تقارير | 25 05 2020
إيمان حمراوي - روزنة || منذ 9 سنوات وإلى الآن كان مصير آلاف السوريين إما الموت أو الاعتقال او الاختفاء قسراً، ما دفع الكثيرين للفرار من سوريا إلى بلدان يشعرون فيها بالأمان، فكان لأوروبا نصيب من آلاف السوريين الهاربين من جحيم الموت، إلا أنّ المأساة لم تنتهي إلى هذا الحد، عندما أصبحت تلك البلاد أشبه ببؤرة لفيروس "كورونا" الذي حصد أرواح أكثر من 6 آلاف شخص حول العالم منذ نحو شهرين ونصف.
"فيروس كورونا هو حالة من تكرار المأساة السورية" يقول لـ"روزنة" الصحافي السوري منار عبد الرزاق، المقيم في فرنسا، ويضيف: "إن خطر الفيروس المستجد هو حالة طارئة على المجتمع الأوروبي، لكن بالنسبة للسوريين مأساة متكررة بدءاً من القصف والقتل والتهجير والمنافي القسرية، وانتهاء اليوم بخطر الإصابة بالفيروس المستجد".
وأشار إلى أنّ مخاوف السوريين في أوروبا هي مخاوف مشتركة مع الإنسانية جمعاء ومع الأوربيين، وأنّه للمرة الأولى يتشارك السوريون مع العالم مأساة واحدة، ألا وهي فيروس "كورونا".
وسجلت فرنسا حتى مساء الثلاثاء، 175 حالة وفاة، فيما بلغ عدد الإصابات، 7 آلاف و730 إصابة، وفق شبكة "بي إف إم" التلفزيونية الفرنسية.
وشددت السلطات الفرنسية على تطبيق إجراءات احترازية لمنع انتشار فيروس كورونا (كوفيد – 19).
وأمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحظر التنقلات غير الضرورية في فرنسا لمدة 15 يوماً على الأقل، وشدد على معاقبة أي أحد ينتهك هذا القرار، كما أعلن أن الاتحاد الأوروبي سيغلق حدوده الخارجية اعتباراً من الثلاثاء ولمدة 30 يوماً.
اقرأ أيضاً: فرنسا: إجراءات يجب أن يعرفها السوريون في فترة الحجر الصحي
لكن في السويد، تقول سميرة، سيدة سورية، 30 عاماً، لـ"روزنة": إنّ السوريين الموجودين هنا، ورغم تجاوز عدد الإصابات فوق الألف، ووصول عدد الوفيات إلى 8 حالات، إلا أنّهم يشعرون بأنهم في أمان صحي، وفي بلد متقدّم طبياً، ما يرفع من معنوياتهم في مواجهة الفيروس والإشاعات المنتشرة عنه، ولا سيما أنّ نسبة الوفيات ضئيلة جداً ومعظمها من المسنين ضعيفي المناعة.
وأضافت: "وجودنا في بلد أوروبي هو ضمان لصحتنا وحصولنا على الرعاية اللازمة، أفضل مما لو كنا في بلد آخر، وبخاصة أنّ المرض انتشر حول العالم، وليس في بلدان محدّدة".
المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في أنقرة هيدين هالدرسون حذّر أن "الأنظمة الصحية الهشة في سوريا قد لا تملك القدرة على رصد الوباء والتصدي له".
وأعرب ريك برينان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، الاثنين، عن قلقه البالغ من انتقال الفيروس إلى الشمال السوري بسبب ضعف النظام الصحي فيها جراء الحرب.
أما في هولندا تقول أماني، 35 عاماَ، لـ"روزنة": "إن كورونا أعاد الخوف مجدداً إلى السوريين بعد سنوات من شعورهم بالأمان الذي افتقدوه في سوريا، ولا سيما المسنين بسبب عدم قدرتهم على فهم الأخبار المحلية والصحف لأسباب تعود لعدم تعلّمهم اللغة والاندماج، ما يعني عدم معرفتهم بالتطورات الحاصلة في البلد المقيمين فيها كما يجب".
وتابعت: "كشعب سوري تعودنا على عدم الثقة بالحكومات، لذلك لا يثق السوريون هنا بتصريحات المسؤولين والجهود التي يبذلونها في سبيل مكافحة الفيروس وحمايتهم منه".
وحتى مساء أمس الثلاثاء، أصيب بالفيروس المستجد "كورونا" أكثر من 194 ألف في 163 دولة حول العالم، معظمهم في الصين وإيطاليا وإيران وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وتسعى الدول الأوروبية إلى إيجاد علاج فعال لمكافحة الفيروس، حيث أعلنت شركة فرنسية استعدادها لتقديم ملايين الجرعات من دواء مضاد للملاريا برهن عن نتائج واعدة في معالجة مرضى فيروس "كورونا" المستجد.
ومؤخراً فتحت تركيا أبواب الهجرة للاجئين باتجاه الدول الأوروبية في أواخر 27 شباط الماضي، فخرج مئات السوريين من بين آلاف اللاجئين باتجاه اليونان التي أغلقت أبوابها، أملاً في حياة جديدة آمنة بعيداً عن المعاناة.
يذكر أنّ الحرب السورية خلّفت 6.6 مليون نازح داخلي، و5.6 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم، وفق الأمم المتحدة، فيما بلغ عدد القتلى منذ بداية الحرب أكثر من 500 ألف شخص، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.