جيش العزة: مباحثات للانضمام إلى "الجيش الوطني"

 
وأبدى القيادي الذي فضل عدم نشر اسمه ترحيبه بـ "انصهار (الجبهة الوطنية للتحرير) ضمن الجيش الوطني التابع للحكومة السورية المؤقتة"، لكنه في المقابل لفت لـ"روزنة" إلى أنها "خطوة متأخرة"، ورهن  "فاعلية الجيش الوليد بمدى خدمته للمشروع الوطني السوري".
 
وحذّر القيادي من أن يكون "هدف الجيش الدخول في صراعات داخلية مع فصائل لم يحددها في منطقة إدلب – في إشارة إلى (هيئة تحرير الشام)- كون أي اقتتال داخلي سيخدم النظام وسيؤدي إلى انحسار مناطق سيطرة المعارضة".
 
ويعتبر فصيل "جيش العزة" الفصيل الأبرز في الشمال السوري الذي لم ينضوي تحت راية "الجيش الوطني" حتى الآن، بعد إعلان رسمي قبل أيام عن انصهار "الجبهة الوطنية للتحرير" ضمن صفوف "الجيش الوطني"، كما أنه لم ينضم في السابق إلى "الجبهة الوطنية للتحرير" وبقي الفصيل الوحيد الذي لم يخض أي اندماج منذ بدء تشكيله في عام 2015.
 
و تأسس "جيش العزة" على يد الرائد جميل الصالح الذي انشق في أوائل عام 2012، حيث قام الصالح في البداية بتأسيس "لواء شهداء اللطامنة" وكان مقره في مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، وبعد إندماج عدة فصائل أخرى معه تم تغيير إسمه إلى "تجمع العزة" في عام 2013 و ثم إلى "جيش العزة" في عام 2015.
 
اقرأ أيضاً: استبعاد "جيش العزة" من الاندماج مع "الجيش الوطني" لهذه الأسباب!
 
وكان الجيش جزءاً من غرفة العمليات المشتركة أصدقاء سوريا في أنقرة (الموم)، التي أعلنت قطع الدعم عنه في تشرين الأول/ اكتوبر من عام 2017، بسبب عدم التزامه بتعليمات الغرفة بعدم مهاجمة قوات النظام السوري في ريف حماة، كما أنه تلقى تهديدات جادة من قبل الجانب الأميركي في حينه بتصينفه ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في حال عدم تغيير سلوكه.
 
وخسر الجيش أبرز مناطق نفوذه في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي خلال العملية العسكرية الأخيرة لقوات النظام والروس التي بدأت في أيار/ مايو الماضي، واستطاعت خلالها السيطرة على اللطامنة وخان شيخون وغيرها من المدن والبلدات في المنطقة.
 
وأعلن عن تشكيل "الجبهة الوطنية" بقيادة العقيد فضل الله الحجي في أيار/ مايو الماضي، بمشاركة 11  فصيلًا من أبرزهم "فيلق الشام، جيش النصر، شهداء داريا، جيش إدلب الحر، الفرقة الساحلية الأولى" وغيرهم.
 
وأعلن عن تشكيل "الجيش الوطني" نهاية عام 2017، من خلال انصهار فصائل ريف حلب الشمالي والشرقي ضمن ثلاث فيالق، حيث أسندت وزارة الدفاع في حينه إلى رئيس الحكومة السابق جواد أبو حطب ورئاسة هيئة الأركان إلى العقيد فضل الله الحجي، فيما تسلم نائبه في حينه العقيد هيثم العفيسي.
 
وأعلن رئيس "الحكومة المؤقتة" المعارضة عبد الرحمن مصطفى واللواء سليم إدريس، في مؤتمر صحفي يوم الجمعة الماضي، عن اندماج "الجبهة الوطنية للتحرير" مع "الجيش الوطني" المنتشر في منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، كبداية للحل السياسي وتمهيداً لمرحلة جديدة في الشمال السوري بإشراف تركي.
 
وكشف مصدر خاص لـ "روزنة" عن الأسباب التي أدت لاستبعاد فصيل "جيش العزة" العامل في جنوب منطقة إدلب لخفض التصعيد؛ من الاندماج مع "الجيش الوطني" المعارض.
 
وأشار المصدر إلى أن استبعاد "جيش العزة" يأتي بمثابة إنهاء تواجد الفصيل رداً على الممارسات التي انتهجها خلال الفترة الماضية، وأضاف بأن: "جيش العزة كان له آلية عمل تختلف عن باقي فصائل المعارضة في المنطقة.. كان الفصيل مبتعدا عن غرف العمليات المشتركة مع القوى التي تدير التحركات العسكرية؛ وكان جيش العزة دائما ما يتحالف مع الفصائل الإسلامية والجهادية المتشددة".