طهران تعود للملف السوري من بوابة الخلافات التركية-الروسية… هل تنجح؟

طهران تعود للملف السوري من بوابة الخلافات التركية-الروسية… هل تنجح؟

تقارير | 17 06 2020

مالك الحافظ - روزنة|| في قمة ثلاثية هي السابعة بين رؤساء الدول الضامنة لمسار "أستانا" حول سوريا، يستضيف خلال الأيام المقبلة الرئيس الإيراني حسن روحاني كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين و التركي رجب طيب أردوغان، في قمة جديدة رئاسية لدول مسار "أستانا". 

لا يمكن اعتبار الدعوة لقمة رئاسية جديدة من أجل "أستانا" بالأمر الغريب، إلا أن الظروف المحيطة بالدعوة وتوقيتها هو الذي يثير التنبؤات حول مساعي إيرانية باتت واضحة للعودة إلى الملف السوري -سياسياً- وذلك بعد استبعاد "مهين" لها منذ أكثر من 3 شهور تجلى في غيابها عن اتفاق موسكو (6 آذار 2020) حول إدلب، الموقّع بين روسيا و تركيا.

ساهمت أزمة جائحة "كورونا المستجد" في إيران بزيادة إلهاء طهران عن ملفات عديدة، وذلك بالتزامن مع زيادة الضغوط السياسية والاقتصادية الممارسة ضدها، لتأتي الرغبة الروسية بإبعاد النفوذ الإيراني من سوريا -تدريجياً- بشكل جدّي؛ تتويجاً للأزمات المستجدة التي تلاحق السياسة الخارجية لمشروع النظام الإيراني بالتمدد في الإقليم. 

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سيد عباس موسوي، كان أشار يوم أمس الاثنين، إلى أن قمة ثلاثية بين إيران وروسيا وتركيا ستعقد قريباً.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن المتحدث القول إن قمة "لقادة الدول الضامنة لمفاوضات أستانا ستقام عبر تقنية الفيديو كونفرنس". تصريحات موسوي تأتي بعد زيارة قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى مدينة اسطنبول التركية؛ التقى خلالها مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، وقد شهدت تلك الزيارة غياب الجانب الروسي عنها، حيث تتوتر العلاقات بين روسيا وتركيا حول الملف الليبي، ما يؤثر ذلك على بعض التفاهمات في الملفات الأخرى المشتركة بين الجانبين؛ منها الملف السوري، ما يعني بحال من الأحوال استغلال طهران لهذا التوتر من أجل عودتها إلى الملف السوري. 

ما حظوظ إيران في تعزيز تواجدها بالملف السوري؟

الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، علي عاطف، يقول في حديثه لـ "روزنة" أنه و خلال الأشهر القليلة الماضية، شهد النفوذ الإيراني في سوريا تراجعاً ملحوظاً، مقابل تنامى الدور الروسي أكثر، في وقت كانت ترغب فيه طهران بتحقيق دورٍ أكبر من أجل توسيع نفوذها في سوريا، إلا أن ذلك لم يحدث؛ وفق تعبيره.

ويتابع "منذ ذلك الحين، برز هنالك خلاف إيراني روسي في سوريا، و اتضح هذا الخلاف أكثر مؤخراً من خلال محاولة إيران عقد لقاءات مع تركيا والوقوف في صفها نكاية في روسيا، أو يمكننا أن نقول إن طهران ترغب من ذلك في الضغط على روسيا للعودة لسوريا واستعادة نفوذها هناك".

اقرأ أيضاً: إيران تثير الشغب مجدداً في سوريا... هل تصمت واشنطن؟

ويعتبر عاطف أن اللقاء التركي-الإيراني في اسطنبول خير دليل على السياسة الإيرانية من أجل العودة إلى الملف السوري، ويردف بالقول "كما أنه كان تعبيراً أيضاً عن رفض روسيا لدعم تركيا في ليبيا من جانب آخر".

ويرى الخبير في الشؤون الإيرانية أن ما تقوم به إيران من خلال محاولة تطوير علاقاتها مع تركيا أو دعمها في بعض الملفات؛ هو دليل على انحسار الدور الإيراني مؤخراً في سوريا، ورغبة من طهران في الضغط على روسيا من أجل العودة للمشهد السوري. 

ويختم حديثه مستبعداً "أن يعود النفوذ الإيراني كما كان عليه في سوريا؛ حيث إن موسكو ترغب في استقرار الأوضاع داخل سوريا بعد حوالي 9 سنوات من اضطراب الأوضاع الأمنية، كما أن الدور الإيراني في سوريا من الصعب أن يكون ذا اتجاه تعميري أو أن يميل للاستقرار، لذا لا اعتقد أن النفوذ الإيراني في سوريا سيعود كما كان".

ملفات مشتركة

ورغم أن القمة الرئاسية المرتقبة سيتصدرها الملف السوري قائمة مباحثاتها، إلا أن هناك ملفات أخرى تفرض نفسها على القمة، بخاصة أنها تتزامن مع تصعيد أميركي جديد ضد إيران، فضلاً عن التطورات المهمة على صعيد الملف الليبي.

و إلى جانب الملف السوري، تبدو هناك مسائل أخرى تهم إيران وتشغل بالها خلال الفترة الحالية، يتمثل أهمها، الجهود التي تبذلها واشنطن من أجل مد حظر بيع السلاح لإيران، والمقرر أن ينتهي في شهر تشرين الأول من العام الجاري، إذ ترى واشنطن أن إيران لم تخطو أية خطوات إيجابية تدفع للعمل على رفع قرار الحظر بل إن أنشطتها في دول المنطقة وتجاربها الصاروخية وأنشطتها النووية يثير حالة من عدم الاستقرار. 

كذلك لا يقل أهمية الملف المشار إليه بالنسبة لروسيا، حيث يعني تمديد قرار الحظر حرمان روسيا من مكاسب اقتصادية؛ كونها الدولة الأولى التي تبيع الأسلحة غير التقليدية لإيران.

وفي سياق متصل، يبدو أن كل من روسيا وتركيا قد تحاولان التوصل إلى صيغة خاصة وتوافقية بينهما تجمع بين الملفين الليبي والسوري، وهما الملفان اللذان وعلى الرغم من تباين نسبة الحضور الإيراني فيهما حيث الوضوح والقوة في الملف السوري والوجود غير المباشر في الملف الليبي، إلا أنه لا يمكن تجاهل إيران فيما يخص أية تفاهمات بشأنهما.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض