تقارير | 16 07 2020
إيمان حمراوياشتكى طلاب في جامعة حلب من آلية تنفيذ الإجراءات الوقائية في إطار مكافحة فيروس كورونا المستجد، متهّمين المسؤولين في الجامعة بالتقصير والتراخي، مثل إدخال قسم من الموظفين دون أي تعقيم أو قياس درجات الحرارة، وبدون ارتداء الكمامات.
كما اشتكى بعض الطلاب من سرقة المعقمات في الجامعة، وقال آخرون إنّ التعقيم على البوابات متاح صباحاً فقط، فيما يكون غير متاح بعد الظهيرة، وهو ما قد يساهم في تفشي الفيروس في حال التراخي بالإجراءات الوقائية.
وأكدت هالة، طالبة في كلية الاقتصاد بجامعة حلب لـ"روزنة" أن "كلية الاقتصاد لا يوجد فيها فحص ولا يوجد التزام بالكمامة أو مراقبة على ذلك، على الرغم من حديث رئيس الجامعة".
وأوضحت أن "عدداً من رفاقها لاحظوا حتى إهمال جهاز التعقيم على البوابات حيث يتم تشغيل الجهاز صباحاً وبعد الظهر يتم فصله، فيما لا يتم تعقيم المدرجات أي المقاعد، فالطالب المهتم بصحته ينظفه ويعقمه قبل الجلوس، رغم أن القاعات بحاجة إلى تعقيم بشكل يومي ومتكرر، وهذا الأمر غير متوفر".
اقرأ أيضاً: غسان مسعود: المواطن لا يستطيع أكل اللحمة و الفواكه أصبحت حلم
وقال رئيس جامعة حلب، ماهر كرمان، لإذاعة "شام إف إم" المحلية، أمس الأربعاء، إنّ التعقيم مستمر في جامعة حلب، إذ لا يدخل أي طالب للجامعة دون أن يعقم وتقاس درجة حرارته ويضع كمامة، وجميع موظفي الجامعة مستنفرون لتأمين الظروف المناسبة للطلاب، وهو ما نفاه عدد من الطلاب على وسائل التواصل الاجتماعي معتبرين أنّ تلك التصريحات غير صحيحة، والتعقيم غير متوفر في جميع الأوقات، فيما توجد استثناءات لبعض الموظفين للدخول دون اتخاذ أي إجراءات وقاية.
وأشار كرمان، إلى أنّ هناك استهتاراً لدى بعض الطلاب الذين قد ينزعون الكمامات بعد الدخول للكلية، إذ لا يمكنهم معاقبة كل من يفعل ذلك لأن صحة الطالب من مسؤوليته، لافتاً إلى أن كل كلية لديها بروتوكول للتعامل مع حالات كورونا، تشترك في تنفيذه جميع الإدارات.
فيما عبد الله، طالب في كلية الحقوق قال لـ"روزنة": "حتى في كليتنا لا يوجد فحص درجة حرارة. كل شيء كذب، الطلّاب غالبيتهم لا يضعون كمامة ولا يلتزمون بالتباعد الاجتماعي، ولا يوجد رقابة، وكأن كل شيء متروك للطلاب، حتى لو أصيب الجميع بكورونا".
ويقول إبراهيم، صديق عبد الله، لـ"روزنة": "ما يتم الإعلان عنه شيء وما يكون على أرض الواقع شيء آخر تماماً، لا يوجد التزام وإدارة الجامعة تعرف ذلك، لكنها تصرّح بعكس ذلك، ماذا يعني هذا؟".
الامتحانات في كلية الآداب - جامعة حلب
الإجراءات الاحترازية، كانت شكلية أيضاً في المراكز الامتحانية التي أقيمت في الـ 21 من حزيران الفائت، حيث يقول أبو زاهر، أحد المعلمين في حلب لـ"روزنة": "إنه خلال امتحانات الثانوية كان تعقيم المراكز الامتحانية شكلياً وغير كاف للحفاظ على سلامتهم من خطر انتقال العدوى، ما يعني أن الإصابات ستكون مرتفعة".
وتابع: "أنه لوحظ تدافع الطلاب أثناء والخروج، دون تنظيم من الجهات المسؤولة، مما أدى لازدحام يعرض الجميع الخطر الإصابة بكورونا".
قد يهمك: الخطف في سوريا... سلاح جديد يهدّد السوريين بعد انهيار الاقتصاد
وكان وزير التربية عماد العزب قال في منتصف حزيران الماضي إن الامتحانات تجري بالاتفاق مع وزارة الصحة والصحة المدرسية، موضحاً أنّ القاعات الامتحانية تعقم قبل كل اختبار وعقب انتهائه، مع تأمين المعقمات واستخدامها ضمن القاعات لحماية الطلاب، مشيراً إلى أن إلغاء ارتداء الكمامات للطلاب في الامتحانات جاء بناء على مشاورات بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة لدى حكومة النظام.
وبلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا في سوريا حتى أمس الأربعاء، وفق وزارة الصحة لدى حكومة النظام السوري 458 إصابة، بينها 22 حالة وفاة، و140 حالة شفاء.
وتتصدر العاصمة دمشق عدد الإصابات حيث تبلغ 149 حالة، فيما يبلغ عدد الإصابات في ريف دمشق 73، تليها القنيطرة 29، ومن ثم حلب 22 إصابة.
وأعلنت حكومة النظام، عن أول إصابة بالفيروس في الـ 22 من شهر آذار الماضي لشخص قادم من خارج البلاد، فيما تم تسجيل أول حالة وفاة بالمرض في الـ 29 من الشهر ذاته.
وقال مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط، ريتشارد برينان، في وقت سابق إن عدد المصابين بفيروس "كورونا" في سوريا منخفض، لكن هناك خطر حدوث انفجار في أعداد الإصابات في المستقبل القريب.
وأشار برينان في تصريح صحفي، إلى أنه و"في بلدان أخرى في المنطقة، زاد عدد الحالات في البداية ببطء، ثم ارتفع بشكل حاد. رأينا هذا في العراق وتركيا ومصر، ونتوقع تماماً أنه ستكون لدينا مشكلة مماثلة في سوريا".
وأضاف أنه لا يزال من الممكن في سوريا منع حدوث زيادة حادة في عدد الإصابات بالفيروس، من خلال مساعدة السلطات السورية على إجراء الاختبارات وتتبع اتصالات المصابين بالفيروس مع الآخرين.