تقارير | 25 05 2020
شهد الشهر الماضي مقتل أكثر من عشرين مدنياً سوريا، إثر انفجار لغم من مخلفات تنظيم "الدولة الاسلامية" بعربة نقل كانت تقلهم في طريقهم للبحث عن الكمأة في محافظة حماة وسط البلاد، وذلك نتيجة لغم أرضي من مخلفات تنظيم "الدولة الإسلامية" انفجر بالسيارة في منطقة وادي العذيب بريف سلمية. (وكالة الأنباء الفرنسية)
وفي الجزيرة السورية أفاد مراسل "روزنة" حسن حسين، أن هذا الفصل من السنة والذي يعتبر موسم الكمأة، شهد بشكل عام موت عشرات الباحثين عن هذا النوع من الفطور التي تعتبر لذيذة وباهظة الثمن، مع انصراف الكثير من الأهالي إلى جمع الكمأة في مناطق شاسعة، كانت تحت سيطرة التنظيم قبل طرده منها.
أسواق القامشلي ومدن محافظة الحسكة شهدت انتشاراً كبيراً للكمأة هذا العام، وتتوفر منها ثلاثة أنواع: الزبيدي لونها أبيض، والحدج لونها أسود، والحرقة لونها بني داكن، وقد أصبح جمعها مصدر رزق للكثير من الأهالي الذين يخرجون على شكل مجموعات للبحث عنها نظراً لسعرها الباهظ.

كمأة في أسواق الحسكة "وكالة سانا"
ونتيجة الهطولات المطرية الوافرة التي شهدتها المناطق الشمالية والشرقية من سوريا ازداد نمو وظهور نبات الكمأة في بداية هذا الربيع، وخاصة في بادية الحسكة من الحدود السورية العراقية إلى محافظتي الرقة و ديرالزور، حيث يتم جمعها من قبل أهالي المنطقة الذين لديهم التجربة والخبرة في التعرف عليها، وطريقة استكشافها بالسير لمسافات طويلة حتى أن يجدوا تشققات على سطح الأرض تدل عليها عادة، كما يستدلون على وجودها من خلال ظهور زهرة الخشخاشة في الأراضي الرملية.
تراوح سعر كيلو الكمأة لهذا العام ما بين 3000 إلى 5000 ليرة سورية حسب الحجم والصنف وقت الجني، بينما يبلغ كيلو اللحمة 1500 ليرة سورية، ولكن هؤلاء الاهالي الباحثين عن رزقهم من جمع الكمأة معرضون للمخاطر المميتة، وخصوصاً في محافظتي الرقة وديرالزور، حيث قتل 43 شخصاً بينهم 30 امرأة و5 أطفال، جراء بحثهم في مناطق انتشار الألغام التي زرعها تنظيم "الدولة الإسلامية" إبان سيطرته على بعض المناطق في شمال وشرق سوريا.

لغم أرضي قرب الحدود العراقية السورية أصبح ظاهرا للعيان بعد تجريف السيول للتربة
وفي ريف دير الزور أفاد مراسل راديو روزنة "سارية الديري بالعثور على 6 جثث تعود لعائلة واحدة "عائلة العكيض"، بعد أن فُقدوا في الثالث من آذار/مارس الماضي، وكانوا خرجوا لجمع الكمأة في البادية السورية، في حين توقع أهالي المنطقة أن يكون عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" أقدمت على تصفيتهم ميدانياً في منطقة خضر الماء.
وكان الخبراء الزراعيون قدروا حجم الموسم الحالي للكمأة في سوريا بما يقارب 20 ألف طن، تتوزع مناطق جمعها على بوادي وأرياف حمص وحلب وحماة ودمشق والسويداء ودير الزور والرقة. وانتقدت صحيفة اقتصادية محلية ما قالت إنه تهريب "للكمأة" السورية إلى الأسواق التركية حيث تباع بسعر أعلى منه في سوريا، ويصل إلى 55 ليرة تركية ما يعادل 5500 ليرة سورية تقريباً.

تختبأ الكمأة تحت الأرض كما تفعل نبتة "البطاطا"
وأدنى سعر وصل إليه كيلو الكمأة في سوريا كان قبل عام 2001، ووصل سعر كيلو الكمأة العراقية إلى 100 ليرة سورية، يوم انتشرت إشاعات حول تعرضها لتلوث إشعاعي، بسبب تلوث التربة العراقية باليورانيوم، أثناء الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
والكمأة اسم لعائلة من الفطريات تسمى الترفزية باللاتينية، تنتمي للفطريات البرية الموسمية، وتنمو في الصحراء بعد سقوط الأمطار بعمق من 5 إلى 15 سنتيمتر تحت الأرض، وتستخدم هذه النبتة كطعام، عادة ما يتراوح وزن الكمأة من 30 إلى 300 غرام، ويعتبر من ألذ وأثمن أنواع الفطريات الصحراوية. ينمو الكمأة على شكل درنة البطاطا في الصحاري.