تقارير | 25 05 2020
كشفت مجلة الطيران الروسية "أفيا برو" أن طائرات روسية من طراز "سو- 35" قد منعت الطيران الحربي الإسرائيلي من شن غارات جوية على جنوب سوريا يوم الاثنين الفائت.
ووفقاً لما ترجم موقع "روزنة" عن المجلة الروسية أن طائرات "سو -35" تم نشرها بشكل عاجل في جنوب سوريا لاعتراض طائرة إسرائيلية ومنعها من أي ضربات داخل هذه المنطقة.
ويأتي ذلك بعدما حذر أفيخاي أدرعي (الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي) النظام السوري بأنه سيدفع الثمن باهظًا على سماحه للإيرانيين و "للميليشيات الشيعية العمل في سوريا، وغض الطرف وتعاونه معهم، مؤكد أن هذا التعاون لا يخفى على أحد، وأنهى أدرعي كلامه "وقد أعذر من أنذر"!.
نحن نحذر نظام #بشار_الأسد أنه سيدفع ثمنًا باهظًا على سماحه للإيرانيين وللميليشيات الشيعية العمل من داخل أراضيه حيث يغضّ طرفه، وحتّى يتعاون معها. لا يخفى هذا الشيء علينا. وقد أُعذر من أنذر pic.twitter.com/GTOYx0qBJ2
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) September 9, 2019
وقال أدرعي أن "إسرائيل تعتبر النظام السوري وجيشه مسؤولًا عن كل عملية تنطلق من أراضيه"، و تابع تحذيراته أيضاً صباح أمس - الثلاثاء عبر تغريدة على صفحته في موقع "تويتر" متسائلاً: "ماذا سيحصل لنور سوريا بسبب التموضع الإيراني؟".
و كان جيش الإحتلال الإسرائيلي أعلن يوم الاثنين أن "ميليشيات إيرانية بقيادة فيلق القدس (التابع للحرس الثوري الإيراني) حاولت إطلاق قذائف صاروخية على الأراضي الإسرائيلية من مشارف دمشق، إلا أنها فشلت"، وأكد بأنه "تم رصد إطلاق فاشل لعدد من القذائف الصاروخية من سوريا صباح (الاثنين)"، وأضاف أن القذائف لم تعبر إلى داخل إسرائيل".
ويأتي تهديد "إسرائيل" بعد أن أدت ضربات جوية استهدفت مواقع للقوات الإيرانية ومجموعات موالية لها في شرق سوريا، ليل الأحد- الاثنين، إلى مصرع 18 مقاتلا.
ونفذت إسرائيل مئات الضربات في سوريا المجاورة ضد أهداف إيرانية وأخرى لحزب الله، لكنها نادراً ما تعترف بها، حيث تعهدت إسرائيل مراراً بمنع إيران من ترسيخ وجودها عسكرياً في سوريا.
وبعد كل الضربات التي استهدفت إسرائيل فيها سوريا بذريعة ضرب مواقع عسكرية تابعة لإيران، يبرز التساؤل بخصوص أبعاد تهديدات أفيخاي أدرعي وتبعاتها في مثل هذا الوقت، وحول درجة التصعيد المتوقعة من "إسرائيل" ضد النظام خلال الفترة المقبلة.
الكاتب والمحلل السياسي د.نصر اليوسف رأى خلال حديثه لـ "روزنة" أن تهديدات أفيخاي أدرعي ليست بالأمر الجديد أو المستغرب فالنظام السوري وفق الشرائع الدولية مسؤول عن المناطق التي يديرها؛ وسوريا رسميا وبعرف الامم المتحدة لا تزال تقبع تحت سيطرة النظام السوري.
وأضاف: "النظام مسؤول عن ما يصدر من تهديد لجيرانه؛ سواء كان بجهوده الشخصية أو بجهود القوات التي تدعمه، أو بجهود حليفته إيران؛ وبهذا أراد أدرعي أن يضع الأسد أمام مسؤولياته".
إلا أنه لفت في الوقت ذاته بأن هذه التهديدات يجب أن لا تدفع للتفكير في أن الإسرائيليين قد غيّرو موقفهم من النظام السوري؛ "الإسرائيليون ما انفكوا يؤكدون للروس مرات عدة حتى أنهم قالوها لمدفيديف عندما كان رئيسا لروسيا نرجوك بأن تُبقي الأسد ولا تساعد على الإطاحة به، لذلك فلا يجب أن نستخلص من تصريحات أدرعي تغيّراً في السياسة الإسرائيلية تجاه النظام السوري".
واستبعد اليوسف أن يكون هناك تصعيد ضد قوات النظام السوري، وأضاف: "الحدود المشتركة حاليا تحت إشراف الروس عمليا، فالحدود في مأمن دائم والنظام لا يجرؤ على التغيير في المعادلة التي وقع عليها حافظ الأسد في بداية عام 1974، وفي المقلب الآخر فإن إسرائيل أخذت الضوء الاخضر من الغرب والروس باستهداف كل ما يمكن أن يشكل تهديدا لأمنها ومواطنيها سواء أكانت إيران أو حزب الله، وروسيا تُشكل نوعا من الضمانة في عدم اقتراب النفوذ الإيراني من الحدود".
اقرأ أيضاً: رسائل من نتنياهو عبر روسيا بخصوص المصالح الإيرانية في سوريا
بينما اعتبر المتخصص في الشؤون الإسرائيلية؛ د.عبدالله صوالحة، خلال حديثه لـ "روزنة" أن معادلة الخطوط الحمراء بالنسبة لإسرائيل في النفوذ الإيراني في المنطقة قد تغيرت، فبعدما وضعت إسرائيل خطوطاً حمراء حيال ذلك تتمثل في عدم نقل سلاح كاسر للتوازن إلى لبنان من خلال سوريا، وكذلك عدم تواجد إيراني في الجنوب السوري.
وتابع: "أعتقد الآن أن المعادلة تغيرت قليلا؛ حيث فشلت إسرائيل في منع تواجد إيراني في الجنوب السوري، بمعنى كان الاتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا أن يكون هناك إبعاد للقوات التابعة لإيران بمسافة 100 كيلو متر؛ وهذا الأمر لم ينجح.. إيران تحاول كل يوم أن تؤسس لها في سوريا موضع قدم في المنطقة المحاذية لإسرائيل، وترد إسرائيل بنفس الوقت بقصف أية مواقع موجودة في الجنوب؛ وبالتالي إسرائيل مصممة على ضرب أي تواجد لإيران في المنطقة".
ورجّح صوالحة بأن الإدارة الأميركية والرئيس دونالد ترامب تحديداً بات لا يرغب ببدء الحرب ضد إيران؛ وما استقالة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون يوم أمس إلا إحدى المؤشرات على ذلك.
وأردف: "أحد أسباب الاستقالة لبولتون كانت الخلاف حول آلية إدارة الصراع مع إيران.. بولتون من الصقور المتشددين الذين يرغبون في شن حرب على إيران؛ وتفكيك حزب الله كمنظمة عسكرية ومواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة"، ولفت إلى أن "إسرائيل" تحاول جر الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران وبالتالي تسعى (إسرائيل) للتصعيد في مناطق النفوذ الإيراني.
قد يهمك: تقليم أظافر إيران في سوريا مستمر… ما هو رد طهران؟
وزاد بالقول: "وإيران وحزب الله والنظام (السوري) لن يقفوا مكتوفي الأيدي بعد الضربات المتكررة التي تستهدفهم، وبالتالي ربما يتم جر إيران وحزب الله إلى مواجهة مع إسرائيل؛ ثم تتدخل الولايات المتحدة بحسب تنسيقها المشترك مع إسرائيل".
واعتبر صوالحة بأن هناك تغيّر في استراتيجية المواجهة مع إيران بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل بحيث يتم البدء مع حزب الله وليس مع إيران، ووفق هذه الاستراتيجية فإنه من المؤكد في حال تمت مهاجمة إيران من قبل إسرائيل فإن حزب الله سوف يتدخل، ولكن إذا هاجمت "إسرائيل" حزب الله فإن إيران لن تستطيع أن تتدخل أو أن تغامر بمستقبل "الجمهورية الإيرانية" من أجل حزب الله.
ونوه حول ذلك: "التحدي الذي تواجهه إسرائيل هو أن حزب الله يمتلك على الأقل 100 ألف قذيفة؛ ولكن هذه الذخيرة إذا ما تم إطلاقها فإن القبة الحديدية ستتصدى لـ 90 بالمئة من هذه القذائف؛ وأيضاً الطيران الإسرائيلي سيقوم بقصف بعض منصات الإطلاق في الأراضي اللبنانية، ولكن بكل الأحوال مهما كانت قوة سلاح الجو أو القبة الحديدية؛ إلا أنه سيسقط على الأقل 5 بالمئة من الصواريخ داخل إسرائيل؛ و 5 آلاف قذيفة ربما تؤدي الى مقتل آلاف؛ وهذا هو التحدي وهذه هي نقطة التوازن الذي لا تستطيع اسرائيل والولايات المتحدة التقرير بشأنها".
وختم حديثه بالقول: "أعتقد أن هذه هي المشكلة في إسرائيل وأميركا والتي تكمن حول ما إذا كان هناك إمكانية لقيام حرب ضد إيران وحزب الله دون تحمل هذه الخسائر المحتملة.. إسرائيل تسير على خيط مشدود وتحسب حركاتها بحذر شديد، وأتوقع مزيد من التصعيد ولكنه تصعيد محسوب ولن يجر إلى حرب شاملة حتى تتأكد الولايات المتحدة وإسرائيل أن هناك طريقة ما لمواجهة صواريخ حزب الله".