تقارير | 25 05 2020

أعرب المعارض السياسي السوري د.هيثم مناع في حديث لـ "راديو روزنة" عن رفضه لتصنيف الإخوان المسلمون كتنظيم إرهابي من قبل الولايات المتحدة، وذلك على إثر إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطلع الشهر الجاري عن قرب إدراج جماعة الإخوان المسلمين للقائمة الأمريكية الخاصة بـ "الجماعات الإرهابية الأجنبية"، حسبما قال البيت الأبيض.
وقال مناع إنّ إدراج الإخوان المسلمون على "قائمة الإرهاب الأميركية" هو عمل يضرب الديمقراطية، لافتاً إلى أنه وطيلة العقود الماضية وكـ "مناضل في حقوق الإنسان" عمل على إخراج العديد من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين بكل دول العالم العربي والإسلامي بحسب قوله.
وأضاف منّاع: "نشاطي لم يكن في سوريا، وأول منصب لي كان نائب رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، كما عملت في ٧٠ بعثة تحقيق، ٢٠ منهم في اللجنة العربية لحقوق الإنسان، و٥٠ بعثة كانت تابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ولمنظمات دولية أُخرى، قاتلت حينما كان يريدون تصنيف حركة حماس في البرلمان الأوروبي على قائمة الإرهاب".
وتابع: "لي الحق أن أصدر كتباً نقدية ضد الإخوان، وأنا لدي العديد منها طبعاً، ولكن مثلما لي الحق في نقدهم؛ لهم الحق في الوجود ونقدي"، معتبراً بأن بعض عناصر الجماعة سيدفعون الثمن الآن، وهم الذين كانوا في صف واحد مع تنظيم جبهة النصرة، مؤكداً في الوقت ذاته عدم إمكانية إدانة الإخوان بأنهم كانوا في تحالف سياسي وموضوعي مع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي.
اقرأ أيضاً: خاص روزنة: العسراوي يوضح حقيقة الجسم السياسي لـ"الرياض2"
ورأى مناع خلال حديثه بأن الإخوان ارتكبوا خطايا؛ إلا أنهم يملكون الحق في القيام بمراجعات فكرية خاصة، مؤكداً بأنهم موجودون وهي حقيقة لا يمكن تجاهلها، وفق رأيه.
وأكّد منّاع على أنّه وفي المستقبل السوري وضمن أي نظام ديمقراطي قادم؛ سيكون هناك تيار إسلامي ولكن من مهمتنا أن نقنع الشعب بأن هذا التيار يجب أن يبقى صغيرا ومهمشاً، لأنه بغير ذلك سيُخرب الوطن وهذا حقنا الكامل.
اللجنة الدستورية..
وبخصوص ملف تشكيل اللجنة الدستورية وما رافقه من تأجيلات وإشكالات، قال مناع وهو أحد قيادات المعارضة السورية التي حضرت مؤتمر سوتشي الذي انطلق منه الإعلان عن ضرورة تشكيل اللجنة الدستورية: "المشكلة تكمن اليوم بأخذ القرار السوري من السوريين"، مضيفاً: "لا أنا ولا الائتلاف ولا حتى بشار الأسد صاحب قرار في سوريا، لقد أخذوا قرارات الأمم المتحدة وقاموا بتقطيعها من أجل أن يأخذ كل طرف الجزء الذي يُناسبه، فكيف في ظل هذا الوضع يمكن أن نصل إلى حل".
ولفت مناع خلال حديثه بأنه هو من كتب مسودة بيان سوتشي ثم جرى التعديل عليه وحذف فقرات منه، ومن هذه الفقرات كان جدولة انسحاب كل الأطراف المقاتلة غير السورية ومن أي بلد جاءت وإلى أيِّ طرفٍ انضمت.
وأشار إلى أنّه تمّ وضع فقرة أساسية قبل اللجنة الدستورية تقول بأنه إذا لم يتم إعادة بناء الجيش على أساس وطني وليس عقائدي أو فئوي؛ كأننا لم نحرز شيء، ولذلك هنا فقرة أساسية في سوتشي لا يتكلم عنها أحد.
ونوّه منّاع: "تركوا كل ذلك وتمسكوا باللجنة الدستورية، فلنحضر أجمل دستور في الدنيا فهل سيُطبق في سوريا ضمن الوضع الحالي، هل سيطبقه جميل حسن"، وأردف: "سحبنا يدنا من اللجنة الدستورية بعد أن أخذوا نقطة واحدة (وهي اللجنة الدستورية) فقط من الـ ١٢ نقطة التي كان قد طرحها أساسا دي ميستورا، ويقولون
سنصل لباقي النقاط بعد اللجنة الدستورية لكن السؤال متى سيصلون".
وشدَّد على ضرورة الحاجة لمجلس عسكري وطني أعلى يُشكَّل من مختلف الأطراف سواء من الضباط المنشقين أو من الضباط الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء، وذلك من أجل تشكيل الجيش الوطني والعودة كدولة ذات سيادة ولديها جيش وطني، بحسب تعبيره.
دستور.. مع وقف التنفيذ
واستذكر منّاع خلال حديثه كيفية كتابة الدستور السوري في زمن تولي حافظ الأسد للسلطة، يقول منّاع: "في أيام شبابي كلّف حافظ الأسد من أجل كتابة الدستور إبراهيم فوزي حيث كان أستاذا في القانون الدولي والأحوال الشخصية، وعندما عرضه فوزي على الأسد؛ ردّ عليه بأن هذا الدستور لا يمشي معي، أنا طلبت منك أن تعد دستورا يناسبني، ليراجع فوزي مرّة أخرى الدستور ويُفصّله على مقاس حافظ الأسد".
اقرأ أيضاً: عبد المجيد منجونة: الإئتلاف عميل لأحد عشر جهاز مخابرات
وأشار إلى الفقرة التي وضعت في الدستور آنذاك والتي تُبيح لمجلس الشعب والقيادة العليا للقوات المسلحة إعلان حالة الطوارئ، إلا أنّ من كان يحق له رفعها هو رئيس الجمهورية، يقول: "فعلاً لم يرفعها الأسد طول عمره؛ والدستور لم يُطبق ولا يوم منذ عام ١٩٧٣، حتى العام ٢٠٠٠ لم يطبق الدستور، وحينما مات الأسد أحضروا الدستور وقاموا بتغيير فقرة عمر الرئيس".
واستطرد "نحن نعرف القصة الدستورية، نحن أولادها، ونعرف كلَّ هذه الحيل، ناضلت ٤٠ سنة في حقوق الإنسان من أجل حذف المادة الثامنة من الدستور، بينما تغيير فقرة عمر الرئيس أخذت معهم ربع ساعة فقط".
و اعتبر مناع أنّ مشكلة السياسيين السوريين تتجلى اليوم ببيان جنيف: "بيان جنيف الذي لم يكن مقبولا كحدٍ أدنى، أصبح اليوم مقبولا كحد أقصى، ورغم ذلك لا أحد يعتبر بكلامنا حينما ندافع عن هذا البيان".
وختم مناع حديثه لـ "روزنة" بالتشديد على أنه وضمن هذا الوضع يتوجب على السوريين أن يجتمعوا ويجلسوا إلى بعضهم، وأن يقولوا اجتماعنا بدون دولارات وبدون خواجات وبدون موبايلات: "يجب أن نتحدث عما يجب علينا عمله من أجل أن نتخلص من الديكتاتورية ومن الاحتلالات والإرهاب، هل يوجد بلد في الزمن المعاصر احتلتها ٤ بلدان، هم يتحدثوا عن مناطق نفوذ، ولكن على الأرض السورية هناك على الأقل ٤ جيوش رسمية وغير سورية".
يُشار إلى أنّ المنّاع وعدد من معارضي النظام السوري أعلنوا قبل حوالي الأسبوع في جنيف، عن طرحهم مبادرة قالوا إنها "وطنية سورية" تهدف لعقد مؤتمر وطني شامل يجمع السوريين بمختلف مشاربهم الفكرية والسياسية والدينية خلال فترة أقصاها 6 أشهر، يقع على عاتقه وضع خريطة طريق تتضمن تحديد إجراءات تهيئة المناخ للحل السياسي قبل وأثناء التفاوض، واقتراح تشكيل هيئة حكم انتقالي وتتألف من مجلس وطني انتقالي، ومجلس قضاء أعلى، وحكومة مرحلة انتقالية، ومجلس عسكري وأمني انتقالي، وهيئة مستقلة للعدالة الانتقالية.