تقارير | 25 05 2020
بعد يوم من القصف الروسي الذي طال إدلب، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، اليوم الخميس، عن تسيير دوريات مشتركة مع روسيا في إدلب.
.
وقال آكار بأنه اتفق مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، الأسبوع الماضي، على تسيير دوريات في إدلب؛ وفقًا لما أفادت به وكالة أنباء "الأناضول"، وأضاف وزير الدفاع التركي، أن الاتفاق الجديد سيجعل العمل في إدلب أوضح، مشيرًا إلى اتفاق الطرفين على إنشاء مركز عمليات مشترك في إدلب.
إلا أن آكار تجنب التعليق على ما ذكرته وزارة الدفاع الروسية يوم أمس الأربعاء، أن قصف إدلب جاء بعد التنسيق مع الجانب التركي، حيث بررت ذلك بأنها استهدفت مستودعًا لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً).
ما مصير التنسيق الروسي-التركي حول إدلب؟
الباحث في مركز "عمران" للدراسات الاستراتيجية؛ أيمن الدسوقي، قال خلال حديث لـ "راديو روزنة" أن اتفاق سوتشي بات يتعرض للتآكل في ظل تزايد الخروقات المعبر عنها بعمليات القصف الجوي والمدفعي من قبل قوات النظام وحليفه الروسي، وتبادل قوات النظام وفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام شن عمليات خاطفة محدودة ضد بعضهم البعض في محيط منطقة خفض التصعيد.
وأضاف بالقول: "تفيد المعطيات الميدانية بأن القصف الروسي قد تركز على ريف حماة الشمالي و ريفي إدلب الجنوبي والشرقي على امتداد الطريق الدولي M5 "طريق دمشق حلب الدولي"، بما يعني رغبة روسية بإزالة العوائق الميدانية التي تحول دون افتتاح هذا الطريق، وتفيد مصادر بأن الفصائل بدأت بإفراغ المنطقة المتاخمة للطريق الدولي المذكور".
متابعاً بأن ذلك "يسرع من عملية إعادة افتتاح الطرقات الدولية التي تعتبر جزء من تفاهمات سوتشي وفق ترتيبات مشتركة روسية- تركية، ولكن تجدر الإشارة إلى انتشار قوات موالية لإيران على محور سنجار-أبو الظهور وانتشار قوات أيضاً في نبل والزهراء وهي مناطق متاخمة للطريق الدولية، أي محاولتها بقاء كعنصر فاعل أو ضاغط في ترتيبات إعادة فتح الطرقات الدولية".
اقرأ أيضاً:ما تأثير إيران على مكانة الأسد لدى روسيا؟
بينما أشار الكاتب الصحفي؛ إبراهيم العلبي، خلال حديثه لـ "روزنة" إلى وجوب الانتظار حتى تتبين بعض المعطيات، فضلا عن رد فعل "هيئة تحرير الشام"، إلا أنه أردف بأن المسؤولون الأتراك قد صرحوا مراراً منذ بداية العام الجاري أنهم على استعداد لتوجيه ضربات مشتركة مع روسيا لـ"التنظيمات الإرهابية" في المنطقة.
معتبراً أن تلك التصريحات تطرح تساؤلاً حول الموقف التركي النهائي، إن كان سيقتصر التعاون التركي مع روسيا في هذا الصدد على استهداف تحرير الشام، ما يعني فتح حرب معها في عموم إدلب؛ وذلك بالنظر إلى انتشار نقاط المراقبة التركية هناك.
وأضاف بالقول: "أم (هل) سيمتد (التعاون) لمباركة بقية الغارات الروسية التي تستهدف الفصائل الأخرى والمدنيين، وهو ما يتعذر حصوله في ظل الظروف الحالية، أم أن التنسيق التركي الأخير جاء كعرض مقابل الحد من الغارات الروسية على المدنيين والأهداف الأخرى التي لا تمت لهيئة تحرير الشام بصلة".
العلبي اعتبر أن كل الاحتمالات التي ذكرها قد تكون واردة، إلا أنه أكد في الوقت ذاته بعدم إمكانية الجزم بشيء ما لم تصدر ردود أفعال عن جميع الأطراف المعنية؛ فضلا عن مراقبة مسار الأحداث الميدانية خلال الأيام المقبلة.
قد يهمك:نفوذ إماراتي متصاعد في سوريا.. ما دور موسكو في ذلك؟
فيما رأى الباحث أيمن الدسوقي أن تصريحات وزارة الدفاع الروسية حول التنسيق مع تركيا بخصوص القصف الأخير على إدلب، قد تكون جزء من ممارسة الضغط على الجانب التركي وإحراجه، في الوقت الذي كان ترغب فيه أنقرة بمزيد من الوقت لمعالجة التعقيدات الميدانية والأمنية في منطقة خفض التصعيد.
وأضاف بالقول: "هنالك ترتيبات مشتركة فرضها اتفاق سوتشي على الجانبين الروسي والتركي، وهنالك نقاط توافق و نقاط خلافية، ومن هنا اعتماد الجانبين على اللقاءات والاتصالات الدائمة لمتابعة تنفيذ الترتيبات المتفق عليها، و لمعالجة واحتواء أي مشاكل قد تنشأ".
مستبعداً أن يكون هناك إرادة تركية أو ميل للتخلي عن ملف إدلب؛ وذلك لاعتبارات إنسانية وأمنية، وهو ما تؤكده التصريحات التركية في هذا الصدد، وفق قوله.
وختم بالقول: "تسعى تركيا إلى تفكيك الملفات الإشكالية في منطقة خفض التصعيد وفق رؤية تقوم على مبدأ التروي والتدخل المناسب؛ إدراكاً منها لتشابك الملفات في هذه المنطقة؛ وأن أي خطأ في المعالجة سينجم عنها كوارث إنسانية ومخاطر أمنية أكبر مما هو قائم".
.
وقال آكار بأنه اتفق مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، الأسبوع الماضي، على تسيير دوريات في إدلب؛ وفقًا لما أفادت به وكالة أنباء "الأناضول"، وأضاف وزير الدفاع التركي، أن الاتفاق الجديد سيجعل العمل في إدلب أوضح، مشيرًا إلى اتفاق الطرفين على إنشاء مركز عمليات مشترك في إدلب.
إلا أن آكار تجنب التعليق على ما ذكرته وزارة الدفاع الروسية يوم أمس الأربعاء، أن قصف إدلب جاء بعد التنسيق مع الجانب التركي، حيث بررت ذلك بأنها استهدفت مستودعًا لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً).
ما مصير التنسيق الروسي-التركي حول إدلب؟
الباحث في مركز "عمران" للدراسات الاستراتيجية؛ أيمن الدسوقي، قال خلال حديث لـ "راديو روزنة" أن اتفاق سوتشي بات يتعرض للتآكل في ظل تزايد الخروقات المعبر عنها بعمليات القصف الجوي والمدفعي من قبل قوات النظام وحليفه الروسي، وتبادل قوات النظام وفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام شن عمليات خاطفة محدودة ضد بعضهم البعض في محيط منطقة خفض التصعيد.
وأضاف بالقول: "تفيد المعطيات الميدانية بأن القصف الروسي قد تركز على ريف حماة الشمالي و ريفي إدلب الجنوبي والشرقي على امتداد الطريق الدولي M5 "طريق دمشق حلب الدولي"، بما يعني رغبة روسية بإزالة العوائق الميدانية التي تحول دون افتتاح هذا الطريق، وتفيد مصادر بأن الفصائل بدأت بإفراغ المنطقة المتاخمة للطريق الدولي المذكور".
متابعاً بأن ذلك "يسرع من عملية إعادة افتتاح الطرقات الدولية التي تعتبر جزء من تفاهمات سوتشي وفق ترتيبات مشتركة روسية- تركية، ولكن تجدر الإشارة إلى انتشار قوات موالية لإيران على محور سنجار-أبو الظهور وانتشار قوات أيضاً في نبل والزهراء وهي مناطق متاخمة للطريق الدولية، أي محاولتها بقاء كعنصر فاعل أو ضاغط في ترتيبات إعادة فتح الطرقات الدولية".
اقرأ أيضاً:ما تأثير إيران على مكانة الأسد لدى روسيا؟
بينما أشار الكاتب الصحفي؛ إبراهيم العلبي، خلال حديثه لـ "روزنة" إلى وجوب الانتظار حتى تتبين بعض المعطيات، فضلا عن رد فعل "هيئة تحرير الشام"، إلا أنه أردف بأن المسؤولون الأتراك قد صرحوا مراراً منذ بداية العام الجاري أنهم على استعداد لتوجيه ضربات مشتركة مع روسيا لـ"التنظيمات الإرهابية" في المنطقة.
معتبراً أن تلك التصريحات تطرح تساؤلاً حول الموقف التركي النهائي، إن كان سيقتصر التعاون التركي مع روسيا في هذا الصدد على استهداف تحرير الشام، ما يعني فتح حرب معها في عموم إدلب؛ وذلك بالنظر إلى انتشار نقاط المراقبة التركية هناك.
وأضاف بالقول: "أم (هل) سيمتد (التعاون) لمباركة بقية الغارات الروسية التي تستهدف الفصائل الأخرى والمدنيين، وهو ما يتعذر حصوله في ظل الظروف الحالية، أم أن التنسيق التركي الأخير جاء كعرض مقابل الحد من الغارات الروسية على المدنيين والأهداف الأخرى التي لا تمت لهيئة تحرير الشام بصلة".
العلبي اعتبر أن كل الاحتمالات التي ذكرها قد تكون واردة، إلا أنه أكد في الوقت ذاته بعدم إمكانية الجزم بشيء ما لم تصدر ردود أفعال عن جميع الأطراف المعنية؛ فضلا عن مراقبة مسار الأحداث الميدانية خلال الأيام المقبلة.
قد يهمك:نفوذ إماراتي متصاعد في سوريا.. ما دور موسكو في ذلك؟
فيما رأى الباحث أيمن الدسوقي أن تصريحات وزارة الدفاع الروسية حول التنسيق مع تركيا بخصوص القصف الأخير على إدلب، قد تكون جزء من ممارسة الضغط على الجانب التركي وإحراجه، في الوقت الذي كان ترغب فيه أنقرة بمزيد من الوقت لمعالجة التعقيدات الميدانية والأمنية في منطقة خفض التصعيد.
وأضاف بالقول: "هنالك ترتيبات مشتركة فرضها اتفاق سوتشي على الجانبين الروسي والتركي، وهنالك نقاط توافق و نقاط خلافية، ومن هنا اعتماد الجانبين على اللقاءات والاتصالات الدائمة لمتابعة تنفيذ الترتيبات المتفق عليها، و لمعالجة واحتواء أي مشاكل قد تنشأ".
مستبعداً أن يكون هناك إرادة تركية أو ميل للتخلي عن ملف إدلب؛ وذلك لاعتبارات إنسانية وأمنية، وهو ما تؤكده التصريحات التركية في هذا الصدد، وفق قوله.
وختم بالقول: "تسعى تركيا إلى تفكيك الملفات الإشكالية في منطقة خفض التصعيد وفق رؤية تقوم على مبدأ التروي والتدخل المناسب؛ إدراكاً منها لتشابك الملفات في هذه المنطقة؛ وأن أي خطأ في المعالجة سينجم عنها كوارث إنسانية ومخاطر أمنية أكبر مما هو قائم".