رمضان في زمن "كورونا"... كيف يتعايش الدين مع الأوبئة؟

رمضان في زمن

تقارير | 25 05 2020

روزنة|| بدأ غالبية المسلمين في العالم وسوريا صيام شهر رمضان لهذا العام، في ظل توسع دائرة تفشي جائحة فيروس "كورونا المستجد"، الذي حرم الكثير منهم من الاجتماعات العائلية التقليدية والصلوات في المساجد وإقامة الشعائر الدينية الخاصة برمضان.

وقد يرى البعض أن هذا الشهر يبدو كئيبا ومختلفاً عن أي عام مضى، فبالنسبة لهم، فإن شهر رمضان يعد وقتا للتقرب من الأسرة والمجتمع وإقامة الشعائر الرمضانية، غير أن الوباء قلب تلك التقاليد، في الوقت الذي يواجه فيه الكثيرون بطالة، وتم إلغاء خطط السفر لزيارة الأقارب، وتم إغلاق الأماكن التي عادة ما يفطرون فيها مع العائلات مثل مراكز التسوق والحدائق والمساجد.

كيف تأثر الدين الإسلامي في رمضان في ظل أزمة كورونا؟

الباحث الإسلامي د.علاء الدين آل رشي، قال خلال حديث لـ "روزنة" أن "الدين لا يمكن أن تنتهي صلاحيته في زمن الأوبئة بل على العكس أعتقد أنه يزدهر؛ وعبقرية الدين الإسلامي تحديداً في علاج الأمراض النفسية التي تنشأ عند وجود الكوارث هي عبقرية رائعة جداً، فالمسلم في الأصل يعيش بين أمل من الله أن يمده بالقوة وبين رجاء أن يحفظه من الأذى، فإذا ابتلي الإنسان يصبر، حتى أن هناك فتوى للإمام القره داغي وهو من أكبر القيادات الإسلامية العالمية أفتى بأن من مات بكورونا مات شهيداً، كم يعطي هذا الأمر من انطباع سكينة وانطباع راقي عند المؤمن". 

وتابع "في زمن الأوبئة الناس تنكفئ إلى بيوتها وهذه الفرصة لتصحيح مسيرة الفرد مع نفسه وعائلته ويمكن له أن يصحح أفكاره، هكذا يفلسف الإسلام الأمور… كل منحة تأتي بعد محنة وكل محنة يعقبها منحتان". 

واعتبر الباحث الإسلامي أن أزمة "كورونا" ما هي إلا "جردة حساب" يحاول فيها "الفاهم العاقل أن يصنع قدرا له بفكره للأيام القادمة،  إذا أصابه هذا الفيروس صبر واحتسب؛ ويكون قد سلم أمره إلى الله وأخذ بكل أسباب المقاومة التي أمره الله بها، المؤمن يؤمن باتخاذ الأسباب وكأنها هي الإيمان؛ ثم بعد أن يتخذ الأسباب ينساها تماماً وكأنه لا شيء ويتوكل على رب الأسباب".

وزاد بالقول أن "الكارثة التي نحن فيها جعلت الكثيرين من المكونات السورية يشتغلون بفكر المؤامرة؛ وبأن من الذي وراء هذا الحدث لكنهم لم يفكروا ماذا يمكن أن نفعل نحن في هذه الأحداث… من انطلق من دائرة الفاعل يختلف عمن انطلق من دائرة المفعول به، الفاعل يبادر ولكن المفعول به لا يبادر، الفاعل يبني فعله ومستقبله بيده، أما المفعول به يكون مستقبله مبنياً للمجهول، وما بني للمجهول يمكن أن يتعرض لاهتزاز وسقوط في أي لحظة". 

وختم حديثه بالإشارة إلى أن "الأمر الذي لم يفكر فيه الكثير هو التجديد المطلوب في الخطاب، ألا يمكن ونحن في زمن الكوارث أن يتوافق العلماني والديني ونحن نرى أن شباباً في عمر الربيع يموتون في الزنازين، ألا ينبغي أن نعاود خطابنا عوضا عن أن يرى العلماني بأن بناء الأوطان بإزدراء الأديان، أو أن يتشفى الديني بالأوبئة، ألا يمكن أن يتوافقوا على كرامة الإنسان أولاً؛ وعلى أن الحاكم الذي يجلد ظهر شعبه قد أفسد بيعته ولا ذمة له عندنا… ألا يمكن أن يتوافقوا على أن التغيير الديمغرافي الذي يتم في بعض المناطق السورية يعتبر من الكبائر التي تفسد صلاحية الحاكم، أو يفكروا بأن من استثمر أموال الشعب لعائلته وقتل الناس لا يمكن أن تقبل له توبة ولا يمكن أن يكون حاكما شرعيا". 

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض