تقارير | 25 05 2020
ارتفعت في الآونة الأخيرة؛ وتيرة التصريحات لبعض الأنظمة العربية الساعية إلى عودة دمشق إلى الجامعة العربية، لتكشف عن رغبة حقيقية من وراء ذلك بإعادة التعويم السياسي للنظام السوري.
ومن المقرر أن تستضيف الأردن يوم غد الخميس، اجتماعًا لوزراء خارجية الأردن والسعودية والإمارات والبحرين والكويت ومصر، لبحث أزمات المنطقة وعلى رأسها الملف السوري، ويأتي ترتيب لقاء الأردن وسط جدل قائم بشأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية، حيث تستضيف تونس القمة العربية في 31 من شهر آذار القادم.
وكان تم تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية مع بداية النزاع فيها في تشرين الثاني 2011، وهي لا تزال خارج الجامعة وسط استمرار انقسام الدول العربية بشأن عودتها إلى المنظمة.
ودعا كل من العراق ولبنان وتونس الى عودة سوريا الى الجامعة العربية، كما أعادت كل من البحرين والإمارات في كانون الأول الفائت فتح سفارتها في دمشق، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية منذ 2012.
الكاتب الصحافي حنا صالح، قال في حديث لـ "راديو روزنة" بأن هناك مساعي جدية من بعض الأوساط العربية لإعادة تأهيل النظام السوري.
مفنداً وفق رأيه دوافع بعض الأنظمة العربية حول تعويم النظام السوري، واعتبر أن في الأردن أولوية من أجل الاستفادة من معبر نصيب، بينما يضغط حزب الله وحلفائه في لبنان بورقة الترانزيت وتصريف المنتجات الزراعية براً إلى الخليج، فيما يعتبر أن الموقف العراقي مفهوم بخصوص ذلك.
لافتاً إلى أن كل الضغوط تقودها موسكو ضمن سياق سياسي، في الوقت الذي بدا فيه أن عملية التأهيل تكاد تكتمل ذلك عندما أعادت الإمارات فتح السفارة في دمشق، إلا أن صالح يشير بأن هذه الحملة تراجعت، فهناك جهات تفصل بين قرار إعادة فتح سفارة في دمشق والتطبيع مع النظام السوري.
ويعتبر في حديثه لـ "روزنة" أن الموقف المصري حسم الأمور، بحيث لن تكون قمة تونس قمة استعادة النظام السوري، فبعد جولة الوزير الأميركي بومبيو تغير المشهد.
مضيفا بالقول: ’’الموقف العربي المؤثر يذكر أن الإبعاد كان نتيجة للممارسات الارهابية ضد الشعب السوري، وما لم تكن هناك مؤشرات عن إيجابية في التعاطي مع موجبات القرار الدولي 2254 ؛ سيبقى التطبيع "حصرم في حلب"،،.
اقرأ أيضاً:اجتماع عربي وشيك مع الأسد برعاية روسيّة!
من جانبه يعتقد الكاتب والباحث؛ حسام جزماتي، خلال حديثه لـ "روزنة" أن هناك مبالغة في تقييم الخطوات المتعلقة في احتمالية إعادة تأهيل النظام السوري على المستوى العربي؛ عند النظر إليها كإجراءات نهائية وشاملة أو كدرجات متسلسلة في سياق حتمي يتعلق بـ "تعويم النظام".
ويتابع بالقول: ’’الغريب أن تأتي هذه المبالغة من طرفين متناقضين؛ أولهما أنصار النظام الواهمون والجاهلون بأبسط معطيات السياسة التي تقتصر عندهم على قطبي "المؤامرة الدولية" وفشل هذه المؤامرة المزعومة، وعودة قادة العالم لمصالحة الأسد وهرولتهم للوصول إلى "حذائه"، أما الطرف الثاني فهو معارض أو ثائر لكنه قانط إلى درجة مسيطرة على مشاعره، هذا أمر مفهوم بعد تراكم ظلم وقهر جمهور الثورة، والتهاون العالمي في تحقيق العدالة في سوريا وإنهاء كارثتها الممتدة؛ غير أن الإحباط ليس دليلاً جيداً للتحليل أو لممارسة السياسة،،.
ويعتبر جزماتي أن ما يجري مؤخراً من عودة بدرجة كبيرة أو صغيرة من الحرارة إلى علاقات النظام ببعض الدول العربية، يراه بالأمر الطبيعي في سياق معركة النظام السياسية ضد الثورة، بالتوازي مع المعركة العسكرية.
حيث يلفت بأن النظام يخوض معركته داخل البلاد وفي المحيط الإقليمي والعربي، وكذلك عالمياً، لذا فإنه من المفهوم وفق رأيه أن يحقق فيها بعض النجاحات في بعض الأوقات، وهو ما حصل مؤخراً نتيجة انتصاراته العسكرية بفضل روسيا وإيران، وتسويقه صورة الذي استعاد الإمساك بزمام الأمور، بالتوازي مع نهضة النظام العربي التقليدي لتطويق آثار الربيع العربي وطي صفحته إن أمكن.
ويضيف بالقول: أن ’’الضغوط الروسية لإعادة قيد النظام في نادي الدول؛ هي من العوامل المؤثرة يجب ألا نغفل عنها، وهي عوامل ستترجم بإعادة فتح هذه السفارة أو تلك، لكن هذا جزء من المعركة السياسية بيننا وبين النظام، وبين معسكرين عريضين في العالم في الأساس، لقد عبرت دول عديدة، أهم من البحرين والإمارات، ورؤساء كثيرون، أهم من السوداني المطلوب دولياً عمر حسن البشير، عن ثبات موقفها من الأسد، فلماذا لم تحظ تصريحاتها بنفس الدرجة من الاهتمام في وسائل الإعلام السورية الحرة أو المستقلة؟،،.
المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، أعرب خلال زيارته إلى مصر، يوم الثلاثاء الماضي، عن أمله بتبني قرار عربي مشترك لعودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وقال بوغدانوف، في تصريحات صحفية أدلى بها عقب محادثات أجراها في القاهرة؛ مع كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، و وزير الخارجية المصري، سامح شكري: "إننا بالطبع بحثنا هذا الموضوع، ونأمل في أن الأمور تسير في هذا الاتجاه، لكن هناك حاجة إلى جهود إضافية معينة مع مناقشة هذه المسألة، بما في ذلك التوقيت والشكل (لعودة سوريا إلى المنظمة)".
قد يهمك:كيف غيّر عام 2018 من صورة المشهد السوري؟
ويأتي ذلك في وقت أعلن الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، أن تونس ستدعم أي قرار تتخذه الجامعة العربية بالإجماع حول عودة النظام السوري للجامعة العربية، ملمحا إلى أن هذه القضية قد تحسم خلال القمة المرتقبة في بلاده.
وقال السبسي، في تصريحات صحفية: "اليوم سوريا هي شاغل القمة القادمة، وهي قمة جمع الصفوف وستتم في أحسن الظروف، نحن لا نملك مواقف سلبية ضد سوريا أو أي كان، نحن مع الإجماع العربي، والقرار الذي ستعتمده الجامعة العربية سنعتمده نحن".
في حين أعلن وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، اليوم الأربعاء؛ أن بلاده تدعم عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وتبذل جهودا من أجل ذلك.
وقال في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف في موسكو، إن الأزمة السورية مثلت أحد محاور المحادثات إلى جانب العلاقات الثنائية والقضايا الدولية، مضيفا أنه "لا بد من حل الأزمة السورية، ونحاول إيجاد حل لعودتها للجامعة العربية، مؤكدا أن الحكومة العراقية تدعم عودة سوريا إلى الجامعة مرة أخرى".
دعوة أردنية.. ماذا وراءها؟
رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، أعلن يوم الأحد الفائت، أن الأردن دعا رئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ؛ إلى حضور أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، الذي يعقد في عمان في آذار المقبل.
وحول ذلك يعتبر؛ الكاتب الصحافي حنا صالح، في حديثه لـ "روزنة" أن الدعوة إلى المؤتمر البرلماني مسألة تدخل في سياق أردني-سوري، وليس في سياق عربي عام، كما أنها ليست كافية ولا يبنى عليها.
معتبراً أنها ستثير انتقادات جهات عربية؛ فضلا عن البرلمان العربي الذي لا يسمع به الناس إلا عند انعقاد إحدى دوراته؛ وهذا يعود وفق رأي صالح لضعف الحياة البرلمانية العربية عموما.
وتابع قائلاً: ’’في لبنان برلمان يغيب عنه الحد الأدنى من المشرعين، علما أنه لعقود سابقة كان المثال فأصبح اليوم شبيه ببرلمانات الـ99% من الأصوات، لكن الخطوة تصبح مهمة إذا تغير المناخ العربي، نحن عشية إجتماع وارسو الذي سيبحث بعمق الدور الإيراني في كل المنطقة وبالأخص في سوريا، وهذا ليس لمصلحة التطبيع،،.
و يلفت صالح إلى أن التطبيع عربيا هو جزء من أمر دولي؛ يربط التطبيع بالتسوية ونوعيتها وإعادة الإعمار، إلا أنه يتساءل عن غياب صوت حقيقي للمعارضة السورية.
ويختم بقوله: ’’هل صحيح أن جماعة الإئتلاف الذين يدعمون أردوغان في مشروع "المنطقة الآمنة" تنازلوا كلية عن الجنسية السورية وحازوا التركية ولا يعنيهم تتريك الشمال السوري، في العام 1924 بدأت تركيا التدخل في لواء الاسكندرون وانتزعته عام 1939 وتخلى عنه الأسد الأب نهائيا في اتفاقية أضنة،،.
مضيفاً: ’’العسكرة التي أنزلت على الانتفاضة السورية دعوشتها وأنهت الكثير لكن هل انتهت مطالب الشعب السوري، إن غياب الصوت المعارض المستقل عنصر سلبي وعنصر يسهل إعادة تأهيل النظام؛ عندما تتوفر شروط عربية وبالأخص سعودية-مصرية،،.
اقرأ أيضاً:السعودية تدفع الدول الخليجية لتحسين علاقاتها مع النظام السوري!
بينما يشير الكاتب والباحث؛ حسام جزماتي، حول دعوة عمّان إلى المؤتمر البرلماني بأن الأردن دولة حرجة ولا تبحث عن المتاعب، لا سيما بعد وصول ملامح من الاحتجاجات إليها، فضلا عن تضررها نتيجة إغلاق معبر نصيب الذي كان يوصل بضائعها إلى أوروبا، وكذلك بوجود حوالي مليون ونصف لاجئ سوري على أرضها.
وأضاف بالقول:’’يجب ألا ننسى أن معايير الأخلاق وحقوق الإنسان ليست العامل الحاسم في تحديد مواقف الأنظمة العربية من بعضها، إن لم يكن العكس هو الصحيح، كما أن ميول السياسيين تلعب أحياناً دوراً مرجحاً، كما في حالة نبيه بري، وهو حليف تاريخي للنظام، وحالة عاطف الطراونة، رئيس مجلس النواب الأردني، وكان قد دعا أكثر من مرة لإعادته إلى اتحاد البرلمانيين العرب، بل والجامعة العربية، حتى سنحت له فرصة تنفيذ ذلك عندما أقيم الاجتماع في بلاده وتحت رئاسته،،.
مشيراً بأن: ’’أما "نسيان ما سبق" فهو أمر غير وارد. إنه، كما قلت، شعور زائف يصدر إما عن الوهم أو عن الإحباط. وفي الحالتين لا قيمة نهائية له. إنها معركة سياسية وهي معركة نقاط،،.
وكان مصدر مسؤول بجامعة الدول العربية، ذكر يوم الخميس الفائت، أن مسألة عودة النظام السوري لشغل مقعد سوريا بالجامعة يحتاج إلى توافق عربي.
وأوضح السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية؛ أن مسألة عودة نشاط سوريا للجامعة العربية تتطلب توافقًا عربيًا، بحسب وكالة أنباء "الشرق الأوسط" المصرية الرسمية، مضيفاً بأن "هناك دولًا رئيسية بالنظام العربي ترى هناك حاجة للعمل ببطء في هذا الموضوع، حتى نصل إلى الهدف إذا كان هناك توافقًا عليه".
ومن المقرر أن تستضيف الأردن يوم غد الخميس، اجتماعًا لوزراء خارجية الأردن والسعودية والإمارات والبحرين والكويت ومصر، لبحث أزمات المنطقة وعلى رأسها الملف السوري، ويأتي ترتيب لقاء الأردن وسط جدل قائم بشأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية، حيث تستضيف تونس القمة العربية في 31 من شهر آذار القادم.
وكان تم تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية مع بداية النزاع فيها في تشرين الثاني 2011، وهي لا تزال خارج الجامعة وسط استمرار انقسام الدول العربية بشأن عودتها إلى المنظمة.
ودعا كل من العراق ولبنان وتونس الى عودة سوريا الى الجامعة العربية، كما أعادت كل من البحرين والإمارات في كانون الأول الفائت فتح سفارتها في دمشق، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية منذ 2012.
الكاتب الصحافي حنا صالح، قال في حديث لـ "راديو روزنة" بأن هناك مساعي جدية من بعض الأوساط العربية لإعادة تأهيل النظام السوري.
مفنداً وفق رأيه دوافع بعض الأنظمة العربية حول تعويم النظام السوري، واعتبر أن في الأردن أولوية من أجل الاستفادة من معبر نصيب، بينما يضغط حزب الله وحلفائه في لبنان بورقة الترانزيت وتصريف المنتجات الزراعية براً إلى الخليج، فيما يعتبر أن الموقف العراقي مفهوم بخصوص ذلك.
لافتاً إلى أن كل الضغوط تقودها موسكو ضمن سياق سياسي، في الوقت الذي بدا فيه أن عملية التأهيل تكاد تكتمل ذلك عندما أعادت الإمارات فتح السفارة في دمشق، إلا أن صالح يشير بأن هذه الحملة تراجعت، فهناك جهات تفصل بين قرار إعادة فتح سفارة في دمشق والتطبيع مع النظام السوري.
ويعتبر في حديثه لـ "روزنة" أن الموقف المصري حسم الأمور، بحيث لن تكون قمة تونس قمة استعادة النظام السوري، فبعد جولة الوزير الأميركي بومبيو تغير المشهد.
مضيفا بالقول: ’’الموقف العربي المؤثر يذكر أن الإبعاد كان نتيجة للممارسات الارهابية ضد الشعب السوري، وما لم تكن هناك مؤشرات عن إيجابية في التعاطي مع موجبات القرار الدولي 2254 ؛ سيبقى التطبيع "حصرم في حلب"،،.
اقرأ أيضاً:اجتماع عربي وشيك مع الأسد برعاية روسيّة!
من جانبه يعتقد الكاتب والباحث؛ حسام جزماتي، خلال حديثه لـ "روزنة" أن هناك مبالغة في تقييم الخطوات المتعلقة في احتمالية إعادة تأهيل النظام السوري على المستوى العربي؛ عند النظر إليها كإجراءات نهائية وشاملة أو كدرجات متسلسلة في سياق حتمي يتعلق بـ "تعويم النظام".
ويتابع بالقول: ’’الغريب أن تأتي هذه المبالغة من طرفين متناقضين؛ أولهما أنصار النظام الواهمون والجاهلون بأبسط معطيات السياسة التي تقتصر عندهم على قطبي "المؤامرة الدولية" وفشل هذه المؤامرة المزعومة، وعودة قادة العالم لمصالحة الأسد وهرولتهم للوصول إلى "حذائه"، أما الطرف الثاني فهو معارض أو ثائر لكنه قانط إلى درجة مسيطرة على مشاعره، هذا أمر مفهوم بعد تراكم ظلم وقهر جمهور الثورة، والتهاون العالمي في تحقيق العدالة في سوريا وإنهاء كارثتها الممتدة؛ غير أن الإحباط ليس دليلاً جيداً للتحليل أو لممارسة السياسة،،.
ويعتبر جزماتي أن ما يجري مؤخراً من عودة بدرجة كبيرة أو صغيرة من الحرارة إلى علاقات النظام ببعض الدول العربية، يراه بالأمر الطبيعي في سياق معركة النظام السياسية ضد الثورة، بالتوازي مع المعركة العسكرية.
حيث يلفت بأن النظام يخوض معركته داخل البلاد وفي المحيط الإقليمي والعربي، وكذلك عالمياً، لذا فإنه من المفهوم وفق رأيه أن يحقق فيها بعض النجاحات في بعض الأوقات، وهو ما حصل مؤخراً نتيجة انتصاراته العسكرية بفضل روسيا وإيران، وتسويقه صورة الذي استعاد الإمساك بزمام الأمور، بالتوازي مع نهضة النظام العربي التقليدي لتطويق آثار الربيع العربي وطي صفحته إن أمكن.
ويضيف بالقول: أن ’’الضغوط الروسية لإعادة قيد النظام في نادي الدول؛ هي من العوامل المؤثرة يجب ألا نغفل عنها، وهي عوامل ستترجم بإعادة فتح هذه السفارة أو تلك، لكن هذا جزء من المعركة السياسية بيننا وبين النظام، وبين معسكرين عريضين في العالم في الأساس، لقد عبرت دول عديدة، أهم من البحرين والإمارات، ورؤساء كثيرون، أهم من السوداني المطلوب دولياً عمر حسن البشير، عن ثبات موقفها من الأسد، فلماذا لم تحظ تصريحاتها بنفس الدرجة من الاهتمام في وسائل الإعلام السورية الحرة أو المستقلة؟،،.
المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، أعرب خلال زيارته إلى مصر، يوم الثلاثاء الماضي، عن أمله بتبني قرار عربي مشترك لعودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وقال بوغدانوف، في تصريحات صحفية أدلى بها عقب محادثات أجراها في القاهرة؛ مع كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، و وزير الخارجية المصري، سامح شكري: "إننا بالطبع بحثنا هذا الموضوع، ونأمل في أن الأمور تسير في هذا الاتجاه، لكن هناك حاجة إلى جهود إضافية معينة مع مناقشة هذه المسألة، بما في ذلك التوقيت والشكل (لعودة سوريا إلى المنظمة)".
قد يهمك:كيف غيّر عام 2018 من صورة المشهد السوري؟
ويأتي ذلك في وقت أعلن الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، أن تونس ستدعم أي قرار تتخذه الجامعة العربية بالإجماع حول عودة النظام السوري للجامعة العربية، ملمحا إلى أن هذه القضية قد تحسم خلال القمة المرتقبة في بلاده.
وقال السبسي، في تصريحات صحفية: "اليوم سوريا هي شاغل القمة القادمة، وهي قمة جمع الصفوف وستتم في أحسن الظروف، نحن لا نملك مواقف سلبية ضد سوريا أو أي كان، نحن مع الإجماع العربي، والقرار الذي ستعتمده الجامعة العربية سنعتمده نحن".
في حين أعلن وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، اليوم الأربعاء؛ أن بلاده تدعم عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وتبذل جهودا من أجل ذلك.
وقال في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف في موسكو، إن الأزمة السورية مثلت أحد محاور المحادثات إلى جانب العلاقات الثنائية والقضايا الدولية، مضيفا أنه "لا بد من حل الأزمة السورية، ونحاول إيجاد حل لعودتها للجامعة العربية، مؤكدا أن الحكومة العراقية تدعم عودة سوريا إلى الجامعة مرة أخرى".
دعوة أردنية.. ماذا وراءها؟
رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، أعلن يوم الأحد الفائت، أن الأردن دعا رئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ؛ إلى حضور أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، الذي يعقد في عمان في آذار المقبل.
وحول ذلك يعتبر؛ الكاتب الصحافي حنا صالح، في حديثه لـ "روزنة" أن الدعوة إلى المؤتمر البرلماني مسألة تدخل في سياق أردني-سوري، وليس في سياق عربي عام، كما أنها ليست كافية ولا يبنى عليها.
معتبراً أنها ستثير انتقادات جهات عربية؛ فضلا عن البرلمان العربي الذي لا يسمع به الناس إلا عند انعقاد إحدى دوراته؛ وهذا يعود وفق رأي صالح لضعف الحياة البرلمانية العربية عموما.
وتابع قائلاً: ’’في لبنان برلمان يغيب عنه الحد الأدنى من المشرعين، علما أنه لعقود سابقة كان المثال فأصبح اليوم شبيه ببرلمانات الـ99% من الأصوات، لكن الخطوة تصبح مهمة إذا تغير المناخ العربي، نحن عشية إجتماع وارسو الذي سيبحث بعمق الدور الإيراني في كل المنطقة وبالأخص في سوريا، وهذا ليس لمصلحة التطبيع،،.
و يلفت صالح إلى أن التطبيع عربيا هو جزء من أمر دولي؛ يربط التطبيع بالتسوية ونوعيتها وإعادة الإعمار، إلا أنه يتساءل عن غياب صوت حقيقي للمعارضة السورية.
ويختم بقوله: ’’هل صحيح أن جماعة الإئتلاف الذين يدعمون أردوغان في مشروع "المنطقة الآمنة" تنازلوا كلية عن الجنسية السورية وحازوا التركية ولا يعنيهم تتريك الشمال السوري، في العام 1924 بدأت تركيا التدخل في لواء الاسكندرون وانتزعته عام 1939 وتخلى عنه الأسد الأب نهائيا في اتفاقية أضنة،،.
مضيفاً: ’’العسكرة التي أنزلت على الانتفاضة السورية دعوشتها وأنهت الكثير لكن هل انتهت مطالب الشعب السوري، إن غياب الصوت المعارض المستقل عنصر سلبي وعنصر يسهل إعادة تأهيل النظام؛ عندما تتوفر شروط عربية وبالأخص سعودية-مصرية،،.
اقرأ أيضاً:السعودية تدفع الدول الخليجية لتحسين علاقاتها مع النظام السوري!
بينما يشير الكاتب والباحث؛ حسام جزماتي، حول دعوة عمّان إلى المؤتمر البرلماني بأن الأردن دولة حرجة ولا تبحث عن المتاعب، لا سيما بعد وصول ملامح من الاحتجاجات إليها، فضلا عن تضررها نتيجة إغلاق معبر نصيب الذي كان يوصل بضائعها إلى أوروبا، وكذلك بوجود حوالي مليون ونصف لاجئ سوري على أرضها.
وأضاف بالقول:’’يجب ألا ننسى أن معايير الأخلاق وحقوق الإنسان ليست العامل الحاسم في تحديد مواقف الأنظمة العربية من بعضها، إن لم يكن العكس هو الصحيح، كما أن ميول السياسيين تلعب أحياناً دوراً مرجحاً، كما في حالة نبيه بري، وهو حليف تاريخي للنظام، وحالة عاطف الطراونة، رئيس مجلس النواب الأردني، وكان قد دعا أكثر من مرة لإعادته إلى اتحاد البرلمانيين العرب، بل والجامعة العربية، حتى سنحت له فرصة تنفيذ ذلك عندما أقيم الاجتماع في بلاده وتحت رئاسته،،.
مشيراً بأن: ’’أما "نسيان ما سبق" فهو أمر غير وارد. إنه، كما قلت، شعور زائف يصدر إما عن الوهم أو عن الإحباط. وفي الحالتين لا قيمة نهائية له. إنها معركة سياسية وهي معركة نقاط،،.
وكان مصدر مسؤول بجامعة الدول العربية، ذكر يوم الخميس الفائت، أن مسألة عودة النظام السوري لشغل مقعد سوريا بالجامعة يحتاج إلى توافق عربي.
وأوضح السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية؛ أن مسألة عودة نشاط سوريا للجامعة العربية تتطلب توافقًا عربيًا، بحسب وكالة أنباء "الشرق الأوسط" المصرية الرسمية، مضيفاً بأن "هناك دولًا رئيسية بالنظام العربي ترى هناك حاجة للعمل ببطء في هذا الموضوع، حتى نصل إلى الهدف إذا كان هناك توافقًا عليه".