تقارير | 25 05 2020
مع انتشار حوادث الخطف في العاصمة دمشق، لمراهقين وأطفال، وسط حالة من الفلتان الأمني، اختطف مجهولون مؤخراً ثلاثة أطفال للكاتب والمنتج السوري طلال لبابيدي، والذي يعمل كمراسل في "الإعلام الحربي" لدى النظام السوري.
وقال لبابيدي في منشور على صفحته الشخصية في "فيسبوك" أمس الأحد، إنّ أطفاله مفقودون منذ نحو أسبوع، مرفقاً صورهم، ويبلغ عمر أصغرهم نحو 3 سنوات، أما الطفلان الآخران فيبلغ عمرهما نحو 12 سنة، وقد طلب من تعرّف عليهم في أي محافظة التواصل معه على رقمه أو على حسابه.
وناشد سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي وزارة الداخلية التي نفت سابقاً وجود حالات خطف، بالانتفاض لأجل أولادهم المفقودين وإيجادهم، محذّرين الأهالي من عدم خروج أطفالهم من المنازل إلا وهم معهم، حفاظاً عليهم من حوادث الخطف التي تحدث بوسائل متعددة.
وذكرت صفحة "فساد سوريا في زمن الإصلاح" في شهر تموز الماضي أنه بعد فقدان طفلة ذات 5 أعوام وتدعى شذى البحري من أمام منزلها في بلدة حفير الفوقا في ريف دمشق الغربي، وردت معلومات لأهالي البلدة بأن عصابة من المتسولين يقومون بعمليات خطف منظمة للأطفال في قرى القلمون لتشغيلهم في التسول حيث يقيمون في بلدة منين.
وأضافت الصفحة أن الأمن الجنائي تمكن من استعادة الطفلة، بعدما عمد الخاطفون الى ابتزاز أهلها وطلب فدية مالية بنحو مليون ونصف ليرة سورية.
وأضافت الصفحة أن الأمن الجنائي تمكن من استعادة الطفلة، بعدما عمد الخاطفون الى ابتزاز أهلها وطلب فدية مالية بنحو مليون ونصف ليرة سورية.
اقرأ أيضاً: الفقر يصل إلى مستويات مخيفة في سوريا... ما علاقته بالدولار؟
وكانت وزارة الداخلية لدى النظام السوري نفت مطلع العام الجاري وقوع أي حوادث اختطاف في العاصمة دمشق، وادّعت أن ما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي مجرد إشاعات، بينما أكد سوريون وجود حالات اختطاف لمراهقين وأطفال، بطرق مختلفة من قبل مجهولين.
وقالت الوزارة إن جميع أقسام الشرطة في المدينة تقوم بمهامها على مدار الساعة واتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة للحفاظ على الأمن ومنع تلك الجرائم، وأكدت أنها جاهزة للاستجابة الفورية لتلقي أي بلاغ يتعلق بهذا الشأن.
وزادت حالة الفلتان الأمني في المحافظات من سرقة وخطف وقتل بعد مرسوم العفو الذي أصدره رئيس النظام السوري بشار الأسد في منتصف شهر أيلول الماضي والذي على منح عفو عام عن الجرائم التي ارتكبت قبل 14 أيلول من عام 2019، عن كامل العقوبة أو جزء منها، وذلك حسب نوع الجرائم كالإعدام والأعمال الشاقة المؤبدة والاعتقال المؤبد، في حال تنازل الطرف المتضرر عن حقه الشخصي.
وتضمن المرسوم، منح عفو عن كامل العقوبة المؤقتة أو المؤبدة "السالبة للحرية" للمحكومين المصابين بمرض عضال غير قابل للشفاء لمن بلغ سن الـ 75، كما تضمن عفوا كاملاً أو جزئياً لبعض العقوبات المنصوص عنها بقانون مكافحة الإرهاب رقم 19 لعام 2012، إضافة إلى العقوبات المتعلقة بجرائم الخطف إذا قام الخاطف بتسليم المخطوف بشكل آمن ودون أي مقابل، إلى أي جهة مختصة خلال شهر من تاريخ نفاذ هذا المرسوم.
قد يهمك: سوريون يؤكدون حالات خطف في دمشق.. وداخلية النظام تنفي
وشمل العفو أيضا جرائم الفارين من الخدمة العسكرية في قوات النظام، حيث أعطى المرسوم مهلة لتسليم أنفسهم خلال 3 أشهر للفرار الداخلي، و6 أشهر بالنسبة للفرار الخارجي، بالإضافة لجرائم الجنح والمخالفات والأحداث والعقوبات المتعلقة بالغرامات التي يجري تسديدها والتسوية مع الإدارة العامة للجمارك ومكتب القطع أو الإدارة المختصة.
وتبلغ نسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر 83 في المئة، كما تبلغ نسبة السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في سوريا 33 في المئة بحسب تقرير أصدرته الأمم المتحدة في شهر آذار الفائت عن الاحتياجات الإنسانية في سوريا لعام 2019.
وقدّر التقرير الأممي أن 11.7 مليون سوري بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية المختلفة كالغذاء والمياه والمأوى والصحة والتعليم، حيث أوضحت البيانات أن العدد الأكبر من المحتاجين إلى المساعدات يعيشون في حلب تليها دمشق ومن ثم إدلب، بينما عدد المحتاجين إلى المساعدة في أماكن يصعب الوصول إليها يبلغ أكثر من مليون سوري.
يذكر أنّ طلال لبابيدي من مواليد حماة عام 1982 بدأ مشواره الفني في المسرح الشبيبي كمؤلف وممثل ومن ثم مخرج، وكتب وأخرج عدة أعمال مسرحية للأطفال منها "حماة الأرض" و "مملكة السلام"، كما عمل في تصوير الإعلانات وأغاني أطفال مصورة، و في عام 2003 صور أول فيلم طويل بمشاركة 80 ممثلاً من الهواة بعنوان "زمان يا شام" وهو من تأليفه وإخراجه، وكانت الخطوة الأولى على طريق العمل في الدراما السورية.
ومع بداية عام 2011 توقف عن العمل في القطاع الفني وعمل كمصور وكمراسل لـ" الإعلام الحربي" لدى النظام السوري، حيث قام بتوثيق أكثر من 30 معركة متفرقة في كل أنحاء سوريا مثل: حمص، حلب، والغوطة الشرقية، ليعود مجدداً إلى الفن والكتابة والتأليف حيث كتب عملاً ملحمياً بعنوان "شآم" وهو عمل مسرحي تمثيلي غنائي شعري راقص بمشاركة أكثر من 140 ممثلاً وراقصاً، قُدم العمل على خشبة مسرح "دار الأسد للثقافة والفنون" عام 2018.