تقارير | 25 05 2020
بومبيو بعد لقائه بوتين: "هناك العملية السياسية المرتبطة بقرار مجلس الأمن الرقم 2254 والتي تمّ تعليقها، وأعتقد أنّنا نستطيع الآن أن نبدأ العمل معاً على طريقة تكسر هذا الجمود".
أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبو الثلاثاء إثر محادثات أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي الروسي أن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على سبل للمضي قدما نحو حل سياسي في سوريا.
وقال بومبيو للصحافيين في مطار سوتشي قبيل مغادرته المنتجع الروسي إنّه أجرى مع بوتين "محادثات بناءة للغاية حول السبل الواجب سلوكها في سوريا والأمور التي يمكننا القيام بها معا حيث لدينا مجموعة من المصالح المشتركة حول كيفية دفع الحل السياسي قدما".
والقرار 2254 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي بالإجماع في 2015 يدعو إلى إجراء مفاوضات برعاية الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا.
ويرى المحلل السياسي السوري طارق عزيزة أن هذا الحديث المستجد من مسؤول أمريكي على هذا المستوى يجب أن نضعه في إطار التطور الأخير تجاه إيران، فطهران هي السبب الأساسي الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية للحديث على سوريا، وهم من يعدون سوريا منصة إيرانية في المنطقة.

حاملة الطائرات أبراهام لنكولن” تصل الشرق الاوسط وسط توترات إقليمية بين واشنطن وطهران
لا يعتقد الباحث في الفلسفة السياسية رامي الخليفة العلي بوجود تغيير حقيقي في موقف واشنطن التي تمتلك مجموعة من المصالح في سوريا، وهي محافظة عليها، وما تزال مستمرة في هذا النهج، إن كان دعم قوات سوريا الديموقراطية، أو استمرار تواجدها في منطقة الجزيرة السورية، ومنطقة التنف، وبالتالي فإن مسألة الحل السياسي أنيطت بمجموعة أستانة، وبالتحالفات، والتفاهمات، الموجودة بين كل من روسيا وتركيا وإيران، خصوصا أن الحفاظ على مصالح واشنطن في سوريا لا يستدعي أن يكون لها تأثير حاسم في مستقبلها، أو في مناطق خارج مناطق نفوذها.
ويعتبر الملف السوري أحد محاور الخلاف الأساسية بين الولايات المتحدة وروسيا، وقال الوزير الأمريكي إنه كان موضوع حوار رئيسي خلال المحادثات التي جرت مساء الثلاثاء في منزل بوتين في المنتجع المطل على البحر الأسود، وقال بومبيو إن واشنطن وموسكو دعمتا إنشاء لجنة مكلفة صياغة دستور جديد لسوريا، وهي خطوة أساسية تعثّرت بسبب خلافات حول تكوين هذه اللجنة، كما أعرب عن أمله في "أن يتمّ على الأقلّ الدفع بهذه العملية قدماً من أجل اتّخاذ الخطوة الأولى بتشكيل هذه اللجنة".
ويعتبر تشكيل اللجنة الدستورية حجر عثرة بالنسبة إلى مبعوثي الأمم المتحدة المتعاقبين الذين يحاولون إنهاء الحرب المستمرة في سوريا منذ ثماني سنوات والتي أودت بحياة أكثر من 370 ألف شخص وشرّدت الملايين.
وقال بومبيو إنّ روسيا والولايات المتحدة ناقشتا أيضاً مجالات أخرى للتعاون في سوريا لم يكشف عنها.
وبهذا الإطار يرى طارق عزيزة أن ملف إيران كان حاضرا، فالإيرانيون لم يقابلوا التصعيد الأمريكي بلهجة مخففة، بل نشهد اليوم انسحاب إيران من بعض الالتزامات التي تضمنها الاتفاق النووي، وهذا ما يدعونا لعدم التصديق بأن المسألة الأساسية في المناقشات كانت سوريا، بقدر ما كانت الأخيرة جزء من صورة أوسع للتوتر السائد في المنطقة، ويقول عزيزة: "على كل حال التصريحات التي صدرت بشكل رسمي بعد لقائهما تعتبر عموميات، هما اتفقا على توسيع التعاون، والاتصالات، وما زال من السابق لأوانه البناء على هذه التصريحات.
واستغرق الاجتماع بين بوتين وبومبيو حوالى ساعتين وشارك فيه عن الجانب الأميركي إضافة إلى الوزير ثلاثة مساعدين فقط، أحدهم جيم جيفري المسؤول عن الملف السوري، الذي أعلن أن بلاده لا تسعى إلى التخلص من رئيس النظام السوري بشار الأسد، لكنها بالمقابل لن تمول إعادة إعمار هذا البلد إذا لم يتغير نظامه "جوهريا".

مبعوث ترامب إلى سوريا جيمس جيفري قال إن بلاده لا تريد إزاحة بشار الأسد عن الحكم
في هذا الإطار يرى الباحث في الفلسفة السياسية رامي الخليفة العلي أن تأثير السياسة الأميركية تجاه إيران، هو ما يمكن أن يؤثر في الملف السوري والعكس صحيح، وأنه كلما زاد الضغط عىل إيران سوف ينعكس ذلك على الملف السوري، ويجعل موقفها أضعف داخل سوريا الآن أكثر من قبل.
ويرى الخليفة أن لا سبب يجعل الروسي يغير استراتيجيته، وهو يحقق مكاسب على الأرض، خصوصا أن التفاهمات بين موسكو وأنقرة أصبحت متقدمة، وتجعل الولايات المتحدة متأخرة عن الالتحاق بركب التفاهمات التي وجدت على الأرض السورية، مثال على ذلك ما يحدث الآن من إطلاق يد تركيا في منطقة تل رفعت مقابل إطلاق يد النظام والقوات الإيرانية وروسيا في محافظة إدلب، هذا الاتفاق الذي جرى خلال خلال مفاوضات أستانة، يقع جغرافيا خارج منطقة الاهتمامات الأمريكية، يقع في منطقة النفوذ التركي الروسي.
من جانبه صرح وزير الخارجية الروسي أنه اتفق مع نظيره الأمريكي على القضاء على الإرهابيين في سوريا، وقال لافروف: "إن موسكو وواشنطن تأخرتا في تبديد "الشكوك والتحيزات من كلا الجانبين ... والبدء في بناء إطار عمل جديد" حول رؤية روسيا والولايات المتحدة لبعضهما البعض.
اللقاء مع المحلل السياسي طارق عزيزة ⬇️
اللقاء كاملا مع الباحث في الفلسفة السياسية رامي الخليفة العلي ⬇️