إنهاء "حراس الدين" بالضربة القاضية… ما هي الاحتمالات؟

إنهاء

تقارير | 5 07 2020

 

مالك الحافظ| يبدو أن الخناق على تنظيم "حراس الدين" الإرهابي بات يضيق أكثر على عناصره وقياداته، وذلك في ظل استمرار سياسة استهداف المنتمين إليه بمختلف مستوياتهم.


مصادر أكدت لـ "روزنة" النبأ الذي تداولته صفحات تتبع لعناصر جهادية على مواقع التواصل الاجتماعي، يشير في مضمونه إلى مقتل القيادي العسكري البارز في "الحراس" عزام الديري، إثر إطلاق نار على سيارته يوم أمس الخميس على الطريق الواصل بين بنّش و مدينة إدلب من قبل مسلحين  يُعتقد صلتهم "بهيئة تحرير الشام". 

المصادر رأت بأن اغتيال "الديري" هو حلقة جديدة ضمن سلسلة التصفية التي تم انتهاجها مؤخراً ضد "حراس الدين"، مشيرة إلى أن تغييب القيادات الخارجة عن طاعة متزعم "تحرير الشام" أبو محمد الجولاني هو أمر بات واضحاً لدى "الجهاديين"، فيما يتم في سياق آخر على استنزاف عناصر "الحراس" عبر جبهات القتال التي تشتعل بين الحين والآخر سواء بين القوى الجهادية المتطرفة ذاتها أو ضد قوات النظام السوري، بينما يُتوقع أن يتم استمالة عناصر/قيادات تميل أكثر للسلم في المنطقة، وترى تلك الأفراد أن الجولاني اتخذ الخيار الأنسب، ما سيُهيئ الأجواء لاحقاً لتنفيذ "ضربة قاضية" ضد تنظيم "حراس الدين". 

وكانت الولايات المتحدة استهدفت خلال الفترة الماضية قيادات "حراس الدين"، كان آخرهم نائب زعيمها، خالد العاروري (أبو القسام الأردني)، والذي قُتل متأثرا بجراحه، بعد أيام من استهدافه بغارة جوية لـ "التحالف الدولي" في إدلب، بحسب بيان نشره التنظيم، عبر معرفاته في وسائل التواصل الاجتماعي، نهاية الأسبوع الفائت، كذلك قُتِل قيادي آخر في التنظيم يدعى بلال الصنعاني زعيم "جيش البادية"، باستهداف الطيران المُسيّر في إدلب.

الكاتب والباحث السياسي، خليل المقداد، اعتبر خلال حديث سابق لـ "روزنة"، أن "التحالف الدولي" يقوم باستهداف "حراس الدين" لأنهم "يُشكلون مصدر خطر حقيقي وغير معنيين بالتسويات والتفاهمات التي جرى التوقيع عليها، ما يعني التخلص من كل من قد يشكل خطراً على الاتفاقات والتفاهمات الدولية والإقليمية… الولايات المتحدة أيضا معنية بتسوية، لكن من هي الجهة التي استهدفت تلك القيادات… روسيا تستطيع استهدافهم و هذه مناطق ضمن التحرك الروسي؛ و هناك الولايات المتحدة ولدينا أيضاً تركيا… أنا لا أستبعد أي جهة من هذه الجهات بل أذهب أبعد من ذلك و أقول أن هناك تنسيق بين هذه الدول، والاحداثيات يتم إعطاءها ربما من قبل عناصر على الأرض وهم على الأرجح من تحرير الشام التي يهمها التخلص من قيادات (حراس الدين)".

قد يهمك: تحذيرات من التصعيد بإدلب… هل ينهار وقف إطلاق النار؟ 

وأضاف بالقول أن "التنظيم لو أتيحت له الفرصة لكان هو المنافس لهيئة تحرير الشام، وكان هو البديل لها". 

مصادر "روزنة" كانت أشارت أيضاً إلى حدوث توترات بين الجانبين سبقت الاقتتال، على خلفية استهداف نائب القائد العام للتنظيم الإرهابي "حراس الدين" (خالد العاروري)، حيث يُرجع قياديين في "الحراس" بمسؤولية هذا الاستهداف أيضاً لعناصر من "تحرير الشام" الذين كانوا وراء تحديد مكان العاروري.    

تفكيك محفوف بالمخاطر؟

"حراس الدين" الذي كان يتزعم غرفة عمليات "فاثبتوا" يحاول من خلالها إلى جانب باقي الجماعات الجهادية هناك، الظهور كمنافس "لهيئة تحرير الشام" التي تتخالف معها في مسائل عديدة "لا تنتهي". 

ومهما كانت الظروف التي تشكّلت فيها هذه الغرفة (الشهر الفائت) فإنها ستكون بمثابة المحطة الأخيرة للجهاديين فيما يتعلق بمسألة تواجدهم بالمنطقة، وقد تُعجّل هذه الخطوة الجهود التركية في إنهاء نفوذ الجهاديين في محيط الطريق الدولي "M4"، بخاصة وأن هذا الأمر كان مسعى روسي دائم. 

ويبرز في هذا المقام التساؤل حول تأثير استمرار وجود هذه التنظيمات الجهادية؛ على المناطق التي تسيطر عليها ويقطنها مئات آلاف المدنيين، وكيفية التعامل مع هذه التنظيمات خلال الفترة المقبلة في ظل إصرار روسي على استمرار الحملة في ظل وجودهم؛ مقابل رغبة تركية بعقد اتفاقات نهائية حول إدلب تسحب فتيل الصدام المباشر بينهما. 

عدا عن أن العقبة الكبرى في ملف القيادات المُهاجرة للتنظيمات الجهادية في سوريا؛ تكمن في الآلية التي يمكن أن ينبني عليها حل معضلة الجماعات المهاجرة وتجنيب المدنيين السوريين أية تبعات سلبية من عمليات تفكيك تلك الجماعات. 

قد يهمك: تعهدات تركيّة بمنع التصعيد في إدلب… هل تستجيب روسيا؟

الباحث في مركز جسور للدراسات، عرابي عرابي، أوضح في حديث سابق لـ "روزنة" السيناريوهات المتوقعة للمنطقة في ظل تواجد التنظيمات الجهادية، معتبراً أن المآلات المقبلة على المنطقة محكومة بالخيارات العسكرية والسياسيّة لكل من الروس والأتراك. 

و لفت إلى أنه وفي حال حدوث اتفاق سياسي كامل على امتداد المنطقة بين الضامنين الروسي والتركي، فإن حلّ هذه التنظيمات سيكون على عاتق الأتراك مرة أخرى، وهنا ستجد هذه التنظيمات الجهاديّة بعمومها قد باتت أمام خيارين، إما المقاومة أو التفكيك، وسينبني على هذين الخيارين تبعات كثيرة. 

عرابي اعتبر أن "خيار المقاومة سيزيد من كلفة تفكيكها سواء على المدنيين الذين يعانون من التهجير والنزوح المستمر بطبيعة الحال، أو على هذه الفصائل التي ستخسر عناصرها في معارك أمام الجيش الوطني أو الجيش التركي أو قوات النظام وحلفائه".

و أما في خيار التفكيك فإن عناصر التنظميات الجهاديّة المحليّة قد تتقبّله بحسب العرض الذي سُيقدّم لهم من الجيش التركي أو الوطني، وأكمل حديثه حول معضلات التفكيك للتنظيمات الجهادية، مشيراً إلى أهم المعضلات تظهر في الفصائل والشخصيات المهاجرة، حيث أن "هذه الشخصيات المهاجرة بات لها صلات قرابة وزواج مع كثير من السوريين، كما أنّ أغلب عناصرها سيخضعون للمحاكمة في حال أعيدوا لبلادهم، مما يجعلهم أمام خيار المقاومة أو الاستسلام"، ولا يعتقد عرابي أنهم سيختارون الاستسلام. 

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض