تقارير | 25 05 2020

تتعرّض كثيرات لاعتداءات جنسية وحشية ويواجهن الاغتصاب منفردات يائسات، وسط قوانين لا تنصف النساء ومجتمع لا يرحمهن ولا يدعمهن، ولا يسمع صراخهن، وفي حالاتٍ كثيرة تضطر النساء إلى التحمّل والسكوت، لا سيما أن المعتدين غالباً ما يكونون من أفراد العائلة والمُقربين، ما يزيد المسألة تعقيداً، ويصبح الجرح أكثر إيلاماً، حلقة اليوم من (إنت قدها) تُناقش طُرق حماية النساء من الاعتداءات الجنسيّة وأبرز طرق التوعية المُجتمعيّة.
مديرة مركز "الأتارب" في المبادرة السورية للتوعية المجتمعية والقانونية ماجدة العبود، تؤكد أن مصطلحات من قبيل اغتصاب واعتداء جديدة على المجتمع وليس سهلاً خلق وعي وتضامن مع هؤلاء النساء، منوّهةً بالصعوبات التي تواجهها النساء اللواتي يتعرضنّ لاعتداء جنسي.
وحول جهود مركز "أتارب" قالت العبود إنّ المركز يُقدم النصح والمساعدة لأي سيدة تعاني من مشكلة من هذا النوع، بالإضافة عدد آخر من النشاطات التوعوية لمسألة الاعتداءات الجنسية والاغتصاب.
وأشارت العبود إلى أنّ التركيز بداية يكون على الفئة المثقفة القادرة على استيعاب خطورة هذه القضايا وحساسيتها، بهدف خلق تضامن مجتمعي مع ضحايا الاعتداءات، مُنوّهةً بضرورة مراعاة مبدأ الخصوصية والسريّة، فأحياناً لا تفصح طالبة المساعدة عن اسمها أو وجهها.
مشيرة إلى أنّ من أولويات المركز بناء جسور ثقة عبر متخصصين قادرين على المساعدة، لتحقيق الدعم القانوني والنفسي، ومن ثُمّ تجميع المعلومات والملفات وتنظيمها لتحقيق النتائج المرجوة.
اقرأ أيضاً: الاعتداءات الجنسية على النساء أداة حرب.. إلى متى؟
الناشطة في مبادرة "طالعات" حلا مرشود (والموجودة في فلسطين لحماية النساء من التعنيف)،قالت إنّه من أولويات المُبادرة تسييس قضايا تعنيف النساء ووضعها في صلب قضية التحرر الفلسطيني، كون قضايا النساء لا تلقى دعماً سياسياً، وتُعتبر هامشيّة وتحتمل التأجيل.
العدالة ضد الاستعمار لا تتحقق إلا بالعدالة الاجتماعية وإنصاف الفئات المهمشة.
-تأكيد أن قضايا العنف ضد النساء ليست مسائل فردية بل تخص كل فلسطينية وفلسطيني، مع العلم أن العنف يقع غالباً في البيوت والعائلات التي يفترض أن تكون مصدر الأمان.
وحول كيفيّة تقديم الدعم الحقيقي حتى تستطيع كل امرأة حماية نفسها من العنف النفسي الذي يمنعها من الإفصاح عن الاعتداءات أو حوادث الاغتصاب؟ تؤكد الاختصاصية الاجتماعية وضحة عثمان على أنّ المشكلة تبدأ في منظومة العلاقات الاجتماعية، ومن الضروري حسب قول العثمان وضع حدود حين تشعر المرأة بأن هناك تصرفات غير طبيعية من شخص ما، وعليها ألا تسكت عن ذلك حتى تحمي نفسها من التمادي معها.
مشيرة إلى ضرورة اللجوء إلى شخص موثوق كالزوج مثلاً، كما أنّه من الضروري أن نتحلى كأفراد في المجتمع بالقدرة على الردع ورفض الإساءة إلى امرأة مظلومة وأن نسمي هذه الاعتداءات جرائم وألا نتسامح معها.