تقارير | 25 05 2020
في الوقت الذي توعّد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، باتخاذ إجراءات عنيفة ضد قوات النظام السوري في حال تعرضت قوات بلاده مرة أخرى لما وصفه بأقل ضرر في نقاط المراقبة في الشمال السوري، حمّلت الخارجية الروسية الجانب التركي المسؤولية عن تصعيد التوتر في إدلب، مؤكدة أن تركيا لا تلتزم بشكل "مزمن" بتعهداتها في إطار مذكرة سوتشي (أيلول 2018).
فيما ذهب مسؤول في الخارجية الروسية للقول بأن الاتفاق حول منطقة خفض التصعيد في إدلب كان اتفاقاً مؤقتاً، ما يشي بتوجه روسي لتطوير بنود ذلك الاتفاق، أو حتى استحداث اتفاق جديد و بمعايير مختلفة.
التصعيد المستمر والذي أدى إلى مقتل عدد من الجنود الأتراك خلال اليومين الماضيين، فضلا عن مقتل عشرات عناصر قوات النظام السوري وفق ما أفادت به تصريحات مسؤولين أتراك، فضلا عن سقوط الطائرة المروحية لقوات النظام يوم أمس، كل ذلك يشير إلى تغير كبير في قواعد الاشتباك بين الطرفين المتنازعين ما يدلل على أن التهدئة المطلوبة لمنع التصعيد الواسع في المنطقة؛ تتطلب عقد تفاهمات جديدة أو تحديث التفاهمات القديمة حول إدلب ضمن مبدأ تقديم مكاسب متبادلة للجانبي الروسي والتركي.
الباحث السياسي، صدام الجاسر، لفت خلال حديث لـ "روزنة" إلى أن النظام السوري يسعى إلى خلط الأوراق بين الروس والأتراك وتوريطهم في خلاف قد يتطور بينهم ويؤدي إلى إسقاط كافة التفاهمات، وذلك بعدما استهدفت قوات النظام الجنود الأتراك في نقاط المراقبة، معتبراً أن تلك الحادثة كانت وقعت بدون أن تكون قد نسقت روسيا مع قوات النظام حيال هذا الفعل.
واعتبر أن النظام يهدف من وراء التصعيد على نقاط المراقبة التركية؛ إلى للهروب من مآزق متعددة، فمن ناحية يظهر لحاضنته الشعبية بأنه قادر على أخذ زمام المبادرة وأنه لايزال لاعب رئيسي في سوريا رغم السيطرة الروسية التي باتت تتضح في كل مفاصل الدولة السورية .
اقرأ أيضاً: رسائل تركيّة إلى روسيا… هكذا ردّت موسكو
وتابع بالقول: "من ناحية أخرى يخفف (النظام) عن نفسه الضغوطات الروسية التي تمارس عليه وتتهمه بعرقلة عمل اللجنة الدستورية وعرقلة المفاوضات مع الأطراف السورية الأخرى، وأيضاً هي رسالة لدول الخليج أنه مستعد أن يكون رأس حربة في مواجهة تركيا مقابل الانفتاح عليه وتخفيف الضغوط الاقتصادية والسياسية والعقوبات المفروضة عليه… هي ضربة متعددة الأهداف والغايات".
في سياق متصل رأى الجاسر أن الرد التركي لا يرقى حتى الآن إلى مستوى الضربة التي تلقاها، وأضاف: "الاحتقان الشعبي في تركيا أصبح يشكل عامل ضغط على الحكومة التركية، و أرى أنها ستكون مجبرة على تقديم رد قوي أمام الشعب التركي؛ خصوصا وأن أردوغان رفع سقف التصريحات بشكل كبير وغير محسوب… الجانبين التركي والروسي يلعبان الآن ضمن حلبة واحدة وكلاهما في مأزق؛ فتركيا إلى الآن لا تمتلك ضمانات من حلف الأطلسي أو الولايات المتحدة بالوقوف معها؛ والروس يعلمون هذا الأمر ولذلك نجد أنهم لايقدمون أي تنازلات للأتراك بينما الأمريكان يرغبون بموقف تركي مرن من قوات "قسد" ولكن الى الان لا يبدو أن هناك تجاوب تركي تجاه هذا الأمر".
في حين اعتبر أن الروس يحاولون عدم الوصول إلى نقطة الصدام مع الأتراك، وذلك لإدراكهم أن موقفهم سيكون ضعيفاً في حال قررت تركيا إطلاق العنان للفصائل الموجودة في شمال سوريا مع إمكانية فتح أكثر من جبهة، وأكمل بالقول أن "روسيا والنظام لا يملكون القدرة على المواجهة في عدة جبهات؛ لذلك روسيا وتركيا يعتمدان حاليا سياسة التصريحات وعض الأصابع".
أين باتت حدود اتفاقية سوتشي؟
بينما لفت الجاسر خلال حديثه إلى أن اتفاقية خفض التصعيد تخضع لتفسيرات عديدة بحسب كل طرف، فالروس يرون أنه لابد من عودة سيطرة النظام السوري على كافة المناطق الخارجة عن سيطرته ويجب أن تساهم تركيا بذلك حسب تفسيرهم للاتفاقية، غير أن الأتراك من ناحيتهم يعتبرون أن سيطرة النظام على هذه المناطق تعني فقدانهم أحد أهم أوراقهم في سوريا، فضلا عن تسبب ذلك بموجة هجرة كبيرة ما سيؤدي إلى مشاكل داخل تركيا للحزب الحاكم.
وأردف "لذلك يحاول الأتراك فرض تفسيرهم الخاص والقاضي بوجود مناطق آمنة لايدخلها النظام وتكون ضمن سيطرتهم، لكن بعد استهداف النظام لقواتهم أصبحوا أكثر تشددا وأصبحوا يطالبون بالعودة إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية، و أعتقد أن أردوغان قد ورط نفسه بتصريحاته وأنه أصبح بين نارين، و أي قرار سيتخذه سيكون له تبعات غير معلومة النتائج".
قد يهمك.. إدلب: هل تحصل تفاهمات جديدة بين روسيا وتركيا؟
ونوه بأن اختلاف الرؤى بين الروس والأتراك قد يؤدي إلى انتهاء اتفاق سوتشي، وذلك قد يتعزز في حال قررت الولايات المتحدة التدخل ودعم الأتراك؛ وعندئذ سيدخل فصل جديد من فصول الأزمة السورية، وختم بالقول "الحقيقة التي أراها أن الأمريكان استطاعوا أن يثبتوا للجميع أنهم يمسكون بخيوط كثيرة في سوريا، والجميع ينتظر منهم حاليا موقف واضح تجاه ما يجري و أي تحرك أميركي سيكون هو بوصلة للأحداث القادمة".
من جانبه، قال الخبير في الشؤون الروسية، تيمور دويدار، في حديث لـ "روزنة" أنه وبعد التصعيد الحاصل، والإخلال بالاتفاق بين روسيا وتركيا، يبدو أنه حان الوقت لإعادة النظر في اتفاق جديد، حيث لم تلتزم تركيا وفق رأيه بأي بند من اتفاق سوتشي مع روسيا.
ورجّح إمكانية العودة إلى اتفاقية أضنة، بحيث يكون للأتراك فيها 30 كيلومتراً جنوب الحدود السورية التركية لضمان أمنهم، منوها بأن اتفاقية مناطق خفض التصعيد كلها كانت مؤقتة، وهي نفذت من أجل الهدنة لاعتبارات إنسانية؛ لمساعدة النازحين إضافة للتعامل مع المجموعات المسلحة لا أكثر ولا أقل، بحسب اعتباره.
وتابع دويدار: "الكلام الذي يطلقه أردوغان، هو مستخدم للاستهلاك الداخلي وموجهة لناخبيه فقط، وأعتقد أن ما يقوله لن يحصل"، وحول احتمال إطلاق عملية عسكرية ضد قوات النظام أينما كانت، أشار إلى أن ذلك أمراً مستبعد الحدوث، مردفا بضرورة مراجعة ما يقومون به الأتراك وما يوعدون به، وعلى الجانب التركي تفعيل ما وقعوا عليه في اتفاقية سوتشي عام 2018، بحسب وصفه.
فيما ذهب مسؤول في الخارجية الروسية للقول بأن الاتفاق حول منطقة خفض التصعيد في إدلب كان اتفاقاً مؤقتاً، ما يشي بتوجه روسي لتطوير بنود ذلك الاتفاق، أو حتى استحداث اتفاق جديد و بمعايير مختلفة.
التصعيد المستمر والذي أدى إلى مقتل عدد من الجنود الأتراك خلال اليومين الماضيين، فضلا عن مقتل عشرات عناصر قوات النظام السوري وفق ما أفادت به تصريحات مسؤولين أتراك، فضلا عن سقوط الطائرة المروحية لقوات النظام يوم أمس، كل ذلك يشير إلى تغير كبير في قواعد الاشتباك بين الطرفين المتنازعين ما يدلل على أن التهدئة المطلوبة لمنع التصعيد الواسع في المنطقة؛ تتطلب عقد تفاهمات جديدة أو تحديث التفاهمات القديمة حول إدلب ضمن مبدأ تقديم مكاسب متبادلة للجانبي الروسي والتركي.
الباحث السياسي، صدام الجاسر، لفت خلال حديث لـ "روزنة" إلى أن النظام السوري يسعى إلى خلط الأوراق بين الروس والأتراك وتوريطهم في خلاف قد يتطور بينهم ويؤدي إلى إسقاط كافة التفاهمات، وذلك بعدما استهدفت قوات النظام الجنود الأتراك في نقاط المراقبة، معتبراً أن تلك الحادثة كانت وقعت بدون أن تكون قد نسقت روسيا مع قوات النظام حيال هذا الفعل.
واعتبر أن النظام يهدف من وراء التصعيد على نقاط المراقبة التركية؛ إلى للهروب من مآزق متعددة، فمن ناحية يظهر لحاضنته الشعبية بأنه قادر على أخذ زمام المبادرة وأنه لايزال لاعب رئيسي في سوريا رغم السيطرة الروسية التي باتت تتضح في كل مفاصل الدولة السورية .
اقرأ أيضاً: رسائل تركيّة إلى روسيا… هكذا ردّت موسكو
وتابع بالقول: "من ناحية أخرى يخفف (النظام) عن نفسه الضغوطات الروسية التي تمارس عليه وتتهمه بعرقلة عمل اللجنة الدستورية وعرقلة المفاوضات مع الأطراف السورية الأخرى، وأيضاً هي رسالة لدول الخليج أنه مستعد أن يكون رأس حربة في مواجهة تركيا مقابل الانفتاح عليه وتخفيف الضغوط الاقتصادية والسياسية والعقوبات المفروضة عليه… هي ضربة متعددة الأهداف والغايات".
في سياق متصل رأى الجاسر أن الرد التركي لا يرقى حتى الآن إلى مستوى الضربة التي تلقاها، وأضاف: "الاحتقان الشعبي في تركيا أصبح يشكل عامل ضغط على الحكومة التركية، و أرى أنها ستكون مجبرة على تقديم رد قوي أمام الشعب التركي؛ خصوصا وأن أردوغان رفع سقف التصريحات بشكل كبير وغير محسوب… الجانبين التركي والروسي يلعبان الآن ضمن حلبة واحدة وكلاهما في مأزق؛ فتركيا إلى الآن لا تمتلك ضمانات من حلف الأطلسي أو الولايات المتحدة بالوقوف معها؛ والروس يعلمون هذا الأمر ولذلك نجد أنهم لايقدمون أي تنازلات للأتراك بينما الأمريكان يرغبون بموقف تركي مرن من قوات "قسد" ولكن الى الان لا يبدو أن هناك تجاوب تركي تجاه هذا الأمر".
في حين اعتبر أن الروس يحاولون عدم الوصول إلى نقطة الصدام مع الأتراك، وذلك لإدراكهم أن موقفهم سيكون ضعيفاً في حال قررت تركيا إطلاق العنان للفصائل الموجودة في شمال سوريا مع إمكانية فتح أكثر من جبهة، وأكمل بالقول أن "روسيا والنظام لا يملكون القدرة على المواجهة في عدة جبهات؛ لذلك روسيا وتركيا يعتمدان حاليا سياسة التصريحات وعض الأصابع".
أين باتت حدود اتفاقية سوتشي؟
بينما لفت الجاسر خلال حديثه إلى أن اتفاقية خفض التصعيد تخضع لتفسيرات عديدة بحسب كل طرف، فالروس يرون أنه لابد من عودة سيطرة النظام السوري على كافة المناطق الخارجة عن سيطرته ويجب أن تساهم تركيا بذلك حسب تفسيرهم للاتفاقية، غير أن الأتراك من ناحيتهم يعتبرون أن سيطرة النظام على هذه المناطق تعني فقدانهم أحد أهم أوراقهم في سوريا، فضلا عن تسبب ذلك بموجة هجرة كبيرة ما سيؤدي إلى مشاكل داخل تركيا للحزب الحاكم.
وأردف "لذلك يحاول الأتراك فرض تفسيرهم الخاص والقاضي بوجود مناطق آمنة لايدخلها النظام وتكون ضمن سيطرتهم، لكن بعد استهداف النظام لقواتهم أصبحوا أكثر تشددا وأصبحوا يطالبون بالعودة إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية، و أعتقد أن أردوغان قد ورط نفسه بتصريحاته وأنه أصبح بين نارين، و أي قرار سيتخذه سيكون له تبعات غير معلومة النتائج".
قد يهمك.. إدلب: هل تحصل تفاهمات جديدة بين روسيا وتركيا؟
ونوه بأن اختلاف الرؤى بين الروس والأتراك قد يؤدي إلى انتهاء اتفاق سوتشي، وذلك قد يتعزز في حال قررت الولايات المتحدة التدخل ودعم الأتراك؛ وعندئذ سيدخل فصل جديد من فصول الأزمة السورية، وختم بالقول "الحقيقة التي أراها أن الأمريكان استطاعوا أن يثبتوا للجميع أنهم يمسكون بخيوط كثيرة في سوريا، والجميع ينتظر منهم حاليا موقف واضح تجاه ما يجري و أي تحرك أميركي سيكون هو بوصلة للأحداث القادمة".
من جانبه، قال الخبير في الشؤون الروسية، تيمور دويدار، في حديث لـ "روزنة" أنه وبعد التصعيد الحاصل، والإخلال بالاتفاق بين روسيا وتركيا، يبدو أنه حان الوقت لإعادة النظر في اتفاق جديد، حيث لم تلتزم تركيا وفق رأيه بأي بند من اتفاق سوتشي مع روسيا.
ورجّح إمكانية العودة إلى اتفاقية أضنة، بحيث يكون للأتراك فيها 30 كيلومتراً جنوب الحدود السورية التركية لضمان أمنهم، منوها بأن اتفاقية مناطق خفض التصعيد كلها كانت مؤقتة، وهي نفذت من أجل الهدنة لاعتبارات إنسانية؛ لمساعدة النازحين إضافة للتعامل مع المجموعات المسلحة لا أكثر ولا أقل، بحسب اعتباره.
وتابع دويدار: "الكلام الذي يطلقه أردوغان، هو مستخدم للاستهلاك الداخلي وموجهة لناخبيه فقط، وأعتقد أن ما يقوله لن يحصل"، وحول احتمال إطلاق عملية عسكرية ضد قوات النظام أينما كانت، أشار إلى أن ذلك أمراً مستبعد الحدوث، مردفا بضرورة مراجعة ما يقومون به الأتراك وما يوعدون به، وعلى الجانب التركي تفعيل ما وقعوا عليه في اتفاقية سوتشي عام 2018، بحسب وصفه.