تقارير | 25 05 2020
مالك الحافظ - روزنة|| يبدو أن مرحلة التوافق الكردي-الكردي في سوريا قد تحتاج لفترة أطول مما اعتقده المتفائلين بوحدة الصف الكردي على طريق بناء العملية السياسية السورية وإشراك المكون الكردي فيها، وقد يكون هذا التأجيل متعلق بالموقف التركي من إدخال مجلس سوريا الديمقراطية "مسد" في المسار السياسي السوري.
وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو عبّر عن رفض بلاده إدخال "مسد" إلى العملية السياسية، وقال نهاية الأسبوع الفائت؛ إن روسيا والولايات المتحدة تحاولان دمج "وحدات حماية الشعب"، (التي تعتبر العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" (الذراع العسكري لمسد)، وترى أنقرة هذه الوحدات تنظيما إرهابيا وفرعا لـ"حزب العمال الكردستاني")، في المسار السياسي السوري تحت مسمى "قوات سوريا الديمقراطية" أو "السوريين الأكراد".
وأضاف تشاووش أوغلو أن روسيا كانت مصرة على هذا الأمر وحاولت جاهدة السير في هذا الطريق، قبل دخول "وحدات حماية الشعب" بشكل كامل إلى دائرة سيطرة الولايات المتحدة، وتابع في هذا السياق: "نحن بدورنا كنا نخبرهم في كل مرة بأن لا فرق بين هؤلاء وبين تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي".
وحول ذلك قال القيادي في "مسد"، سنحاريب برصوم، أن "تركيا كانت دائما تلعب على وتر التناقضات الموجودة بين الأحزاب الكردية وتدعي أنها مع الكرد وحقوقهم، لكن الواقع والأحداث التي حصلت أثبتت عكس ذلك، خصوصا سياستها التي تتبعها بعد احتلالها لعفرين والتي تعمل على طرد الكرد منها بغض النظر عن انتمائهم السياسي وتعمل على توطين غرباء عن المنطقة؛ أي تتبع سياسة تغيير ديمغرافي".
واعتبر بأن "التوافق الكردي سوف يجرد تركيا من هذه الورقة التي تتلاعب بها وسيضع حد لها ولسياساتها التي جلبت الضرر أيضا لكل أبناء المنطقة من السريان والعرب أيضاً، لذلك ستسعى أن تعرقل الحوار وتفشله ومن الضروري على الأطراف المتحاورة أن يتجردوا من التأثيرات الخارجية و يضعوا أهدافهم وأهداف شعبهم نصب أعينهم؛ خصوصا ان الوقت ليس لصالحهم والأحداث تتسارع يوماً بعد يوم".
ورأى برصوم أن التوافق الكردي كان ولايزال خطوة لابد منها من أجل تحقيق الرؤية الكردية المشتركة، وبالتالي السعي نحو تحقيق التوافقات مع كل المكونات الأخرى في شمال وشرق سوريا، وهو الشيء الذي سيعطي القوة في ظل الظروف الحالية ويضع حد للتدخلات والفتن بين جميع المكونات والأحزاب السياسية بالمنطقة.
وتابع حديثه: "نحن نأمل نجاح الحوار الحاصل (بين القوى الكردية) وما تحقق حتى الآن يعتبر إيجابي على الرغم من وجود عدة تحديات وعراقيل لسير هذه المفاوضات".
اقرأ أيضاً: شرق الفرات: تنافس روسي أميركي حول عقد اتفاقات مع "قسد"
وكانت قوى كردية سورية (مجلس سوريا الديمقراطية و المجلس الوطني الكردي)، بدعم أميركي وفرنسي، في التوصل إلى رؤية سياسية تضمنت 5 نقاط، بينها أن "سوريا دولة ذات سيادة، يكون نظام حكمها اتحادي فيدرالي يضمن حقوق جميع المكونات"، واعتبار "الكرد قومية ذات وحدة جغرافية سياسية متكاملة في حل قضيتهم القومية".
وتضمنت الاتفاقات المطالبة بـ "الإقرار الدستوري بالحقوق القومية المشروعة، وفق العهود والمواثيق الدولية"، و"تشكيل مرجعية كردية تمثل جميع الأحزاب والتيارات السياسية وممثلي المجتمع الكردي بسوريا".
وعقد المبعوث الأميركي إلى سوريا، ويليام روباك، 4 جولات من المباحثات المباشرة، 3 منها الشهر الماضي، ورابعة كانت بداية الشهر الحالي في قاعدة أميركية بالحسكة ضمت قادة "حزب الاتحاد الديمقراطي" المنضوي ضمن "مسد" من جهة، ورئاسة "المجلس الوطني الكردي" من جهة ثانية، بمشاركة مظلوم عبدي قائد "قسد"، كما عقد اجتماعات منفصلة مع ممثلي “التحالف الوطني” الكردي وأحزاب الإدارة الذاتية و”الحزب التقدمي” الكردي.
ودخلت فرنسا على خط المحادثات، وعقد وفد دبلوماسي من خارجيتها على مدار 3 أيام متتالية اجتماعات مكثفة مع جميع الأطراف المعنية بين الخامس والثامن من الشهر الحالي بقاعدة عسكرية للتحالف الدولي في بلدة رميلان النفطية، وتوصلوا إلى تفاهمات سياسية مشتركة، على أن تبدأ جولة ثانية من الاجتماعات نهاية هذا الشهر، ومناقشة باقي القضايا الخلافية، على أن تفضي إلى تشكيل وفد كردي موحد للمشاركة في المحافل الدولية الخاصة بالأزمة السورية، واتخاذ موقف واحد من النظام والمعارضة.
ما يجدر ذكره بأن "روزنة" حاولت التواصل مع أكثر من قيادي في "المجلس الوطني الكردي" للتعليق على تطورات ملف التوافق بينهم وبين "مسد"، غير أننا لم نلقى أي تجاوب منهم.
هل يتوقف حوار مسد مع دمشق؟
وحول تأثير التوافق الكردي على تعطيل مسار الحوار الذي كانت قد فعّلته "مسد" مع دمشق خلال الفترة الماضية رغم أنها لم تكن جدية من قبل حكومة النظام منذ بدايتها، إلا أنه وعلى ما يبدو أن هذه المسألة قد يتم تجميدها في ظل المفاوضات الحاصلة حول توفيق الرؤى بين القوى الكردية المتخالف بعضها مع إمكانية التحاور مع دمشق.
وعلّق برصوم في هذا الشأن أن "المعطيات الحالية وبحسب التصريحات الرسمية فإن موضوع المفاوضات مع النظام توقفت وهي بالأحرى لم تبدأ بعد؛ ولكن كان هناك موافقة من النظام والآن أعلن رفضه لها، وهذا كان متوقعاً لأنه بكل بساطة غير مستعد لتقديم أي تنازلات لصالح الإدارة الذاتية وحقوق المكونات، ويراهن على الحل العسكري لاسترجاع كامل المناطق السورية وجعلها تحت سيطرته".
و أشار إلى أن مسألة الحوار مع دمشق "ليست ضمن الأولويات للأطراف الكردية المتحاورة، ويبقى مستقبل الحوار المباشر مع النظام مرهون بعدة عوامل ومعطيات جديدة تأتي مع المرحلة المقبلة والتي ستشهد تطورات كثيرة ضمن الملف السوري".
وحول ما إذا سيعزز التوافق الكردي-الكردي التواصل مع كل من روسيا والولايات المتحدة، على مستوى واحد، أم أنه قد يدفع صوب دولة على حساب دولة أخرى، اعتبر برصوم أن لكلا الطرفين الكرديين علاقاته مع القوى المعنية بالشأن السوري وخصوصا روسيا وأمريكا، اللتين لهما تأثير فعال في مستقبل سوريا، مشيراً إلى أن "أي توافق سيدفع تلك العلاقات لتكون فعالة أكثر ولها صدى أكبر… تبقى المطالب والأهداف على المستوى المحلي أو السوري بشكل عام ومدى التجاوب معها من قبل الدولتين هي المعيار لتعزيز العلاقة وتقويتها".
وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو عبّر عن رفض بلاده إدخال "مسد" إلى العملية السياسية، وقال نهاية الأسبوع الفائت؛ إن روسيا والولايات المتحدة تحاولان دمج "وحدات حماية الشعب"، (التي تعتبر العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" (الذراع العسكري لمسد)، وترى أنقرة هذه الوحدات تنظيما إرهابيا وفرعا لـ"حزب العمال الكردستاني")، في المسار السياسي السوري تحت مسمى "قوات سوريا الديمقراطية" أو "السوريين الأكراد".
وأضاف تشاووش أوغلو أن روسيا كانت مصرة على هذا الأمر وحاولت جاهدة السير في هذا الطريق، قبل دخول "وحدات حماية الشعب" بشكل كامل إلى دائرة سيطرة الولايات المتحدة، وتابع في هذا السياق: "نحن بدورنا كنا نخبرهم في كل مرة بأن لا فرق بين هؤلاء وبين تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي".
وحول ذلك قال القيادي في "مسد"، سنحاريب برصوم، أن "تركيا كانت دائما تلعب على وتر التناقضات الموجودة بين الأحزاب الكردية وتدعي أنها مع الكرد وحقوقهم، لكن الواقع والأحداث التي حصلت أثبتت عكس ذلك، خصوصا سياستها التي تتبعها بعد احتلالها لعفرين والتي تعمل على طرد الكرد منها بغض النظر عن انتمائهم السياسي وتعمل على توطين غرباء عن المنطقة؛ أي تتبع سياسة تغيير ديمغرافي".
واعتبر بأن "التوافق الكردي سوف يجرد تركيا من هذه الورقة التي تتلاعب بها وسيضع حد لها ولسياساتها التي جلبت الضرر أيضا لكل أبناء المنطقة من السريان والعرب أيضاً، لذلك ستسعى أن تعرقل الحوار وتفشله ومن الضروري على الأطراف المتحاورة أن يتجردوا من التأثيرات الخارجية و يضعوا أهدافهم وأهداف شعبهم نصب أعينهم؛ خصوصا ان الوقت ليس لصالحهم والأحداث تتسارع يوماً بعد يوم".
ورأى برصوم أن التوافق الكردي كان ولايزال خطوة لابد منها من أجل تحقيق الرؤية الكردية المشتركة، وبالتالي السعي نحو تحقيق التوافقات مع كل المكونات الأخرى في شمال وشرق سوريا، وهو الشيء الذي سيعطي القوة في ظل الظروف الحالية ويضع حد للتدخلات والفتن بين جميع المكونات والأحزاب السياسية بالمنطقة.
وتابع حديثه: "نحن نأمل نجاح الحوار الحاصل (بين القوى الكردية) وما تحقق حتى الآن يعتبر إيجابي على الرغم من وجود عدة تحديات وعراقيل لسير هذه المفاوضات".
اقرأ أيضاً: شرق الفرات: تنافس روسي أميركي حول عقد اتفاقات مع "قسد"
وكانت قوى كردية سورية (مجلس سوريا الديمقراطية و المجلس الوطني الكردي)، بدعم أميركي وفرنسي، في التوصل إلى رؤية سياسية تضمنت 5 نقاط، بينها أن "سوريا دولة ذات سيادة، يكون نظام حكمها اتحادي فيدرالي يضمن حقوق جميع المكونات"، واعتبار "الكرد قومية ذات وحدة جغرافية سياسية متكاملة في حل قضيتهم القومية".
وتضمنت الاتفاقات المطالبة بـ "الإقرار الدستوري بالحقوق القومية المشروعة، وفق العهود والمواثيق الدولية"، و"تشكيل مرجعية كردية تمثل جميع الأحزاب والتيارات السياسية وممثلي المجتمع الكردي بسوريا".
وعقد المبعوث الأميركي إلى سوريا، ويليام روباك، 4 جولات من المباحثات المباشرة، 3 منها الشهر الماضي، ورابعة كانت بداية الشهر الحالي في قاعدة أميركية بالحسكة ضمت قادة "حزب الاتحاد الديمقراطي" المنضوي ضمن "مسد" من جهة، ورئاسة "المجلس الوطني الكردي" من جهة ثانية، بمشاركة مظلوم عبدي قائد "قسد"، كما عقد اجتماعات منفصلة مع ممثلي “التحالف الوطني” الكردي وأحزاب الإدارة الذاتية و”الحزب التقدمي” الكردي.
ودخلت فرنسا على خط المحادثات، وعقد وفد دبلوماسي من خارجيتها على مدار 3 أيام متتالية اجتماعات مكثفة مع جميع الأطراف المعنية بين الخامس والثامن من الشهر الحالي بقاعدة عسكرية للتحالف الدولي في بلدة رميلان النفطية، وتوصلوا إلى تفاهمات سياسية مشتركة، على أن تبدأ جولة ثانية من الاجتماعات نهاية هذا الشهر، ومناقشة باقي القضايا الخلافية، على أن تفضي إلى تشكيل وفد كردي موحد للمشاركة في المحافل الدولية الخاصة بالأزمة السورية، واتخاذ موقف واحد من النظام والمعارضة.
ما يجدر ذكره بأن "روزنة" حاولت التواصل مع أكثر من قيادي في "المجلس الوطني الكردي" للتعليق على تطورات ملف التوافق بينهم وبين "مسد"، غير أننا لم نلقى أي تجاوب منهم.
هل يتوقف حوار مسد مع دمشق؟
وحول تأثير التوافق الكردي على تعطيل مسار الحوار الذي كانت قد فعّلته "مسد" مع دمشق خلال الفترة الماضية رغم أنها لم تكن جدية من قبل حكومة النظام منذ بدايتها، إلا أنه وعلى ما يبدو أن هذه المسألة قد يتم تجميدها في ظل المفاوضات الحاصلة حول توفيق الرؤى بين القوى الكردية المتخالف بعضها مع إمكانية التحاور مع دمشق.
وعلّق برصوم في هذا الشأن أن "المعطيات الحالية وبحسب التصريحات الرسمية فإن موضوع المفاوضات مع النظام توقفت وهي بالأحرى لم تبدأ بعد؛ ولكن كان هناك موافقة من النظام والآن أعلن رفضه لها، وهذا كان متوقعاً لأنه بكل بساطة غير مستعد لتقديم أي تنازلات لصالح الإدارة الذاتية وحقوق المكونات، ويراهن على الحل العسكري لاسترجاع كامل المناطق السورية وجعلها تحت سيطرته".
و أشار إلى أن مسألة الحوار مع دمشق "ليست ضمن الأولويات للأطراف الكردية المتحاورة، ويبقى مستقبل الحوار المباشر مع النظام مرهون بعدة عوامل ومعطيات جديدة تأتي مع المرحلة المقبلة والتي ستشهد تطورات كثيرة ضمن الملف السوري".
وحول ما إذا سيعزز التوافق الكردي-الكردي التواصل مع كل من روسيا والولايات المتحدة، على مستوى واحد، أم أنه قد يدفع صوب دولة على حساب دولة أخرى، اعتبر برصوم أن لكلا الطرفين الكرديين علاقاته مع القوى المعنية بالشأن السوري وخصوصا روسيا وأمريكا، اللتين لهما تأثير فعال في مستقبل سوريا، مشيراً إلى أن "أي توافق سيدفع تلك العلاقات لتكون فعالة أكثر ولها صدى أكبر… تبقى المطالب والأهداف على المستوى المحلي أو السوري بشكل عام ومدى التجاوب معها من قبل الدولتين هي المعيار لتعزيز العلاقة وتقويتها".