تقارير | 25 05 2020
مالك الحافظ - روزنة|| ما بين تجديد آليات الاستهداف الإيراني في سوريا و تحديد شكل الحل السياسي ودور الأسد في المرحلة المقبلة، تركزت التقارير مؤخراً التي تناولت حقيقة الموقف الإسرائيلي من الملف السوري.
وفي الوقت الذي ذكر فيه تقرير لمجلة "ناشيونال إنترست" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن النظام السوري يعيد بناء قوته الكيماوية وأن هذا الأمر هو سبب الضربات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا (31 آذار الماضي). حيث أفادت تقارير بأن مقاتلات إسرائيلية شنت -آنذاك- 8 ضربات صاروخية في وسط سوريا، عبر الأراضي اللبنانية. في حين انشغلت وسائل التواصل الاجتماعي في الحديث عن الشخصية المفترض أن تتولى الحكم في سوريا كبديل عن الأسد، فذهبت تلك الأقاويل إلى أن إسرائيل سيكون لها القول الفصل في تحديد شخصية رئيس البلاد.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، د.طارق فهمي، اعتبر خلال حديثه لـ "روزنة" أن سيناريو بقاء الأوضاع على ما هي عليه حتى المدى الطويل هو ما يخدم السياسة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن الإسرائيليين لن يهمهم سواء إن تعاملوا مع بشار الأسد أو غيره، فما يهمهم وفق حديثه هو "بقاء الجولان تحت سيادتهم ومع وجود قرار الضم فلا توجد مشكلة لديهم… الحل السياسي في سوريا تراه إسرائيل بقاء الأوضاع على ما هي عليه، والحديث لدى مراكز الأبحاث الإسرائيلية والعسكريين والجنرالات القدامى بأن التعامل مع بشار أو غيره لا يهم، والوضع الراهن في سوريا يخدم إسرائيل".
فهمي لفت إلى أن الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا تغيرت و تطورت في مراحل متعددة وصولا إلى المشهد الراهن، منوهاً بأن الخطر المتمثل لدى إسرائيل كان يبرز من خلال ملاحقة عناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني في أي مناطق من سوريا، وبالتالي كنا نرى العديد من الضربات المركزة صوب تلك الأهداف.
اقرأ أيضاً: هل أصبحت روسيا في مأزق مع إسرائيل بسبب حزب الله؟
وأردف "إسرائيل تنسق في هذا الملف مع روسيا عبر الآلية الاستراتيجية المشتركة بين موسكو و تل أبيب؛ و قد تعززت من خلال الزيارات المتعددة الإسرائيلية إلى موسكو… الاستراتيجية الراهنة لإسرائيل في سوريا هي التماشي مع طرح تقسيم سوريا الحاصل على الأرض، فالوضع الراهن لا يحمل إلا تسوية منقوصة بمعنى بقاء النظام السوري واستعادة عافيته بتكلفة عالية".
كما أوضح بأن الإسرائيليين يتحدثون عن سيناريو التعامل مع الأمر الواقع، وهو بقاء الاتصالات مع بعض القوى و الأطراف في المنطقة بصورة مباشرة و غير مباشرة، والسيناريو الآخر الذي يضمن عدم وجود مخاطر حقيقية على إسرائيل من الجبهة السورية، ما يعني أهمية تأمين وجودهم في الجولان.
وختم حديثه بالقول أن "إسرائيل ستستمر بمتابعة العناصر الإيرانية منعا لأي تهديدات، وإيران بعد مقتل سليماني هدأت كثيرا من عملياتها في سوريا، و غيابه سيهمش الكثير من تلك العمليات في المنطقة بالعموم".
محددات تعاطي "إسرائيل" مع الملف السوري؟
قد يُنظر إلى أن "إسرائيل" لم تعد مهتمة بجزئية دور الأسد في المرحلة المقبلة؛ منذ تدخل روسيا العسكري في سوريا (أيلول 2015)، ليس لديها القدرة في التركيز على هذه الشؤون بالنظر إلى مشاكلها الداخلية، سواء السياسية وقبلها والأهم الصحية منها.
حيث لا يمكن "لإسرائيل" أن تخطو خطوة دون استشارة واشنطن أو حتى التفاهم مع موسكو، ومن ناحية إدارة ترامب، فإن الأخير قدم لها الأثمن وهو الاعتراف بسيادتها على الجولان السوري المحتل، عدا عن التفاهم الحاصل بينهما في ضرب النفوذ الإيراني في كل من العراق وسوريا.
و أما عن روسيا فإن تدخلها عسكريا منذ قرابة الخمسة أعوام غيّر الكثير من المسارات الداخلية في الملف السوري، وأبقى لإسرائيل الأهم لمصلحتها وهو مواجهة إيران فقط، الذي ترضى عنه روسيا بشكل وحد معين.
وحول ذلك رأى المختص في الشؤون الإسرائيلية؛ د.عبد الله صوالحة، خلال حديثه لـ "روزنة" أن السياسة الإسرائيلية فيما يتعلق بالملف السوري كانت قائمة على 3 أهداف، يأتي أولها في عدم انجرار الأحداث في سوريا إلى الأراضي الإسرائيلية، وثانيها يتعلق بضرورة منع استخدام الأراضي السورية لنقل أسلحة متقدمة تكنولوجيا إلى حزب الله في لبنان، كما يتمثل الهدف الثالث بمنع التواجد الإيراني في الأراضي السورية.
اقرأ أيضاً: رسالة "تحذير" إسرائيلية للروس من خلال النظام السوري!
واستكمل مستطرداً حول ذلك: "فيما يتعلق بالهدف الأول فقد حافظت إسرائيل على علاقة مع بعض قوى المعارضة؛ وبالتالي منع انجرار الأحداث في سوريا إليها، بينما قامت إسرائيل بقصف معظم إرساليات السلاح من سوريا والتي حاولت إيران نقلها إلى لبنان، فيما قامت إسرائيل بمهاجمة القواعد الإيرانية في سوريا وضغطت على الإدارة الأميركية لمنع التواجد الإيراني".
وكان تقرير لمركز "بيغن-السادات" الإسرائيلي للأبحاث الاستراتيجية، ذكر في أواخر العام الفائت، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تستخدم سياسة الوقاية القصوى في سوريا ضد إيران من خلال معلومات استخباراتية متقدمة وقدرات عسكرية هجومية دقيقة، مؤكداً على أن إسرائيل مصممة على عدم السماح لإيران ببناء قواعد هجومية بطائرات بدون طيار ومصانع صواريخ، وذلك في ظل عمل سلاح الجو الإسرائيلي بسرعة عالية لرصد وتعطيل التهديدات الناشئة من قبل طهران.
و لا يقتصر الهدف الاستراتيجي لإسرائيل على إيقاف تعزيز القوة الإيرانية في سوريا فقد؛ بل أن الهدف يتمثل في جعل علي خامنئي (المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران)، وقيادات الحرس الثوري بأن يصلوا إلى استنتاج مفاده أنهم لن يكونوا قادرين على تهريب القدرات الهجومية إلى سوريا دون أن تلاحظ إسرائيل وتتخذ إجراءً حيثما تشعر أنه سيكون ضروريا.
وفي الوقت الذي ذكر فيه تقرير لمجلة "ناشيونال إنترست" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن النظام السوري يعيد بناء قوته الكيماوية وأن هذا الأمر هو سبب الضربات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا (31 آذار الماضي). حيث أفادت تقارير بأن مقاتلات إسرائيلية شنت -آنذاك- 8 ضربات صاروخية في وسط سوريا، عبر الأراضي اللبنانية. في حين انشغلت وسائل التواصل الاجتماعي في الحديث عن الشخصية المفترض أن تتولى الحكم في سوريا كبديل عن الأسد، فذهبت تلك الأقاويل إلى أن إسرائيل سيكون لها القول الفصل في تحديد شخصية رئيس البلاد.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، د.طارق فهمي، اعتبر خلال حديثه لـ "روزنة" أن سيناريو بقاء الأوضاع على ما هي عليه حتى المدى الطويل هو ما يخدم السياسة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن الإسرائيليين لن يهمهم سواء إن تعاملوا مع بشار الأسد أو غيره، فما يهمهم وفق حديثه هو "بقاء الجولان تحت سيادتهم ومع وجود قرار الضم فلا توجد مشكلة لديهم… الحل السياسي في سوريا تراه إسرائيل بقاء الأوضاع على ما هي عليه، والحديث لدى مراكز الأبحاث الإسرائيلية والعسكريين والجنرالات القدامى بأن التعامل مع بشار أو غيره لا يهم، والوضع الراهن في سوريا يخدم إسرائيل".
فهمي لفت إلى أن الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا تغيرت و تطورت في مراحل متعددة وصولا إلى المشهد الراهن، منوهاً بأن الخطر المتمثل لدى إسرائيل كان يبرز من خلال ملاحقة عناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني في أي مناطق من سوريا، وبالتالي كنا نرى العديد من الضربات المركزة صوب تلك الأهداف.
اقرأ أيضاً: هل أصبحت روسيا في مأزق مع إسرائيل بسبب حزب الله؟
وأردف "إسرائيل تنسق في هذا الملف مع روسيا عبر الآلية الاستراتيجية المشتركة بين موسكو و تل أبيب؛ و قد تعززت من خلال الزيارات المتعددة الإسرائيلية إلى موسكو… الاستراتيجية الراهنة لإسرائيل في سوريا هي التماشي مع طرح تقسيم سوريا الحاصل على الأرض، فالوضع الراهن لا يحمل إلا تسوية منقوصة بمعنى بقاء النظام السوري واستعادة عافيته بتكلفة عالية".
كما أوضح بأن الإسرائيليين يتحدثون عن سيناريو التعامل مع الأمر الواقع، وهو بقاء الاتصالات مع بعض القوى و الأطراف في المنطقة بصورة مباشرة و غير مباشرة، والسيناريو الآخر الذي يضمن عدم وجود مخاطر حقيقية على إسرائيل من الجبهة السورية، ما يعني أهمية تأمين وجودهم في الجولان.
وختم حديثه بالقول أن "إسرائيل ستستمر بمتابعة العناصر الإيرانية منعا لأي تهديدات، وإيران بعد مقتل سليماني هدأت كثيرا من عملياتها في سوريا، و غيابه سيهمش الكثير من تلك العمليات في المنطقة بالعموم".
محددات تعاطي "إسرائيل" مع الملف السوري؟
قد يُنظر إلى أن "إسرائيل" لم تعد مهتمة بجزئية دور الأسد في المرحلة المقبلة؛ منذ تدخل روسيا العسكري في سوريا (أيلول 2015)، ليس لديها القدرة في التركيز على هذه الشؤون بالنظر إلى مشاكلها الداخلية، سواء السياسية وقبلها والأهم الصحية منها.
حيث لا يمكن "لإسرائيل" أن تخطو خطوة دون استشارة واشنطن أو حتى التفاهم مع موسكو، ومن ناحية إدارة ترامب، فإن الأخير قدم لها الأثمن وهو الاعتراف بسيادتها على الجولان السوري المحتل، عدا عن التفاهم الحاصل بينهما في ضرب النفوذ الإيراني في كل من العراق وسوريا.
و أما عن روسيا فإن تدخلها عسكريا منذ قرابة الخمسة أعوام غيّر الكثير من المسارات الداخلية في الملف السوري، وأبقى لإسرائيل الأهم لمصلحتها وهو مواجهة إيران فقط، الذي ترضى عنه روسيا بشكل وحد معين.
وحول ذلك رأى المختص في الشؤون الإسرائيلية؛ د.عبد الله صوالحة، خلال حديثه لـ "روزنة" أن السياسة الإسرائيلية فيما يتعلق بالملف السوري كانت قائمة على 3 أهداف، يأتي أولها في عدم انجرار الأحداث في سوريا إلى الأراضي الإسرائيلية، وثانيها يتعلق بضرورة منع استخدام الأراضي السورية لنقل أسلحة متقدمة تكنولوجيا إلى حزب الله في لبنان، كما يتمثل الهدف الثالث بمنع التواجد الإيراني في الأراضي السورية.
اقرأ أيضاً: رسالة "تحذير" إسرائيلية للروس من خلال النظام السوري!
واستكمل مستطرداً حول ذلك: "فيما يتعلق بالهدف الأول فقد حافظت إسرائيل على علاقة مع بعض قوى المعارضة؛ وبالتالي منع انجرار الأحداث في سوريا إليها، بينما قامت إسرائيل بقصف معظم إرساليات السلاح من سوريا والتي حاولت إيران نقلها إلى لبنان، فيما قامت إسرائيل بمهاجمة القواعد الإيرانية في سوريا وضغطت على الإدارة الأميركية لمنع التواجد الإيراني".
وكان تقرير لمركز "بيغن-السادات" الإسرائيلي للأبحاث الاستراتيجية، ذكر في أواخر العام الفائت، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تستخدم سياسة الوقاية القصوى في سوريا ضد إيران من خلال معلومات استخباراتية متقدمة وقدرات عسكرية هجومية دقيقة، مؤكداً على أن إسرائيل مصممة على عدم السماح لإيران ببناء قواعد هجومية بطائرات بدون طيار ومصانع صواريخ، وذلك في ظل عمل سلاح الجو الإسرائيلي بسرعة عالية لرصد وتعطيل التهديدات الناشئة من قبل طهران.
و لا يقتصر الهدف الاستراتيجي لإسرائيل على إيقاف تعزيز القوة الإيرانية في سوريا فقد؛ بل أن الهدف يتمثل في جعل علي خامنئي (المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران)، وقيادات الحرس الثوري بأن يصلوا إلى استنتاج مفاده أنهم لن يكونوا قادرين على تهريب القدرات الهجومية إلى سوريا دون أن تلاحظ إسرائيل وتتخذ إجراءً حيثما تشعر أنه سيكون ضروريا.