تدارك الأمر، مشددين في بيانهم الذي نقلته صفحة "أطباء سماعة حكيم" على وجوب اتخاذ إجراءات مشددة لحماية الكادر الطبي، "لا يعقل أن تغلق وزارة الصحة أبوابها طيلة فترة عطلة عيد الأضحى، ونحن بهذا الوضع الاستثنائي، بدلاً من أن تعلن حالة الاستنفار، خاصة مع ازدياد أعداد الإصابات خلال الأيام الأخيرة". وأضاف بأن "الخطوة الأولى التي نحتاجها اليوم تتمثّل بإقامة مشفى ميداني لتقييم الحالات التي تصل، ومعالجة الحالات التي تحتاج لعلاج، وتحويل الحالات التي تحتاج إلى عناية، مع وجود خط ساخن بين المشفى الميداني وكل العنايات المتواجدة في المشافي الخاصة والعامة، وتقديم إحصائية تتعلق بعدد الأسرة والمنافس، وإنشاء خلية تعمل على مدار الساعة، وبناء عليه يمكن تقييم الوضع حسب حالة كل مريض لمعرفة من بحاجة إلى دواء، أو من يحتاج إلى منفسة".