تقارير | 25 05 2020
أحمد خضور - روزنة|| يبدو أن أزمة مخلوف-الأسد باتت في مراحلها الأخيرة بعد قرارات منع السفر والحجز الاحتياطي الموضوع على أموال رامي مخلوف وعائلته، فضلاً عن رفع يد الأخير -إجباراً- عن "جمعية البستان الخيرية" وهو الذي أسسها منذ أكثر من 20 عاماً.
ولا تزال هذه الأزمة تشغل السوريين وتحتل المرتبة الأولى في أحاديثهم -وإن كان وراء الأبواب المغلقة- "فللجدران آذان تسمع"، هذه المقولة كانت القاسم المشترك بين شهادات ممن استطلعت "روزنة" آرائهم خلال هذا التقرير.
محمد.ت (أحد موالي رامي مخلوف وممن عملوا في خدمته لفترة طويلة)، يتحدث لـ "روزنة" عن الخلاف الكبير بين مخلوف و ابن عمته بشار الأسد، والذي تحركه بشكل أساسي زوجة الأخير أسماء الأخرس. يستغرب محمد هذه الأزمة، بخاصة أن مخلوف هو واجهة النظام لوقت طويل، مشيراً إلى أنه وفي حال لم يتم معالجة هذه الأزمة بشكل ينهي الخلاف، فإن الوضع لن يبشر بخير، وفق وصفه.
ويضيف متابعاً "مخلوف والأسد ينتميان لعشيرتين مختلفتين من عشائر العلويين؛ وأساساً آل مخلوف لا يهابون آل الأسد، والانشقاق قديم ولكنه اليوم صدر للعلن بل إنه زاد بشكل أقوى".
وزاد بالقول "مخلوف كان يخصص قسماً من خدمات جمعيته للطلاب الجامعيين، حيث يقدم لهم معونات شهرية وهو ماحرص النظام على سحبه منه رغم كل الوساطات لإبقاء هذا القسم واستمراره… رامي مخلوف فعلياً بالنسبة لكثيرين هو أبو الفقراء ورجل متدين ويقيم كل شعائر ومناسبات طائفته الدينية". أما علي.ع (ضابط متقاعد) يجد خلال حديثه لـ "روزنة" أن مخلوف تطاول على شخص رئيس النظام وتحداه، ويجب على الأسد أن يضع حد له.
اقرأ أيضاً: جمعية البستان تتخلى عن رامي مخلوف لمصلحة بشار الأسد
علي الذي خدم في عهد الأسدين الأب والابن، يقف مع الأسد ضد مخلوف في الأزمة الأخيرة، لاسيما أنه يرى بأن مخلوف رجل روسيا في سوريا وينفذ مخططاتها، لكنه لا ينكر في الوقت ذاته فرص العمل الكبيرة التي قدمها مخلوف لكثير من الشبان والشابات في الساحل وبقية المناطق السورية، وفق قوله. ويستدرك مشيراً إلى أن "الدائرة المقربة من مخلوف -كانت من عشيرته تحديداً- هي التي خلقت شرخاً داخل الطائفة نفسها".
وفي ظل استمر النزاع بين العائلتين، فإن الشارع العلوي سينقسم بين مخلوف والأسد، وفق تقديرات المستطلعة آراؤهم، خصوصاً بعد تعالي أصوات موالين لمخلوف على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مُذكّرين بأنه أبو الفقراء والمحتاجين، معبّرين عن دعمهم له، في حين أن قسماً آخر التزم الصمت أو تمنى حل المشكلة بين القريبين، و اعتبروها مؤامرة من بين المؤامرات المحاكة ضد سوريا.
يتضح من خلال حديث رامي.س لـ "روزنة" أن الأمر مختلف بكثير بين الواقع و الانترنت؛ حيث وصف الوضع بالغريب والمريب، منوهاً بأن الناس في منطقة الساحل يعيشون قلقاً وخوفاً مما سيحصل وكذلك من الأيام المقبلة. وتابع "بعض الناس اعتبر الأزمة الأخيرة محاولة لتنصيب مخلوف رئيساً لسوريا، وبعضهم الآخر اعتبرها محاولة من أسماء الأخرس للسيطرة على سوريا، لكن هذا كله لا ينفي حصول انشقاق كبير في الصف الموالي والعلوي تحديداً، فالعشائر ستنقسم وتتحد مع من تراه يخدم مصلحتها، ولن تقبل أن تُحرّك امرأة "سنية" (أسماء الأخرس) رئيسهم وتطيح بمخلوف العلوي خارج الصورة".
"إرحل يا بشار" في معاقل النظام!
منذ بضعة أيام انتشرت كتابات في ثلاثة من قرى ريف جبلة على مواقف حافلات النقل العام وإحدى الدوائر الحكومية؛ تطالب صراحة بمغادرة بشار الأسد للحكم، حيث تصدرت تلك الأمكنة عبارة "ارحل يابشار". العبارة التي أشعلت فتيل الاحتجاجات السورية في درعا عام 2011 تعود للواجهة من جديد، ولكن اليوم تنطلق من داخل أهم معاقل النظام وحاضنته الشعبية.
عمّار.ص (أحد سكان المنطقة) يتحدث لـ "روزنة" عن تغيّر المزاج العام لدى الكثير من الموالين، وبحسب قوله فإنه "لم يعد هناك موالي للنظام بشكل تام؛ فأغلب الناس يشتمونه في السر وفي اجتماعاتهم المغلقة… الوضع لم يعد يطاق". وأردف بالقول "الهيجان الشعبي امتد لصفحات التواصل الاجتماعي وكتابة الحائط ليست إلا نتيجة للاحتقان الشعبي وليست إلا مقدمة لما سيحدث فيما بعد".
من جانبه رأى أبو وليم، بأن الحديث اليوم لم يعد يجدي نفعاً، ورغم ذلك فإنه قام بإنشاء صحفة عامة على "فيسبوك"، ويكتب عليها كل فترة كتابات تهاجم النظام لتخفف من غضبه.
قد يهمك: هل يستطيع الأسد القبض على أموال رامي مخلوف في الخارج؟
وأضاف "سقف الاعتراض لدى موالي النظام ارتفع اليوم لأكثر من محافظ حمص كما جرت النكتة السائدة، فاليوم يتناول الموالون الوزراء والمسؤولين وكثيرون ويتحدثون عن تجاوزاتهم".
في قرية الدالية بريف جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية، مُزّقت صورة بشار الأسد، وسط تكتم وخوف؛ وترقب ردة فعل السلطات الأمنية. محمود.ع (شاب من قرية الدالية) يشرح عن المعاناة الكبرى التي تكبدتها قريته خلال 9 سنوات، منوهاً إلى العدد الكبير من قتلى الجيش والأمن المنتمين إلى القرية، و الذين كانوا سقطوا خلال الحرب السورية.
وأكمل بالقول أنه و "بالإضافة للوضع المعيشي السيء لأهالي القرية والمنطقة ككل فإننا نشعر بالعار كلما تجولنا في القرية ورأينا صور الشهداء منتشرة في الطرقات وعلى جدران المنازل، فهؤلاء ماتوا دفاعاً عن قضية تبينت أنها ليست قضيتهم، ورغم هذا كله النظام يمعن في التضحية بنا ويضيق علينا الخناق على الصعيد الاقتصادي والمعيشي".
ولا تزال هذه الأزمة تشغل السوريين وتحتل المرتبة الأولى في أحاديثهم -وإن كان وراء الأبواب المغلقة- "فللجدران آذان تسمع"، هذه المقولة كانت القاسم المشترك بين شهادات ممن استطلعت "روزنة" آرائهم خلال هذا التقرير.
محمد.ت (أحد موالي رامي مخلوف وممن عملوا في خدمته لفترة طويلة)، يتحدث لـ "روزنة" عن الخلاف الكبير بين مخلوف و ابن عمته بشار الأسد، والذي تحركه بشكل أساسي زوجة الأخير أسماء الأخرس. يستغرب محمد هذه الأزمة، بخاصة أن مخلوف هو واجهة النظام لوقت طويل، مشيراً إلى أنه وفي حال لم يتم معالجة هذه الأزمة بشكل ينهي الخلاف، فإن الوضع لن يبشر بخير، وفق وصفه.
ويضيف متابعاً "مخلوف والأسد ينتميان لعشيرتين مختلفتين من عشائر العلويين؛ وأساساً آل مخلوف لا يهابون آل الأسد، والانشقاق قديم ولكنه اليوم صدر للعلن بل إنه زاد بشكل أقوى".
وزاد بالقول "مخلوف كان يخصص قسماً من خدمات جمعيته للطلاب الجامعيين، حيث يقدم لهم معونات شهرية وهو ماحرص النظام على سحبه منه رغم كل الوساطات لإبقاء هذا القسم واستمراره… رامي مخلوف فعلياً بالنسبة لكثيرين هو أبو الفقراء ورجل متدين ويقيم كل شعائر ومناسبات طائفته الدينية". أما علي.ع (ضابط متقاعد) يجد خلال حديثه لـ "روزنة" أن مخلوف تطاول على شخص رئيس النظام وتحداه، ويجب على الأسد أن يضع حد له.
اقرأ أيضاً: جمعية البستان تتخلى عن رامي مخلوف لمصلحة بشار الأسد
علي الذي خدم في عهد الأسدين الأب والابن، يقف مع الأسد ضد مخلوف في الأزمة الأخيرة، لاسيما أنه يرى بأن مخلوف رجل روسيا في سوريا وينفذ مخططاتها، لكنه لا ينكر في الوقت ذاته فرص العمل الكبيرة التي قدمها مخلوف لكثير من الشبان والشابات في الساحل وبقية المناطق السورية، وفق قوله. ويستدرك مشيراً إلى أن "الدائرة المقربة من مخلوف -كانت من عشيرته تحديداً- هي التي خلقت شرخاً داخل الطائفة نفسها".
وفي ظل استمر النزاع بين العائلتين، فإن الشارع العلوي سينقسم بين مخلوف والأسد، وفق تقديرات المستطلعة آراؤهم، خصوصاً بعد تعالي أصوات موالين لمخلوف على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مُذكّرين بأنه أبو الفقراء والمحتاجين، معبّرين عن دعمهم له، في حين أن قسماً آخر التزم الصمت أو تمنى حل المشكلة بين القريبين، و اعتبروها مؤامرة من بين المؤامرات المحاكة ضد سوريا.
يتضح من خلال حديث رامي.س لـ "روزنة" أن الأمر مختلف بكثير بين الواقع و الانترنت؛ حيث وصف الوضع بالغريب والمريب، منوهاً بأن الناس في منطقة الساحل يعيشون قلقاً وخوفاً مما سيحصل وكذلك من الأيام المقبلة. وتابع "بعض الناس اعتبر الأزمة الأخيرة محاولة لتنصيب مخلوف رئيساً لسوريا، وبعضهم الآخر اعتبرها محاولة من أسماء الأخرس للسيطرة على سوريا، لكن هذا كله لا ينفي حصول انشقاق كبير في الصف الموالي والعلوي تحديداً، فالعشائر ستنقسم وتتحد مع من تراه يخدم مصلحتها، ولن تقبل أن تُحرّك امرأة "سنية" (أسماء الأخرس) رئيسهم وتطيح بمخلوف العلوي خارج الصورة".
"إرحل يا بشار" في معاقل النظام!
منذ بضعة أيام انتشرت كتابات في ثلاثة من قرى ريف جبلة على مواقف حافلات النقل العام وإحدى الدوائر الحكومية؛ تطالب صراحة بمغادرة بشار الأسد للحكم، حيث تصدرت تلك الأمكنة عبارة "ارحل يابشار". العبارة التي أشعلت فتيل الاحتجاجات السورية في درعا عام 2011 تعود للواجهة من جديد، ولكن اليوم تنطلق من داخل أهم معاقل النظام وحاضنته الشعبية.
عمّار.ص (أحد سكان المنطقة) يتحدث لـ "روزنة" عن تغيّر المزاج العام لدى الكثير من الموالين، وبحسب قوله فإنه "لم يعد هناك موالي للنظام بشكل تام؛ فأغلب الناس يشتمونه في السر وفي اجتماعاتهم المغلقة… الوضع لم يعد يطاق". وأردف بالقول "الهيجان الشعبي امتد لصفحات التواصل الاجتماعي وكتابة الحائط ليست إلا نتيجة للاحتقان الشعبي وليست إلا مقدمة لما سيحدث فيما بعد".
من جانبه رأى أبو وليم، بأن الحديث اليوم لم يعد يجدي نفعاً، ورغم ذلك فإنه قام بإنشاء صحفة عامة على "فيسبوك"، ويكتب عليها كل فترة كتابات تهاجم النظام لتخفف من غضبه.
قد يهمك: هل يستطيع الأسد القبض على أموال رامي مخلوف في الخارج؟
وأضاف "سقف الاعتراض لدى موالي النظام ارتفع اليوم لأكثر من محافظ حمص كما جرت النكتة السائدة، فاليوم يتناول الموالون الوزراء والمسؤولين وكثيرون ويتحدثون عن تجاوزاتهم".
في قرية الدالية بريف جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية، مُزّقت صورة بشار الأسد، وسط تكتم وخوف؛ وترقب ردة فعل السلطات الأمنية. محمود.ع (شاب من قرية الدالية) يشرح عن المعاناة الكبرى التي تكبدتها قريته خلال 9 سنوات، منوهاً إلى العدد الكبير من قتلى الجيش والأمن المنتمين إلى القرية، و الذين كانوا سقطوا خلال الحرب السورية.
وأكمل بالقول أنه و "بالإضافة للوضع المعيشي السيء لأهالي القرية والمنطقة ككل فإننا نشعر بالعار كلما تجولنا في القرية ورأينا صور الشهداء منتشرة في الطرقات وعلى جدران المنازل، فهؤلاء ماتوا دفاعاً عن قضية تبينت أنها ليست قضيتهم، ورغم هذا كله النظام يمعن في التضحية بنا ويضيق علينا الخناق على الصعيد الاقتصادي والمعيشي".