تقارير | 25 05 2020
أنقرة لن توقف الهجوم ولا تريد الحوار مع قسد
استبعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاربعاء 16 تشرين الأول – أكتوبر 2019 اجراء أي محادثات مع القوات الكردية السورية التي تعتبرها انقرة "ارهابية"، من أجل وقف الهجوم التركي الجاري حاليا في شمال سوريا.
وقال أردوغان في خطاب أمام البرلمان "هناك بعض القادة الذين يحاولون القيام بوساطة. لم يحصل إطلاقا في تاريخ الجمهورية التركية أن تجلس الدولة على نفس الطاولة مع منظمة إرهابية".
ويرى المحلل السياسي درويش خليفة في اتصال هاتفي مع إذاعة روزنة أن تصريحات الرئيس التركي ربما تهدف إما إلى إصرار أنقرة على استكمال العملية العسكرية شرق الفرات، أو الدخول بمفاوضات مع الناتو والأكراد بعد كسب أوراق جديدة.
النظام يحاول ملئ الفراغ الأمريكي
إلى ذلك ذكرت وسائل إعلام أن عناصر من قوات النظام السوري دخلت مدينة الرقة دون تأكيد من وسائل الإعلام الرسمية السورية، فيما قال التلفزيون الروسي القوات النظامية السورية سيطرت على القواعد العسكرية التي انسحبت منها قوات أمريكية في شمال شرق سوريا.
وبهذا الإطار يلاحظ المحلل السياسي "خليفة" أن النظام السوري يحاول استغلال الفرصة، ودخول المناطق التي تخرج منها القوات الأمريكية وكذلك الروس، والجميع يترقب بحذر وشك بأن الامريكان سينسحبون أم لا.
واعتبر أردوغان أنّ دخول قوات النظام السوري إلى مدينة منبج في شمال البلاد ليس تطوّراً "سلبياً جداً" بالنسبة لأنقرة وقال: "دخول النظام إلى منبج ليس تطوّراً سلبياً جداً بالنسبة لنا. لماذا؟ لأنّها أرضهم".
روسيا أيضا أطلقت تصريحات متناقضة
ديميتري بوسكوف، المتحدث باسم الكرملين، تحدث عن احترام موسكو لحق أنقرة في الدفاع عن نفسها مضيفاً أن العملية العسكرية لا يجب أن تقف في وجه العمل الدبلوماسي.
لكن التناقض في التصريحات الروسي أيضا كان حاضرا حين أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الصراع في شمال شرق سوريا سمح لمسلحي داعش بالانتشار في جميع أنحاء العالم، وأضاف أن قرارات التحالف الغربي في سوريا تدفع الأكراد نحو الانفصال.
ويرى "خليفة" أنه من الواضح أن قرار الإدارة الأمريكية الانسحاب من سوريا، كان مربكا للجميع، وأن هناك خلاف على الحدود وتفاصيل التفاصيل، إذ أنه من الواضح وجود تفاهمات بين أنقرة والاتحاد الأوربي، وأنقرة وموسكو، وأنقرة وواشنطن على الخطوط العريضة، روسيا والناتو كان لهما تصاريح لافتة بتفهم المخاوف الأمنية التركية.
بوتين يدعو أردوغان لزيارته في موسكو
الكرملين أعلن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لزيارة موسكو قبل نهاية الشهر الجاري لبحث الوضع في سوريا إبان العملية العسكرية التركية، وقال الكرملين إن "فلاديمير بوتين دعا رجب طيب إردوغان لزيارة عمل في الأيام القادمة. تم قبول الدعوة" وفق البيان.
البيان أضاف أضاف أن الزعيمين أكدا "ضرورة منع مواجهة بين الوحدات التركية والسورية" في شمال سوريا حيث تشن أنقرة هجوما.
وفد أمريكي على أرفع المستويات إلى أنقرة لصناعة موقف واضح
الرئاسة الأمريكية أعلنت أن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس سيلتقي بأردوغان في أنقرة الخميس لإقناعه بإعلان "وقف فوري لإطلاق النار"، ويرأس بنس في زيارته إلى تركيا وفداً يضمّ كلاً من وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين والمبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري، بحسب ما أعلن البيت الأبيض الثلاثاء.
وقالت الرئاسة في بيان إنّ زيارة بنس تهدف إلى تأمين "وقف فوري لإطلاق النار وتوفير الظروف لحل تفاوضي"، لكن في الوقت نفسه أعلن مسؤول كبير في البنتاغون الثلاثاء أنّ الولايات المتحدة تريد مواصلة التعاون مع المقاتلين الأكراد في قوات سوريا الديموقراطية في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
تصريح إيراني لا يخلو من التناقض
قال المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي إن بلاده تدرك قلق تركيا بشأن تأمين حدودها الجنوبية، لكنها لا ترى أن العمليات العسكرية هي الحل، وأضاف ربيعي -في تصريح صحفي- أن الأحداث الأخيرة أثبتت أنه لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة، معربا عن قلق بلاده بشأن أمن الأكراد في شمال سوريا.
وقال كذلك "نرى أن الحل الوحيد لضمان الأمن في شمال سوريا هو استقرار الجيش السوري في هذه المنطقة ومواصلة مسار أستانا وايجاد مناطق خفض التوتر. إيران مستعدة للمساهمة في ذلك".
اقرأ أيضا: هل فعلا يستطيع "داعش" العودة بسبب عملية "نبع السلام"؟
هل ينجو مجلس الأمن من فيتو وسط هذه التناقضات؟
يبحث مجلس الأمن الدولي اليوم العملية التركية، وكان من المقرر عقد الاجتماع اليوم حيث طلبت ألمانيا مناقشة الهجوم على سوريا، وكان المجلس قد بحث الخميس الماضي ما سماه الهجوم التركي على سوريا خلف أبواب مغلقة، إلا أنه فشل في الاتفاق على بيان مشترك.
وحسب خليفة فإن تذبذب المواقف الصادرة عن البيت الأبيض، وتعارضها مع مجلس الأمن القومي والبنتاغون، أدت إلى كل هذا الارتباك، وإلى اجتماع اليوم بين الرئيس ترامب ومجلس الأمن القومي، الذي من المتوقع أنه سيخرج بموقف أكثر وضوحا على الصعيد الأمريكي.
ذلك سيحدث بالتزامن مع التفاهمات الأمريكية التركية في زيارة أنقرة، وبالتالي بناء موقف في مجلس الأمن على هذا الأساس، لكن يبقى الموقف الروسي غير المتوقع أيضا بهذا الإطار، وهو مسنود غالبا بموقف صيني أيضا.
مقابلة خليفة درويش