مئات حالات التسمم في وادي بردى و تخوفات من كارثة صحية

 
محافظة دمشق في تعليقها الذي احتوى على الكثير من الاستخفاف بحياة الناس، قالت بأن السبب في حالات التسمم الحاصلة يعود إلى التقنين الكهربائي، وهو الأمر الذي وصفه الأهالي بغير المنطقي.
 
مصادر محلية قالت لـ "روزنة" إن استمرار حدوث حالات التسمم وعدم القدرة على معالجة المشكلة ينذر بكارثة إنسانية كبيرة سبق وأن حصلت في المنطقة نفسها منذ أكثر من 3 سنوات بمرض يطلق عليه "متلازمة غيلان باريه" التي أصابت العشرات هناك منذ سنوات خلال فترة الحصار على المنطقة، قبل أن يتم تهجير الرافضين لاتفاق التسوية نحو الشمال السوري في مطلع عام 2017.
 
يذكر أنه  خلال عام 2016  انتشر في منطقة وادي بردى المحاصرة من قبل قوات النظام -آنذاك-، داء "متلازمة غيلان باريه"، حيث تم تسجيل عشرات الإصابات، وفق تقارير إعلامية، أصيب معظمهم بالشلل، وتتشابه أعراضها مع الأعراض الحاصلة في وادي بردى الآن نتيجة التسمم، من التهاب أمعاء وإقياء وإسهال.
 
صحيفة "الوطن" المحلية قالت اليوم الأربعاء، إن السبب وراء حالات التسمم هو تلوث المياه نتيجة نقص مادة الكلور المعقّم بسبب الانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي.
 
وأوضحت أنه تم أخذ عينات من طاقم صحة ريف دمشق وطاقم مياه الشرب، وأظهرت النتائج بأن هناك 7 عينات من أصل 10 مرفوضة، نتيجة نقص التعقيم بمادة الكلور للمياه التي يتم شربها في المنطقة، على حد وصفها.

اقرأ أيضاً: فك حصار وادي بردى.. وعناصر من "النصرة" يصلون إلى إدلب
 
وأضافت أنّ سبب نقص التعقيم أن أجهزة التعقيم الموجودة تعمل على الكهرباء، وهناك تقنين 4 ساعات انقطاع مقابل ساعتي تغذية، ما يجعل المياه من دون تعقيم لمدة 4 ساعات.
 
في حين ذكرت وسائل مصادر أنه تم توثيق 2500 حالة تسمم في منطقة "أشرفية الوادي" لوحدها، وسط استنفار طبي كامل وعيادات متنقلة وطواقم طبية تابعة لمديرية صحة ريف دمشق.
 
مؤسسة مياه دمشق وريفها أرجعت سبب التسمم إلى مياه البئر الموجود في الفرن في منطقة "جديدة الوادي"، ووفق تحاليلها أنها غير صالحة للاستهلاك البشري، وتستخدم في عملية صناعة الخبز، بينما أشار سوريون إلى أنّ الأطفال الصغار الذين لا يستهلكون إلا المياه والحليب تعرّضوا للتسمم، ما يدل على أنّ التسمم من المياه وليس من الطعام.
 
وصرّح مدير عام مؤسسة مياه دمشق وريفها، مازن شبلي، أن نتائج تحاليل المؤسسة أكدت أن شبكة المياه العامة في تلك المناطق آمنة وصحية وقابلة للاستهلاك البشري مئة بالمئة، وأشار إلى أنّ سبب حالات التسمم تعود إلى مياه البئر الموجود في الفرن بمنطقة "جديدة الوادي" التي أثبتت التحاليل أنها غير صالحة للاستهلاك البشري.
 
 ولفت أن هذا البئر غير موصول على شبكة المياه العامة، ولكن استخدام مياهه في عملية صنع الخبز وهو الأمر الذي أدى إلى انتشار حالات التسمم.

قد يهمك: ما هي أنواع التسمم الغذائي؟
 
وذكر سوريون من أهالي وادي بردى على وسائل التواصل الاجتماعي، أنّ عائلات كاملة في الأشرفية تعرّضت للتسمم من الطفل الرضيع وحتى الشيخ الكبير، حتى أنّ أدوية الإسهال والتسمم المعوي تكاد تفقد من الصيدليات لشدة الطلب عليها، مشيرين إلى أنه تم توزيع ظروف كلور على الأهالي منتهية الصلاحية منذ 6 أشهر.
 
وأوضح الأهالي أن مشروع الصرف الصحي في "جديدة الوادي" عند كوع الحرس هو سبب تلوث المياه، حيث اختلطت مياه الصرف الصحي بمياه الشرب.
 
وتعتبر متلازمة "غيلان باريه" أحد أمراض المناعة الذاتية، غير المعدية التي تشبه في أعراضها الأنفلونزا والكريب، يهاجم الجهاز المناعي أعصاب الجسم، ما يسبب إزالة الغمد النخاعي، وغالباً ما تكون مجهولة السبب، تبدأ الأعراض بإحساس بوخز وتنميل في أصابع القدمين ومن ثم ضعف عضلي أو شلل خلال ساعات، ويتطور المرض ليبلغ ذروته  خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ينتهي بالشلل الكامل، وقد يؤدي إلى الموت.
 
وكشفت بعض الأبحاث علاقة المرض ببعض الحالات، كالإصابة بالعدوى في الجهاز الهضمي أوالرئتين في 60 في المئة من الحالات، وبعد الإصابة في بعض الالتهابات الفيروسية مثل الأنفلونزا، كوكساكي، إبيشتاين بار، وبعد الخضوع لعملية جراحية، وبعد التلقيح.