تقارير | 25 05 2020
هاجم خطيب الجامع الأموي المُقال مأمون رحمة، وزارة الأوقاف، عقب صدور قرار عزله عن الإمامة، معتبراً القرار "مكيدة حقيرة" قادها بعض العلماء في دمشق.
وقال "رحمة"، أمس الأربعاء، على حسابه الشخصي في "فيسبوك"، مخاطباً وزير الأوقاف، "هيهات هيهات، ما هكذا تدار الأمور يا سيادة وزير الأوقاف".
وأشار إلى أن "من ينصّبون أنفسهم علماء الخطابة في دمشق، قادوا بحقه مكيدة حقيرة"، دون تسميتهم، مضيفاً "أنه لم يثنيه عن أداء واجبه أصحاب الإرهاب والظلام الأسود بسلاحهم وعتادهم الإجرامي، فكيف لحفنة ممّن يدّعون العلم الشرعي، أن يثنوه عن النطق بكلمة حق".
وأشار إلى أنه سيكمل "مسيرته النضالية والشرعية" في مسجد أبو بكر الصديق في مدينة كفر بطنا بريف دمشق، مسقط رأسه.
وقالت صفحة "يوميات قذيفة هاون" على "فيسبوك"، إن مأمون رحمة نفى في اتصال هاتفي صحة التصريحات المنسوبة إليه والتي تم خلالها مهاجمة وزارة الأوقاف.
اقرأ أيضاً: بسبب أزمة البنزين...سوريون يتهكّمون على خطيب الجامع الأموي
وكانت وزارة الأوقاف أعلنت أمس الأربعاء على صفحتها الرسمية في "فيسبوك"، إقالة مأمون رحمة من منصب خطيب الجامع الأموي بدمشق، وأنه اعتباراً من يوم الجمعة القادم ستصبح الخطابة في الجامع الأموي بالتناوب بين كبار علماء دمشق، وهم " ﺩ.ﺗﻮﻓﻴﻖ سعيد رمضان ﺍﻟﺒﻮﻃﻲ، ﺣﺴﺎﻡ الدين ﺍﻟﻔﺮﻓﻮﺭ، ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺒﺰﻡ، ﺑﺸﻴﺮ عيد ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ، محمد ﻋﺪﻧﺎﻥ ﺍﻷﻓﻴﻮﻧﻲ، محمد ﺷﺮﻳﻒ ﺍﻟﺼﻮﺍﻑ".
جاء ذلك بعد آخر خطبة ألقاها رحمة يوم الجمعة الماضية، اعتبر فيها أنّ أزمة المحروقات على محطات الوقود في المناطق الخاضعة للنظام السوري، ساهمت في زيادة التعاون والمحبة بين المواطنين، كما اعتبر وقوف السوريين في طوابير على محطات الوقود بمثابة رحلة ترفيهية، ومدعاة للسرور والسعادة.
وقال عبد الرحمن العكاري، القاضي في المحكمة الشرعية وخطيب وإمام سابق في حمص، ، لـ"روزنة"، إن "تصريحات رحمة تعتبر ردة فعل طبيعية كشخص تمت إقالته من منصبه، في أكبر مساجد سورية، وتعيينه في مسجد آخر بكفربطنا"، بعد أن أثار موجة سخرية وسخط وخاصة في أزمة البنزين الأخيرة، حتى بين مؤيدي النظام السوري.
عبد الرحمن العكاري قاضي وإمام وخطيب سابق
واعتبر العكاري أنّ "مأمون رحمة كان دمية بيد النظام، لكن في الفترة الأخيرة عندما زاد الموضوع عن حده، وأصبح مثار سخرية، شعر النظام أنه تحت حرج وضغط ديني كبير من قبل دائرة ووزارة الأوقاف، فتمت إقالته".
وأشار إلى أنّ "تعيين عدة خطباء جمعة في المسجد الأموي، سياسة متّبعة من النظام السوري"، موضحاً أنه "عندما يكون الخطيب مفوّهاً ومتكلّماً، لا يُعطى خطابة الجمعة في مسجد واحد، لئلا تتجمع وتتجهمر الناس حوله"، مخافة أن يتم توجيههم بطريقة ما.
وفيما يتعلّق بنظام خطب الجمعة، أوضح العكاري، أنه "لغاية 2002 كانت خطب الجمعة تصل إلى الإمام جاهزة ومكتوبة من وزارة الأوقاف، حيث كانت تأتي الخطبة ممهورة بختم وزارة الأوقاف، وتوزع بنسخها إلى فرع الأمن السياسي، وفرع الأمن العسكري، ومكتب فرع البعث، وإلى محافظ حمص" .
"وبعد عام 2003 أصبحت الخطبة تصل من وزارة الأوقاف إلى الإمام بالعنوان فقط، يستطيع الخطيب أن يستفيض بالكلام ضمن العنوان، لكن ضمن الحدود، مع إشعار الدعاء في آخر الخطبة لرئيس النظام بشار الأسد بالاسم، وفي حال نسي الخطيب الدعاء للرئيس يستدعى للتحقيق في اليوم التالي"، بحسب العكاري.
قد يهمك: خطيب الجامع الأموي: الأزمة الاقتصادية في سوريا تدعمها إسرائيل
وكان العكاري، يخطب في مسجدين في حي بابا عمر بحمص، لغاية تشرين الأول عام 2008، وكان إمام في بلدة تلكلخ، وتم عزله من مكتب الأمن القومي بسوريا عن الإمامة والخطابة وإيقافه عن ممارسة أي عمل ديني في كل مساجد سوريا.
وفي عام 2009 تم اعتقاله من قبل المخابرات الجوية لمدة سنتين وثلاثة شهور، بتهمة التحريض والنيل من هيبة الدولة وشخص الرئيس، بحسب العكاري.
يذكر أن "رحمة" سبق وأن طالب السوريين خلال أزمة الغاز بعدم الإنصات لمنصات التواصل الاجتماعي، وعلل أن "سبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد هو الكيان الصهيوني الذي عجز عن تحقيق أهدافه".
يشار إلى أن "رحمة" من مواليد بلدة كفربطنا في ريف دمشق، ومعروف عنه تعامله مع الفروع الأمنية التابعة للنظام قبل اندلاع الثورة السورية، إذ ألقى أول خطبة في المسجد الأموي في تموز/يوليو عام 2013، ويثني في كل خطبه على رئيس النظام بشار الأسد وحلفائه، كما يثني على التدخل الروسي في سوريا.
يذكر أن رحمة يتهم تنظيم "داعش" بقص أذنه، فيما تقول معلومات من مصادر مقربة منه في دمشق، نقلها فيصل القاسم على صفحته الشخصية في "فيسبوك"، إنه كان يخطب في أحد مساجد كفربطنا في الغوطة الشرقية في بداية الثورة السورية، وعند الانتهاء من الخطبة دعا لبشار الأسد، فانتفض عليه المصلون وقام أحدهم بضربه على أذنه فانقطعت"، دون توضيح الأداة التي تم ضربه بها.