تقارير | 25 05 2020
خاص - روزنة || لا تزال دمشق تتمسك بروايتها التي حرصت على تكرارها مؤخراً؛ "لاكورونا على أراضينا"، ورغم إدعاء سلطاتها القيام بإجراءات احترازية "متأخرة جداً"، إلا أن المبالغة الغريبة في هذه الإجراءات تتيح المجال للقول أن "جائحة" كورونا كما صنفتها أمس منظمة الصحة العالمية، قد تكون عرفت طريقها إلى سوريا.
لا يمكن التأكيد -حتى الآن- على انتشار "كثيف" لفيروس الكورونا داخل أجساد السوريين وبالأخص في مناطق سيطرة النظام، إلا أن المصادر الطبية التي كشفت لـ "روزنة" تواجد عدة حالات بالفيروس المميت، قالت أنه و رغم تشخيص كل حالة من الحالات المشكوك بأمرها كان ينفي وقوع المريض بمصيدة "كورونا" إلا أنهم عزوا ذلك إلى سبب أساسي يرتبط بالقدرات الطبية المتهالكة لدى أجهزة وزارة الصحة والأدوات الطبية الأخرى؛ فهي من تقف وراء عدم تشخيص وجود الفيروس في سوريا، وفق رأيهم.
صحيفة "الوطن" المحلية، نقلت عن وزير الصحة بدمشق، نزار يازجي، نفيه وجود إصابات بفيروس "كورونا" في سوريا، وأن أي حالة مشتبهة فيها ترسل إلى المخابر التي باتت تمتلك المستلزمات اللازمة، وفق ادعائه.
أحد المصادر الطبية التي استطاعت "روزنة" التواصل معها، وهو مسؤول في قسم الإسعاف في إحدى المستشفيات الخاصة في العاصمة دمشق، يقول أن إثبات حالات الإصابة بكورونا لم يحصل بعد، رغم حالات الإسعاف المتكررة التي تأتي إلى المستشفيات العامة والخاصة.
كما أشار في السياق ذاته إلى أن التشخيصات الطبية كانت تتجه كلها منذ الشهر الماضي إلى إصدار تقارير عن حالات المرضى المشكوك بإصابتها بالفيروس المميت؛ لا تتعدى نوبات الربو والتهاب القصبات والانفلونزا العادية.
ويؤكد خلال حديثه بأن تلك الإصابات من المرجح أن تكون أعراضاً لفيروس "كورونا"، غير أنه كشف على إجراءات خاصة تتم عبر معالجة الأعراض فقط، مع التشديد على منع توثيق الحالات على أنها "كورونا"، ولم ينف الطبيب وجود إصابات في دمشق؛ مع التنويه إلى أن هذا الموضوع غير قابل للنقاش العميق لأسباب أمنية، وفق اعتباره.
وكان تيدروس أدهانوم غبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، قال يوم أمس الأربعاء؛ إن الأسبوعين الماضيين شهدا زيادة في عدد حالات الإصابة بالفيروس خارج الصين بـ 13ضعفا، وزاد عدد البلدان المتضررة ثلاثة أضعاف، وأعرب المسؤول الأممي عن قلق عميق إزاء كل من المستويات المقلقة للانتشار وشدته، والمستويات المقلقة للتقاعس عن العمل.
الطامّة الكبرى بحسب مصادر "روزنة" أن يكون ضعف الأجهزة الطبية ليس هو السبب الوحيد، بل أن التدخلات الأمنية هي من تضغط لمنع الكشف عن أي حالة داخل سوريا، بخاصة وأنهم يعتقدون أن المصدر الرئيسي لانتقالها إلى سوريا جاء عبر العناصر الإيرانية التي ما تزال تتوافد إلى البلد وفي أنحاء مختلفة منه.
و رغم أن الفيروس عاث في أجساد الإيرانيين منذ بداية شهر شباط الماضي -بحسب الروايات الرسمية-، في الوقت التي كانت ذكرت فيه بعض التقارير في ذلك الوقت أن احتمالات الإصابة بفيروس "كورونا" في إيران قد تكون وقعت منذ كانون الثاني الماضي.
وتتخوف المصادر من أن الإهمال الحاصل سواء كان يعود إلى طبيعة الحال المتردي للأجهزة الطبية، أو أن يكون مقصوداً لأسباب عدة سياسية منها واقتصادية، تتخوف من أن يؤثر على ظهور دوامة فيروسية كبيرة تحيط بالسوريين بشكل مفاجئ؛ وعندها لا تعود تنفع أية إجراءات وقائية و حجر صحي.
نتيجة تحليل مفاجئة!
إلى جانب فحص الحمض النووي، هناك طريقة أخرى للتثبت من الإصابات بفيروس "كورونا"، وذلك باستخدام التسلسل الجيني، حيث يعتبر التحليل إيجابيا إذا كان التسلسل الجيني للعيّنات من دم المريض أو جهازه التنفسي مشابهة "بدرجات عالية" للتسلسل الجيني للفيروس.
مصدر طبي آخر في مدينة دمشق، يشير إلى المعاناة التي تكّبدوها في إحدى المشافي الخاصة من أجل التأكد حول وضع إحدى الحالات، حتى اضطروا لإرسال العينة إلى بيروت فكانت النتيجة الصادمة أن الحالة لم تكن مصابة بكورونا وإنما بإنفلونزا الخنازير " إتش 1 إن 1"، مؤكدا أن الأمور لم تخرج بعد عن السيطرة، ومنوهاً إلى ضرورة الابتعاد عن الأماكن المزدحمة واتباع الأساليب الصحية المناسبة للوقاية. مع ملاحظة عدم توفر الكمامات والمعقمات بشكل وافر في الصيدليات، وهو الأمر الذي جاء بعد ارتفاع أسعارها بشكل جنوني.
وللتفريق بين أعراض كل من انفلونزا الخنازير وفيروس كورونا والانفلونزا العادية، فإنه تتوجب الإشارة إلى أن أعراض انفلونزا الخنازير تشمل بشكل أساسي، صعوبات التنفس، ضيق نفس، ارتفاع درجة حرارة الجسم، والقشعريرة.
بينما تتمثل أعراض مرض فيروس كورونا في؛ الحمى، السعال، الوهن العام، انقطاع النفس، وصعوبة التنفس، و في بعض الحالات القليلة، قد ينتج عن المرض تتطور التهاب الحلق، أو سيلان الأنف، أو الإسهال والغثيان.
فيما تتضمن أعراض الإنفلونزا العادية كل من حُمى، قشعريرة، التهاب الحلق، سعال، صداع، و آلام عضلات. هذا قد يكون من الصعب على الشخص العادي التفريق بين أعراض كل من المرضين بشكل يساعد على تشخيص المرض دون الخضوع للفحوصات اللازمة، نظراً لوجود بعض التشابه في الأعراض.
ماذا عن إجراءات المطار؟
رغم الرحلات الجوية التي كانت يومية من وإلى إيران، والتي تتربع في المرتبة الثالثة عالمياً بالإصابات والوفيات، قبل تعليقها الأسبوع الماضي، غير أن الأجواء السورية كانت متاحة أمام الإيرانيين واللبنانيين والعراقيين إلى ما قبل بضعة أيام فقط، ما يعني أن الاختلاط مع الوافدين من تلك الدول كانت خطراً مباشراً قد أحاط بالسوريين في مناطق النظام أكثر من شهر. حيث وصلت أعداد الإصابات في إيران حتى تاريخه 10 آلاف و 75 شخص، بينما وصلت أعداد الوفيات إلى 429.
موظف في مطار دمشق الدولي، تحدث لـ "روزنة" بكثير من القلق حول حالات العدوى المشكوك فيها والتي قد يكون تسبب بها القادمون إلى المطار عبر طائرات بلدان شهدت حالات كورونا مؤخراً، سواء في لبنان أو العراق وأخطرها في إيران.
يقول الموظف أن الإجراءات الاحترازية قد تأخر اعتمادها في المطار، بل وأن هناك عدة رحلات قادمة من إيران بالمقام الأول لم تخضع لأية إجراءات فحص وما يتصل بها، ويضيف "لم نرصد حالات كثيرة كان يُشكّ على أنها تحمل فيروس كورونا، هناك بعض الحالات فقط تم فحصها، وقد خَلص الفحص الطبي إلى أن ما يعانيه المريض انفلونزا عادية أو التهاب قصبات".
وما يثير الاستغراب حيال تضارب سياسة دمشق في التعامل مع جائحة "كورونا"، هو أنه ورغم نفي دمشق تسجيل أي حالة "كورونا" إلا أنه وعلى عكس كل البلدان فقد علّق الاتحاد الرياضي العام (أعلى هيئة رياضية في سوريا) كافة النشاطات الرياضية في سوريا حتى نهاية شهر رمضان (23 أيار المقبل).
قد يهمك: فيروس كورونا يلغي إجازات عيد الفطر في سوريا
ورغم ذكر الاتحاد الرياضي العام أن تعليق الأنشطة الرياضية يأتي كإجراء وقائي، غير أن دولاً عانت من الوباء طيلة الفترة الماضية لم تلجأ إلى مثل هذا الإجراء كإيطاليا وإسبانيا اللتان بدأتا باتخاذ إجراءات وقائية منذ يوم أمس، بعدما وصل عدد الإصابات قرابة 12 ألف و 500 مصاب، بينما وصل عدد المصابين في إسبانيا إلى قرابة الـ 3 آلاف، في حين تحتل إيطاليا الترتيب الثاني على العالم في أعداد وفيات "كورونا" حيث وصلت آخر الأرقام إلى 827 حالة وفاة، بينما توفي في إسبانيا جرّاء الفيروس 84 شخص -حتى الآن-.
هذا وقد سبق كل من اتحادي كرة القدم والسلة (أكثر الألعاب جماهيرية في سوريا) قرار الاتحاد الرياضي العام، حيث كان الاتحادين منذ أيام قليلة تعليق النشاط الرياضي لمدة شهر فقط، قبل أن يمدد الاتحاد الرياضي مدة الإيقاف لتصل إلى أكثر من شهرين.
في سياق متصل، كانت كل من قطر ولبنان اتخذتا إجراءات أشارت إلى وجود فيروس كورونا في سوريا حتى وإن لم تعترف دمشق بذلك، حيث أوقفت المديرية العامة للطيران المدني اللبنانية؛ صباح اليوم الخميس استقبال أي قادمين من "الدول التي تشهد تفشي فيروس كورونا" كانت سوريا من بينهم إلى جانب دول فرنسا و مصر و العراق و اسبانيا و ألمانيا و بريطانيا.
بينما كانت قطر أعلنت يوم الأحد الماضي؛ منع دخول المسافرين القادمين إلى قطر من 15 دولة، كان من بينها؛ سوريا، "في محاولة لاحتواء انتشار فيروس كورونا الجديد"، وفقًا لبيان صادر عن مكتب اتصالات حكومة قطر.
ومن الجدير ذكره تشابه وضع سوريا مع بعض الدول في العالم التي لم تعلن عن إصابات "كورونا"، حيث لم يتم رصد الفيروس في أفريقيا سوى في ست دول فقط، وهي القارة التي لا تعمل فيها الأنظمة الصحية في العديد من بلدان القارة بالكفاءة المطلوبة، في حالة تشابه الوضع السوري إلى جانب دول أخرى عربية تعاني من فوضى واضطرابات؛ مثل اليمن وليبيا والسودان. فضلاً عن أن بعض الدول، التي يجمعها قاسم سياسي مشترك؛ و هو نظام الحكم السلطوي مثل سوريا وكوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا، لم يتم الإعلان فيها حتى الآن عن رصد حالات.
لا يمكن التأكيد -حتى الآن- على انتشار "كثيف" لفيروس الكورونا داخل أجساد السوريين وبالأخص في مناطق سيطرة النظام، إلا أن المصادر الطبية التي كشفت لـ "روزنة" تواجد عدة حالات بالفيروس المميت، قالت أنه و رغم تشخيص كل حالة من الحالات المشكوك بأمرها كان ينفي وقوع المريض بمصيدة "كورونا" إلا أنهم عزوا ذلك إلى سبب أساسي يرتبط بالقدرات الطبية المتهالكة لدى أجهزة وزارة الصحة والأدوات الطبية الأخرى؛ فهي من تقف وراء عدم تشخيص وجود الفيروس في سوريا، وفق رأيهم.
صحيفة "الوطن" المحلية، نقلت عن وزير الصحة بدمشق، نزار يازجي، نفيه وجود إصابات بفيروس "كورونا" في سوريا، وأن أي حالة مشتبهة فيها ترسل إلى المخابر التي باتت تمتلك المستلزمات اللازمة، وفق ادعائه.
أحد المصادر الطبية التي استطاعت "روزنة" التواصل معها، وهو مسؤول في قسم الإسعاف في إحدى المستشفيات الخاصة في العاصمة دمشق، يقول أن إثبات حالات الإصابة بكورونا لم يحصل بعد، رغم حالات الإسعاف المتكررة التي تأتي إلى المستشفيات العامة والخاصة.
كما أشار في السياق ذاته إلى أن التشخيصات الطبية كانت تتجه كلها منذ الشهر الماضي إلى إصدار تقارير عن حالات المرضى المشكوك بإصابتها بالفيروس المميت؛ لا تتعدى نوبات الربو والتهاب القصبات والانفلونزا العادية.
ويؤكد خلال حديثه بأن تلك الإصابات من المرجح أن تكون أعراضاً لفيروس "كورونا"، غير أنه كشف على إجراءات خاصة تتم عبر معالجة الأعراض فقط، مع التشديد على منع توثيق الحالات على أنها "كورونا"، ولم ينف الطبيب وجود إصابات في دمشق؛ مع التنويه إلى أن هذا الموضوع غير قابل للنقاش العميق لأسباب أمنية، وفق اعتباره.
وكان تيدروس أدهانوم غبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، قال يوم أمس الأربعاء؛ إن الأسبوعين الماضيين شهدا زيادة في عدد حالات الإصابة بالفيروس خارج الصين بـ 13ضعفا، وزاد عدد البلدان المتضررة ثلاثة أضعاف، وأعرب المسؤول الأممي عن قلق عميق إزاء كل من المستويات المقلقة للانتشار وشدته، والمستويات المقلقة للتقاعس عن العمل.
الطامّة الكبرى بحسب مصادر "روزنة" أن يكون ضعف الأجهزة الطبية ليس هو السبب الوحيد، بل أن التدخلات الأمنية هي من تضغط لمنع الكشف عن أي حالة داخل سوريا، بخاصة وأنهم يعتقدون أن المصدر الرئيسي لانتقالها إلى سوريا جاء عبر العناصر الإيرانية التي ما تزال تتوافد إلى البلد وفي أنحاء مختلفة منه.
و رغم أن الفيروس عاث في أجساد الإيرانيين منذ بداية شهر شباط الماضي -بحسب الروايات الرسمية-، في الوقت التي كانت ذكرت فيه بعض التقارير في ذلك الوقت أن احتمالات الإصابة بفيروس "كورونا" في إيران قد تكون وقعت منذ كانون الثاني الماضي.
وتتخوف المصادر من أن الإهمال الحاصل سواء كان يعود إلى طبيعة الحال المتردي للأجهزة الطبية، أو أن يكون مقصوداً لأسباب عدة سياسية منها واقتصادية، تتخوف من أن يؤثر على ظهور دوامة فيروسية كبيرة تحيط بالسوريين بشكل مفاجئ؛ وعندها لا تعود تنفع أية إجراءات وقائية و حجر صحي.
نتيجة تحليل مفاجئة!
إلى جانب فحص الحمض النووي، هناك طريقة أخرى للتثبت من الإصابات بفيروس "كورونا"، وذلك باستخدام التسلسل الجيني، حيث يعتبر التحليل إيجابيا إذا كان التسلسل الجيني للعيّنات من دم المريض أو جهازه التنفسي مشابهة "بدرجات عالية" للتسلسل الجيني للفيروس.
مصدر طبي آخر في مدينة دمشق، يشير إلى المعاناة التي تكّبدوها في إحدى المشافي الخاصة من أجل التأكد حول وضع إحدى الحالات، حتى اضطروا لإرسال العينة إلى بيروت فكانت النتيجة الصادمة أن الحالة لم تكن مصابة بكورونا وإنما بإنفلونزا الخنازير " إتش 1 إن 1"، مؤكدا أن الأمور لم تخرج بعد عن السيطرة، ومنوهاً إلى ضرورة الابتعاد عن الأماكن المزدحمة واتباع الأساليب الصحية المناسبة للوقاية. مع ملاحظة عدم توفر الكمامات والمعقمات بشكل وافر في الصيدليات، وهو الأمر الذي جاء بعد ارتفاع أسعارها بشكل جنوني.
وللتفريق بين أعراض كل من انفلونزا الخنازير وفيروس كورونا والانفلونزا العادية، فإنه تتوجب الإشارة إلى أن أعراض انفلونزا الخنازير تشمل بشكل أساسي، صعوبات التنفس، ضيق نفس، ارتفاع درجة حرارة الجسم، والقشعريرة.
بينما تتمثل أعراض مرض فيروس كورونا في؛ الحمى، السعال، الوهن العام، انقطاع النفس، وصعوبة التنفس، و في بعض الحالات القليلة، قد ينتج عن المرض تتطور التهاب الحلق، أو سيلان الأنف، أو الإسهال والغثيان.
فيما تتضمن أعراض الإنفلونزا العادية كل من حُمى، قشعريرة، التهاب الحلق، سعال، صداع، و آلام عضلات. هذا قد يكون من الصعب على الشخص العادي التفريق بين أعراض كل من المرضين بشكل يساعد على تشخيص المرض دون الخضوع للفحوصات اللازمة، نظراً لوجود بعض التشابه في الأعراض.
ماذا عن إجراءات المطار؟
رغم الرحلات الجوية التي كانت يومية من وإلى إيران، والتي تتربع في المرتبة الثالثة عالمياً بالإصابات والوفيات، قبل تعليقها الأسبوع الماضي، غير أن الأجواء السورية كانت متاحة أمام الإيرانيين واللبنانيين والعراقيين إلى ما قبل بضعة أيام فقط، ما يعني أن الاختلاط مع الوافدين من تلك الدول كانت خطراً مباشراً قد أحاط بالسوريين في مناطق النظام أكثر من شهر. حيث وصلت أعداد الإصابات في إيران حتى تاريخه 10 آلاف و 75 شخص، بينما وصلت أعداد الوفيات إلى 429.
موظف في مطار دمشق الدولي، تحدث لـ "روزنة" بكثير من القلق حول حالات العدوى المشكوك فيها والتي قد يكون تسبب بها القادمون إلى المطار عبر طائرات بلدان شهدت حالات كورونا مؤخراً، سواء في لبنان أو العراق وأخطرها في إيران.
يقول الموظف أن الإجراءات الاحترازية قد تأخر اعتمادها في المطار، بل وأن هناك عدة رحلات قادمة من إيران بالمقام الأول لم تخضع لأية إجراءات فحص وما يتصل بها، ويضيف "لم نرصد حالات كثيرة كان يُشكّ على أنها تحمل فيروس كورونا، هناك بعض الحالات فقط تم فحصها، وقد خَلص الفحص الطبي إلى أن ما يعانيه المريض انفلونزا عادية أو التهاب قصبات".
وما يثير الاستغراب حيال تضارب سياسة دمشق في التعامل مع جائحة "كورونا"، هو أنه ورغم نفي دمشق تسجيل أي حالة "كورونا" إلا أنه وعلى عكس كل البلدان فقد علّق الاتحاد الرياضي العام (أعلى هيئة رياضية في سوريا) كافة النشاطات الرياضية في سوريا حتى نهاية شهر رمضان (23 أيار المقبل).
قد يهمك: فيروس كورونا يلغي إجازات عيد الفطر في سوريا
ورغم ذكر الاتحاد الرياضي العام أن تعليق الأنشطة الرياضية يأتي كإجراء وقائي، غير أن دولاً عانت من الوباء طيلة الفترة الماضية لم تلجأ إلى مثل هذا الإجراء كإيطاليا وإسبانيا اللتان بدأتا باتخاذ إجراءات وقائية منذ يوم أمس، بعدما وصل عدد الإصابات قرابة 12 ألف و 500 مصاب، بينما وصل عدد المصابين في إسبانيا إلى قرابة الـ 3 آلاف، في حين تحتل إيطاليا الترتيب الثاني على العالم في أعداد وفيات "كورونا" حيث وصلت آخر الأرقام إلى 827 حالة وفاة، بينما توفي في إسبانيا جرّاء الفيروس 84 شخص -حتى الآن-.
هذا وقد سبق كل من اتحادي كرة القدم والسلة (أكثر الألعاب جماهيرية في سوريا) قرار الاتحاد الرياضي العام، حيث كان الاتحادين منذ أيام قليلة تعليق النشاط الرياضي لمدة شهر فقط، قبل أن يمدد الاتحاد الرياضي مدة الإيقاف لتصل إلى أكثر من شهرين.
في سياق متصل، كانت كل من قطر ولبنان اتخذتا إجراءات أشارت إلى وجود فيروس كورونا في سوريا حتى وإن لم تعترف دمشق بذلك، حيث أوقفت المديرية العامة للطيران المدني اللبنانية؛ صباح اليوم الخميس استقبال أي قادمين من "الدول التي تشهد تفشي فيروس كورونا" كانت سوريا من بينهم إلى جانب دول فرنسا و مصر و العراق و اسبانيا و ألمانيا و بريطانيا.
بينما كانت قطر أعلنت يوم الأحد الماضي؛ منع دخول المسافرين القادمين إلى قطر من 15 دولة، كان من بينها؛ سوريا، "في محاولة لاحتواء انتشار فيروس كورونا الجديد"، وفقًا لبيان صادر عن مكتب اتصالات حكومة قطر.
ومن الجدير ذكره تشابه وضع سوريا مع بعض الدول في العالم التي لم تعلن عن إصابات "كورونا"، حيث لم يتم رصد الفيروس في أفريقيا سوى في ست دول فقط، وهي القارة التي لا تعمل فيها الأنظمة الصحية في العديد من بلدان القارة بالكفاءة المطلوبة، في حالة تشابه الوضع السوري إلى جانب دول أخرى عربية تعاني من فوضى واضطرابات؛ مثل اليمن وليبيا والسودان. فضلاً عن أن بعض الدول، التي يجمعها قاسم سياسي مشترك؛ و هو نظام الحكم السلطوي مثل سوريا وكوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا، لم يتم الإعلان فيها حتى الآن عن رصد حالات.