المهندس الزراعي أحمد حمود يقول لـ"روزنة" إن سبب أكسدة الخلايا في البطاطا هو توحد الأوكسجين مع المواد العضوية الموجودة فيها، إذ أن زيادة استهلاك المواد المتأكسدة التي تحتوي على المادة السمية "السولانين" ضار جداً ومن شأنه أن يؤدي إلى التسمم.
 
فعندما تتعرض درنات البطاطا للضوء فإن مادة الكلوروفيل تتشكل وتعطي اللون الأخضر لهذه الدرنات وهي مادة غير ضارة، إضافة إلى تشكل مادة أخرى هي مادة "السولانين"، وهي عبارة عن مادة كيميائية سامة.
 
ويشير حمود إلى أنّ البصل أيضاً قد يتعرّض للتأكسد بسبب التخزين الطويل، فنرى اللون الأخضر على الطبقة الخارجية للبصل، وهو ما يعني تأكسد تلك الطبقة، وهنا يجب إزالتها على الفور.
 
وبيّن أنّ سمية السولانين تظهر على شكل اعتلالات هضمية وعصبية، تتضمن الأعراض التالية: (الغثيان، الإسهال، الإقياء، تشنج المعدة، حرقة الحنجرة، الصداع، الدوخة، الهلوسة، فقدان الإحساس، الشلل، الحمى، اليرقان، توسع البؤبؤ، وانخفاض الحرارة)، لافتاً إلى أنّ جميع الأعراض السابقة مسجلة في الحالات الحادة من المرض عند استهلاك كميات كبيرة من السولانين، كما قد يؤدي تناول كميات كبيرة من السولانين إلى الموت.

وتحدث الأعراض عادة من 8 إلى 12 ساعة بعد الالتهام، لكن يمكنها أن تحدث بسرعة تصل إلى 30 دقيقة بعد تناول أطعمة تحتوي على تراكيز عالية من السولانين.
 

 
وأردف "تتخلص البطاطا من 30 - 80 في المئة من السولانين عند تقشيرها. ويعمل القلي على درجات حرارة عالية فوق 170 درجة مئوية على تعطيل هذه المادة وإبطال سميتها، أما الغلي غير فعال في إبطال سمية السولانين، والمايكروويف فهو فعال نوعاً ما. إلا أن اختيار حبات البطاطا التي لا يظهر على قشرتها أي لون أخضر يبقى أهم وأول خطوة للوقاية من هذا السم.
 
وأضاف، أن إحدى الدراسات أوضحت أن الجرعات من  2 إلى 5 ملغرام/ كيلو غرام من وزن الجسم  يمكن أن تسبب أعراضاً سمية، أما الجرعات بين 3 إلى 6 ملغرام/ كيلو غرام من وزن الجسم الحي  يمكن أن تكون قاتلة.
 
ولتجنب التسمم بالسولانين، ينصح حمود بتجنب شراء واستهلاك حبات البطاطا التي تظهر على قشرتها اللون الأخضر مهما كانت درجة هذا اللون بسيطة،  وتخزينها في مكان جاف ومظلم.

اقرأ أيضاً: كيف تساعد جسمك على امتصاص المعادن الضرورية له؟
 
مادة السولانين هي مادة قاتلة للفطريات والحشرات التي يمكن أن تهاجم النباتات أثناء زراعتها، لذلك ينصح بتفادي تناول البطاطا ذات اللون الأخضر أو التي فيها براعم.
 
وتعتبر البطاطا نبات من الفصيلة الباذنجانية، وهي من أكثر محاصيل الخضروات انتشاراً في العالم، ومن أشهر الأطعمة، وهي مصنفة في المركز الرابع من حيث الأهمية بعد القمح والأرز والذرة. وتحتاج البطاطا إلى رعاية خاصة عند تخزينها، إذ أنها تخزن في مستودعات باردة لتجنب فسادها.
 
ويرجع أصل البطاطا إلى منطقة أرخبيل شيلوي في المحيط الهادئ، وكانت تلك هي مركز زراعتها في أعقاب غزو الإسبان لإمبراطورية الإنكا، حيث قام الإسبان بتصدير البطاطس إلى أوروبا في النصف الثاني من القرن الـ 16 الميلادي، وقد نقل البحارة البطاطا إلى جميع أنحاء العالم.