معركة مقبلة في الشمال السوري… شرقه أم غربه؟

معركة مقبلة في الشمال السوري… شرقه أم غربه؟

تقارير | 8 07 2020

مالك الحافظ

رجحّت مصادر لـ "روزنة" أن تكون طائرات فرنسية قد تكون وراء القصف الذي طال يوم أمس مواقع تابعة لـ "الجيش الوطني" المعارض المدعوم من أنقرة، في منطقة "نبع السلام". حيث طال القصف عدة مناطق في شمال الرقة والحسكة، وذلك في إشارة تحمل رسائل سياسية صوب تركيا المتمركزة في المنطقة منذ تشرين الأول الماضي. 


وقالت المصادر إن أجواء منطقة شرق الفرات بالكامل محظورة على الروس والنظام، معتبرة أن الفرنسيين أو المشاركين المحتملين (الإمارات أو مصر) في توجيه الضربة ممن يعمل ضمن إطار التحالف الدولي أرادوا توجيه رسالة سياسية صوب تركيا التي تقول تقارير أن الأخيرة اتفقت مع روسيا على التقدم صوب منطقة عين عيسى مقابل تقدم روسي مرتقب في محيط الطريق الدولي M4 بريف إدلب الجنوبي الغربي، حيث رأت المصادر أن قصف يوم الاثنين يأتي رداً على الوجود التركي في ليبيا، وهو رسالة مشتركة بأهداف موحدة لدى أي من الأطراف الثلاثة المحتملة.

وكان القصف استهدف في غارتين، كل من أطراف بلدة حمام التركمان بريف تل أبيض شمال الرقة، فيما استهدفت الثانية بلدة أبو شاخات بريف رأس العين.

وتتزامن الغارات الجوية على منطقة "نبع السلام" مع الحشود والتعزيزات من قبل فصائل "الجيش الوطني" بدعم تركي لشن عمل عسكرية في المنطقة، في وقت يرسل النظام السوري من جانبه المزيد من قواته صوب الحسكة، حيث وصلت تعزيزات لقوات النظام، إلى منطقة تل تمر بريف الحسكة، للتمركز على الجبهات المواجهة لفصائل "الجيش الوطني" المعارض في المنطقة. 

وتضمنت التعزيزات أسلحة ثقيلة وراجمات صواريخ ومدفعية مع 400 جندي، وصلت إلى ريف تل تمر، ومن ثم تم توزيعها على النقاط العسكرية في ريف بلدة أبو راسين الواقعة في ريف الحسكة الشمالي.


قد يهمك: إنهاء "حراس الدين" بالضربة القاضية… ما هي الاحتمالات؟


وعلى الجانب الآخر تستمر قوات النظام السوري بمحاولاتها اختراق مناطق في جنوب إدلب والتقدم فيها، وسط دفع تركيا بتعزيزات جديدة هناك. 

هذا وقد قُتِل وأصيب عدد من قوات النظام جراء استهدافهم بقصف صاروخي من جانب فصائل المعارضة، بالإضافة لوقوع مجموعة من قواته في حقل ألغام في ريفي إدلب وحماة. وذلك بعدما قصفت قوات النظام قرى وبلدات في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن وقوع جرحى بين المدنيين.

وتعرضت بلدات كنصفرة، وسفوهن، الموزرة، وكفرعويد، وقرية الفطيرة، لقصف من راجمات الصواريخ والمدافع، بالتزامن مع تحليق لطائرات الاستطلاع في المنطقة.

فيما دخلت تعزيزات عسكرية تركية تحوي سيارات محملة بالعناصر ومعدات لوجستية إلى  لنقطة تل "الشيخ تمام" في بلدة بليون في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، والذي يعتبر ثاني أعلى نقطة في جبل الزاوية، و ضمت التعزيرات؛ شاحنات عسكرية وعربات مدرعة ومصفحات ومدافع دخلت من معبر كفرلوسين يوم أمس.

ويتمثل التساؤل الأبرز حول التطورات الميدانية في الشمال السوري، فيما إذا كانت عوامل التسخين في الشمال السوري ستشعل معركة هناك سواء في شرقه أم غربه. 

خطوة استفزازية في إدلب

المحلل السياسي و العسكري، خالد بكار، قال خلال حديث لـ "روزنة" أن الإجراءات التصعيدية التي تقوم بها قوات النظام ما هي إلا خطوة استفزازية للجانب الروسي الذي يعمل من أجل المحافظة على الاتفاق الاخير ما بينه و بين الجانب التركي حول إدلب  (آذار 2020). وأكمل بالقول "وعليه تعمل تركيا مع الفصائل في تلك المناطق لاحتواء هيئة تحرير الشام التي تُعد حجر عثرة بالاتفاق المذكور آنفاً". 

وتابع "حيث تسعى تلك الفصائل لتشكيل مجلس عسكري لها بمباركة تركية و موافقة جميع الأطراف في تلك المنطقة، بحيث يشرف المجلس على كامل الأعمال العسكرية ومراكز التدريب العسكري، وبهذا تكون تركيا قد أوفت بالتزامها تجاه الروس بالنقطة المختلف عليها و هي هيئة تحرير الشام، و عليه فإن الروس بالمقابل سيمنعون أي تصعيد عسكري لقوات النظام مدعوما بالقوات والمليشيات الإيرانية، و سيعمل الجانب الروسي على إفشال كامل المشروع الإيراني في سوريا ضمن مراحل، بالتنسيق مع الإسرائيليين و بمباركة أميركية أيضاً". 


قد يهمك: روسيا تدعو لتشكيل حلف عربي يدعم دمشق!


بينما رأى المحلل السياسي قحطان الشرقي خلال حديثه لـ "روزنة" بأن ملف المفاوضات في إدلب غير بعيد في شرق الفرات، رغم أن موضوع إدلب معقد بسبب وجود اختلاف في المصالح بين أنقرة وموسكو، 

وأضاف بأن "الجميع يعلم خلال تدخل روسيا و دعمها للنظام السوري لم تكن تؤمن بالحل السياسي، كانت دائما تؤمن بالحل العسكري لكنها تماطل عبر الاتفاقات… لا نستبعد أن يكون هناك عمل عسكري مشترك من قبل النظام وبدعم روسي، لذلك تركيا تدرك تماما هذا الأمر وتأخذ بالحسبان أنه ربما تصل المفاوضات إلى طريق مسدود عندما لا يبقى هناك سوى الخيار العسكري... منذ بداية العام كنا نتحدث عن 18 نقطة مراقبة تركية في إدلب، أما الآن نتحدث عن 65 نقطة في هذه المناطق يتم تعزيزها بكافة أنواع الأسلحة، وذلك تحسباً لمعركة مع قوات النظام". 

وزاد في السياق ذاته أنه "في حال حصل اتفاق هنا يمكن أن يحصل خلاف هناك والعكس صحيح، وقد يحصل خلافات في كلا الملفين، حتى اللحظة لا يوجد هناك أي تحرك باتجاه مناطق الحسكة وهي ستكون بمرحلة قادمة على طريقة الخطوة خطوة تقوم بها تركيا على طول الحدود السورية التركية". 

ماذا عن الحسكة؟ 

وفي سياق آخر استبعد بكار بأن تكون الطائرات التي استهدفت مواقع "الجيش الوطني" في "نبع السلام"، تابعة للقوات الفرنسية أو الإماراتية، مرجحا أن تكون الطائرات تابعة للنظام السوري؛ وذلك في خطوة تصعيدية منه في تلك المنطقة. 

وأردف "قد تكون حسب ما يشاع بدعم من الإمارات العربية المتحدة (دعم مالي)، و لكن بحسب المرحلة الحالية لن تكون هناك أي تحركات عسكرية استفزازية أكثر من النظام السوري و داعميه في تلك المنطقة؛ ربطاً مع الوجود الأميركي الكثيف من جهة، و التمدد الروسي البطيء بالتنسيق مع الأمريكان، و عليه ستقوم روسيا بلجم أي محاولة للنظام بالتصعيد في أي منطقة وصل الروس فيها لتوافق دولي مع الدول اللاعبة في الملف السوري". 

وزاد بالقول "عليه تبقى كل محاولات النظام المدعوم بشكل رئيسي من إيران و الذي بات النظام السوري يرتمي بأحضانها شيئاً فشيئاً، و يرتهن لها بشكل كامل بعد أن تبين له بأن الجانب الروسي يسعى لدعم نفوذه و بقاؤه في سوريا؛ و المحافظة على حصته واتفاقاته بغض النظر عن وجود بشار الأسد أو عدم وجوده".


قد يهمك: فيلق خامس روسيّ في شرق الفرات


من جانبه اعتبر المحلل السياسي، قحطان الشرقي، أن استهداف منطقة "نبع السلام" في هذا التوقيت هو رسالة عسكرية/سياسية مباشرة لتركيا للقول لها بأن هذه المنطقة حتى ولو كانت تحت إشرافها وسيطرتها، إلا أنها ليست آمنة.

وأضاف بالقول "لا يمكن الجزم بالتحديد حول الطرف الدولي الذي يقف وراء توجيه هذه الرسالة، لكن بطبيعة الحال هناك حلف تبلور في الآونة الأخيرة روسي إماراتي بالإضافة إلى تعاون مع الدول منها فرنسا بالتحديد ونفي هذا الحلف في ليبيا هو الآن في سوريا، لذلك ربما زودت هذه الأطراف أحد الأطراف المحلية بطائرات مسيرة/طائرات من دون طيار".

وبالتزامن مع هذا التطور أشار عبدالجبار إلى مفاوضات تجري لتسليم مدينة منبج وعين العرب إلى النفوذ التركي بالإضافة أيضا إلى تسليم مدينة عين عيسى، وأردف بأن "الأمور تشير ذلك بعد وصول تعزيزات لقوات النظام إلى المنطقة، هذا سيناريو يتكرر في مناطق تخرج عن سيطرة القوات الكردية يأتي النظام للتواجد في هذه المناطق لفترة قصيرة ثم ينسحب منها". 

فيما استبعد بكار حدوث أي تصعيد بين عناصر "الجيش الوطني" و "القوات الكردية" في المنطقة هناك، خلال المرحلة الحالية، على اعتبار أن كلا الجانبين و عبر الأطراف الداعمة لهم يحاولون الوصول لتسوية تضمن حقوق جميع الأطراف، و المحافظة على الهدوء من أجل إعادة ترتيب تلك المنطقة؛ بحسب المشروع السوري المتوافق عليه دوليا، "و هي بشكل أكثر وضوحا؛ مشروع سوريا المفيدة، الغائب الحاضر".

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض