تقارير | 25 05 2020
"كامرأة سورية مسألة الأمومة ليست بالأمر السهل، وبخاصة إذا كانت امرأة عاملة تربي أطفالها بدون زوج أو أب"، هكذا بدأت منى حديثها لـ"روزنة" عن معاناتها في تركيا، متمنية حصولها على إجازة ترتاح فيها لبعض من الوقت من أعباء الحياة الثقيلة والمتراكمة.
منى أم لثلاث فتيات بعمر المراهقة، تقضي معظم وقتها خارج المنزل لتأمين لقمة العيش لها ولفتياتها، تقول لـ"روزنة":، "تنظيم الوقت يعني الكثير من الإرهاق والتعب بين العمل والمنزل وبين العناية بالفتيات، لطول ساعات العمل هنا في تركيا".
تضيف منى، "لا أجد وقتاً كافياً للعناية بأطفالي، أو حتى العناية بنفسي، العمل يأخذ كل وقتي، الأمر الذي يشعرني بالإرهاق والتعب الشديدين، وبالتالي أشعر أني أظلم نفسي وأظلم أطفالي أيضاً، ما يوقعني بحيرة أكبر"، لافتة أنها حتى في يوم العطلة الأسبوعي أحياناً لا تجد وقتاً لتستحمّ فيه.
تقول منى إنها لا تستطيع أن تنام سوى خمس ساعات أو ست، بسبب الواجبات والأعباء الملقاة على عاتقها، فهي بحاجة لأن تستيقظ مع بناتها قبل الدوام المدرسي، لتتفقد حاجاتهن، ومستلزماتهن، إضافة إلى أنه يجب عليها ملازمتهن لكونهن في عمر المراهقة وبحاجة ماسة للأم دائماً، ما يثقل عليها مهامها كأم، ويفقدها في الوقت نفسه الجانب الجميل في الأمومة.
تتمنى منى أن تأخذ إجازة طويلة الأمد، ترتاح خلالها ولو قليلاً، لكنها تخاف من ذلك، تخاف أن تخسرعملها بسببها.
وقال موقع "تراستد كلوزس" في إحصائية نشرها على الموقع الإلكتروني، بمناسبة عيد الأم، إن معظم الأمهات يشعرن بالتعب والإرهاق في أغلب الأيام، وأنهم بحاجة إلى ساعات كافية من النوم، الأمر الذي يؤثر على الاهتمام بعائلاتهن.
وأوضح الموقع أن 54 في المئة من الأمهات يتمتعن بأقل من ست ساعات من النوم، و90 في المئة من الأمهات قلن إنهن يشعرن بالتعب والإرهاق في معظم الأيام.
أما هدى السيد، فهي أم لطفل واحد يبلغ من العمر سنة ونصف تقول لـ"روزنة"، إنها غير قادرة على النوم سوى أربع ساعات يومياً، ومعظم وقتها تقضيه في العناية بطفلها، وفيما تبقى من الوقت تقوم بالأعباء المنزلية من تنظيف وغسيل وطبخ، وأكدت أنها لا تجد وقتاً لنفسها ترتاح فيه.
بينما تؤكد أم سيدرا لـ"روزنة" وهي أم لأربعة أولاد، بينهم ثلاث فتيات، بأنها إذا لم تأخذ قسطاً وافياً من النوم والراحة، لا تستطيع أن تعطي عائلتها أو أن تقدم لها ما يجب عليها كأم، تقول: "أحاول قدر الإمكان أن أهتم بنفسي لأهتم بعائلتي".
كما تؤكد غصون وهي أم ومعلمة مدرسة، لـ"روزنة"، أنها تستيقظ على العمل وتنام على العمل في المنزل والأطفال، ولا تجد وقتاً ترتاح فيه سوى في يوم العطلة الأسبوعي، وفيما تبقى من الأيام تكون فيه منشغلة بين المنزل والمدرسة ودورات تعلم لغة بلد اللجوء، وغيرها من المهام، أما فيما يتعلق بساعات النوم، تشير إلى أنها تنام ست ساعات يومياً بشكل متقطع، لكونها أم لطفيلين أحدهما في الثالثة من العمر، والآخر في الخامسة.
وأشار الموقع بحسب الإحصائية إلى أن 29 في المئة من الأمهات لا يتذكرن آخر مرة نمن فيها لثمان ساعات، حيث تعتبر كل ثلاث من أصل خمس أمهات النوم بمثابة أكبر تحدٍ يؤثر على عائلاتهن.
واثنتان من أصل ثلاث أمهات يعتقدن أن غرف النوم ليست بالمكان المناسب لهن للاسترخاء، فيما تشير 38 في المئة من الأمهات إلى أنهن سيشعرن براحة أكبر على فراش جديد، بحسب الموقع.
وأضاف الموقع، أن 19 في المئة من النساء يقلن إنهن يفكرن في النوم في فراش غير الذي ينام فيه أزواجهن بسبب مشاكل في الفراش.
وأكد الموقع على أن الأمهات العاملات بحاجة إلى الحصول على قدر أكبر من النوم.
وأظهر الموقع برسم توضيحي المهام الكثيرة التي تقوم بها المرأة بين " إجراء المكالمات الهاتفية، وممارسة الرياضة، وغسل الملابس، والتنظيف والطبخ وغسل الأطباق، واقتناء المشتريات، والألعاب، ، والعناية بالأطفال، و تسديد الفواتير، وتنظيف الأرضية، وممارسة اليوغا، و إفراغ سلة القمامة".
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في بيان صادر عنها في آذار عام 2015 أن هناك ما لا يقل عن 68 ألف أم تحولت إلى أرملة، بسبب مقتل أو فقدان زوجها.
اقرأ أيضاً: نساء العالم لا يتناولن طعاماً كافياً.. ما هو وضع نساء سوريا؟
وأضافت الشبكة، أنه في بلدان اللجوء تحمل المرأة عبء إعالة الأسرة بسبب فقدان الزوج أو الابن، أو بقائه داخل سوريا، وأن هذا ينطبق على نحو 25 في المئة من النساء اللاجئات تقريباً.
شاهد الإنفوغرافيك بدقة عالية من هنا.