حياة | 25 05 2020
هنا عند هذا النوع من الحلويات لا تنتهي شهوة الطعام بل تزداد إلى ما لا نهاية، إذ تحشى بأنواع المكسرات وتُحلى بسكب القطر أو العسل عليها ما يجعلها أكثر تماسكاً، لذلك نالت صفة الشرفية فكانت ضمن قائمة العشر أنواع من الأطعمة الأكثر شهرة في العالم.
ليس معروف لمن يعود فضل صناعة البقلاوة، حتى أنّ المؤرخين يقولون أن هنالك خلافاً بين تركيا واليونان، لكون كل بلد يعيد صناعة البقلاوة لنفسه، لكن بعض الروايات تتحدث عن كون الصناعة الأولى للبقلاوة أو ما يشبهها كان في القرن الثاني قبل الميلاد في بلاد الرافدين ومن قبل الآشوريين آنذاك.
أصل التسمية
تقول كتب التاريخ، في أصل التسمية، أن زوجة أحد السلاطين العثمانيين كانت بارعة في الطبخ، لا يصعب عليها شيء، هي من ابتكرت لزوجها هذا الصنف الجديد من الحلويات، باستخدام رقائق العجين، بعد أن طلب منها شيئاً جديداً ومختلفاً، وعندما ذاق طعم البقلاوة أعجبه كثيراً، فقرر تسمية الحلوى "بقلاوة".
لكن الرواية الثانية تقول أن طباخة بارعة وليست زوجة سلطان، كان اسمها لاوة، هي من ابتكرت البقلاوة، وأعجب بصناعتها السلطان عبد الحميد كثيراً، فصاح باسمها "باق لاوة" وكان يخبر أحداً بما معناه "انظر لاوة ماذا صنعت"، ودرجت التسمية على بقلاوة.
وبغض النظر عن تاريخها وأصل تسميتها فقد أصبحت البقلاوة سيّدة الحلويات في تركيا، وتحديداً في مدينة غازي عنتاب الجنوبية، والغنيّة بالفستق الحلبي.
ثم نحو حلب التي وصلت إليها البقلاوة قبل ما يزيد عن 100 عام بحسب الروايات، عبر رجل تركي فتح دكاناً في حلب وبدأ ببيع البقلاوة في شهر رمضان، لتًباع لاحقاً في مختلف أوقات السنة.
البقلاوة أصلها حلبي
ورغم أن الأحاديث تدور عن خلاف تركي يوناني على أصل البقلاوة، إلا أن روايات عديدة تقول إن خط سير البقلاوة كان عكسياً أي أن البقلاوة قدمت من حلب باتجاه غازي عنتاب ثم إلى تركيا كلها.
الرواية الأكثر شهرة تقول أنه في بدايات القرن التاسع عشر، استطاع المواطن التركي محمد غولّو، نقل هذا النوع من الحلوى من مدينة حلب السورية، إلى غازي عنتاب جنوبي تركيا، ومنها إلى عموم البلاد فالعالم.
حتى أن وكالة "الأناضول" التركية قابلت حفيد محمد غولّو، وأكد أن جدّه كان في رحلة إلى مكّة المكرمة عندما مرّ بحلب وتعرّف على البقلاوة لأول مرّة فنقلها إلى غازي عنتاب، وأصبحت عائلته تمتلك مصنعاً للبقلاوة في إسطنبول.
ماهي مكونات البقلاوة؟
تغيّر شكل البقلاوة بحسب الروايات الكثيرة عن تاريخه، إلا أن شكله الحالي يتكوّن من رقائق العجين وهي متوفّرة في المحلاّت، ثم الفستق الحلبي المجروش، وكوب من الزبدة، وكوب من الماء، وكوب من السكر، ويمكن وضع قرفة مطحونة أو ماء ورد.
وتفرد العجينة على وعاء واسع "صينية" بعد أن يدهن الوعاء بالزبدة، وتفرد فوقها عدّة طبقات من العجينة مع تكرار دهن كل طبقة بالزبدة، ثم في وعاء آخر يتم خلط الفستق الحلبي مع السكر والزبدة المذابة وماء الورد بشكل جيّد، ويفرد الخليط على كامل وعاء طبقات العجين. وتوضع فوقه طبقات أخرى من العجينة الرقيقة مع الضغط حتى تلتصق المكونات ببعضها.
توضع "الصينية" في الفرن لـ45 دقيقة ويتم إخراجها وسكب القطر فوقها ثم تقطيعها على شكل مربعات.
البقلاوة وصلت إلى الأدب
ولم تغب البقلاوة حتى عن الروايات والقصص العالمية، ففي عام 2005، نشرت الكاتبة العربية الأمريكية ديانا أبو جابر كتاب سيرة تحت عنوان (لغة البقلاوة - The language of Baklava)، وكذلك رواية البقلاوة الحلوة (Sweet Baklava) الذي ألفته ديبي ماين عام 2011.
فيما ألف الكاتب البريطاني جايسون غوودوين عام 2014، رواية أسماها نادي البقلاوة (The Baklava Club: A Novel).