تقارير | 25 05 2020
تزداد أعداد الشباب السوريين العازفين عن الزواج لأسباب عدة معظمها خلفتها الأزمة السورية منذ سنوات، أهمها العامل الاقتصادي لارتفاع مستوى المعيشة، وعدم الاستقرار النفسي والمكاني الذي أثر على قرار الشباب ورغبتهم في الزواج.
وتحتفل الصين دون غيرها بيوم العُزّاب في الـ 11 من شهر تشرين الثاني أي في الشهر الـ 11 من السنة، وهو عطلة تسوق تحظى بشعبية بيوم الشباب الصيني الذين يفتخرون بكونهم عزاب.
واختار العُزّاب في الصين هذا اليوم الذي يصادف 11/11 بسبب تكرار الرقم واحد أربع مرات على التوالي، والذي يدل على الوحدة.
وعن عزوف الشباب السوري عن الزواج، يقول الصحافي مالك الحافظ لـ"روزنة" إنه "لا توجد إحصائية دقيقة تؤكد ازدياد أو تناقص أعداد المتزوجين من السوريين سواء في الداخل أو في بلدان اللجوء".
ويرى الحافظ أن "هناك فئة لا بأس فيها باتت تتشكل من العُزّاب السوريين لأسباب عديدة قد يطول شرحها، ورغم وجود زيادة في أعداد مواليد السوريين في بلدان اللجوء، إلا أن ذلك لا يعني عدم لجوء بعض السوريين إلى خيار "العزوبية"؛ لأسباب خاصة في أحيان وفي أحيان أخرى يتشاركون في أسباب عامة؛ منها العامل الاقتصادي والأوضاع المادية الحرجة للسوريين التي تبعدهم عن دائرة الارتباط إن كان عن قناعة أو حتى اضطراراً، فضلا عن العامل النفسي المتمثل بصدمة ما بعد الأزمة التي تعرض لها السوريون جميعاً؛ وما كرسته عند الغالبية من ارتدادات سلبية على الجانب الشخصي لدى السوري سواء في بلد اللجوء أو في الداخل السوري".
ويضيف: "ولا ننسى أيضا حلم الهجرة واللجوء في بلدان تمنح أكثر استقرارية للسوري ما يدفع البعض لعدم الارتباط في الوقت الحالي؛ وهذا السبب يرتبط طبعا مع جوانب أخرى ولا يمكن اعتباره سبباً رئيسياً لدى الغالبية".
وأردف أن "فئة العُزّاب السوريين وبحكم الوضع الذين هم فيه باتوا في تحدي لإثبات ذاتهم بعدما كادت أن تكسرهم مرحلة الحرب... لذلك ومن منظور شخصي لا أرى أن الارتباط سيكون عامل مساعد في التغلب على المصاعب الأساسية الموجودة لدى السوري، بقدر ما يكون (الارتباط) معيقاً إن جاز التعبير لتحقيق ذاتهم والتغلب على أنفسهم أيضا وسط ظروف المرحلة الانتقالية الاجتماعية والإنسانية التي يعيشها السوريون خلال هذه الفترة… هذا أمر صحي وأنا من مؤيديه وهو ضرورة، فالبقاء عازباً أفضل من الزواج لعديد السوريين حالياً".
اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن آلهة الحب والجمال "عشتار" عند السومريين
أما ماجد خالد وهو عازب في الأربعينات من العمر، يقول لـ "روزنة": "إنه إلى الآن لم يلتقِ بالفتاة التي يطمح أن تكون فيها المواصفات المناسبة، وبخاصة العلم والثقافة والانفتاح".
ويضيف أن "الأزمة السورية أثرت على قرار زواجه حيث أدت إلى بتر كل العلاقات التي كان يقيمها في سوريا منذ سنوات، وبالتالي انقطعت آماله من الزواج بشخصيات كانت من الممكن أن تكون مناسبة".
الباحثة الاجتماعية كبرياء الساعور، تقول لـ "روزنة": إن "الحرب والنزوح وغياب كل أشكال الاستقرار هي أهم الأسباب لعزوف الشباب عن الزواج".
وأضافت، "أن العامل الاقتصادي له دور كبير، كما أن ارتفاع معدلات البطالة له دور في عزوفهم عن الزواج، وحتى في دول اللجوء يعاني الشاب السوري من البطالة وعدم وجود الاستقرار".
وأشارت إلى أن "غياب الاستقرار يمكن أن يؤدي إلى عدم تحفيز الشباب و إقدامهم على الزواج، كما أن ارتفاع المهور أيضاً من أحد الأسباب، إذ أن الكثير من العائلات السورية حافظت على العادات والتقاليد بطلب مهور مرتفعة من الصعب على الشاب في الوقت الحالي تحقيقها، فضلاً عن الظروف النفسية".
وشهدت سوريا خلال السنوات الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في "نسبة العنوسة" عند الفتيات نتيجة الحرب وما خلفته من لجوء وتهجير وتدني في المستوى المعيشي، والذي دفع الشباب للعزوف عن الزواج.
وكان القاضي الشرعي الأول بدمشق محمود معراوي، قال في شهر نيسان الماضي أن نسبة العنوسة بين الإناث وصلت في مناطق سيطرة النظام إلى نحو 70 في المئة، نتيجة ظروف الحرب المستمرة خلال سنوات.
وأشار إلى أنّه نتيجة قلة أعداد الذكور إثر مقتل عدد كبير منهم في الحرب، والأعباء المالية، وتكاليف الزواج المرتفعة، وغلاء المعيشة، ارتفعت نسبة العنوسة في سوريا.